مدرسة صلاح سالم الإعدادية المشتركة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مدرسة صلاح سالم الإعدادية المشتركة

صفط زريق ديرب نجم الشرقيه


    يا من فقدت السعادة .. .. إن كنت تريد السعادة .. اقرأ معي تك السطور !!

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 181
    تاريخ التسجيل : 07/01/2011

    يا من فقدت السعادة .. .. إن كنت تريد السعادة .. اقرأ معي تك السطور !! Empty يا من فقدت السعادة .. .. إن كنت تريد السعادة .. اقرأ معي تك السطور !!

    مُساهمة  Admin الإثنين نوفمبر 07, 2011 9:08 pm

    {وهُمْ في غفْلةٍ معْرضُون} !!
    من هم أهل الغفلة !!
    وهل أنت - أنت - من أهل الغفلة ؟ !!
    أهل الغفلـــــة منهم الغني ومنهم الفقير .. ومنهم والأبيض والأسود .. والبخيل والكريم .. والشاكر واللئيم .. منهم التقي العابد .. الفاجر الفاسد ..
    ومنهم الصالح الزاهد .. والكافر الحاقد ..
    لكن هؤلاء جميعا يتفقون في أنهم يسعون سعيا حثيثا لتحصيل غاية واحدة .. هي السعادة ..
    يقول الله تعالى : {اقْترب للناس حسابُهُمْ وهُمْ في غفْلةٍ معْرضُون} الأنبياء : 1.
    والذي يتأمل أحوال الناس في هذا الزمن يرى تطابق الآية تماما مع واقع كثير منهم وذلك من خلال ما يرى من كثرة إعراضهم عن منهج الله وغفلتهم عن الآخرة وعن ما خلقوا من أجله ، وكأنهم لم يخلقوا للعبادة ، وإنما خلقوا للدنيا وشهواتها ، فإنهم إن فكروا في الدنيا وإن أحبوا في الدنيا ،
    وإن عملوا فللدنيا ، فيها يتخاصمون ومن أجلها يتقاتلون وبسببها يتهاونون أو يتركون كثيرأ من أوامر ربهم ،
    حتى أن بعضهم مستعد أن يترك الصلاة أو يؤخرها عن وقتها من أجل اجتماع عمل أو من أجل مباراة أو موعد مهم ونحو ذلك !!
    كل شيء في حياتهم له مكان ! للوظيفة مكان ، للرياضة مكان ، للتجارة مكان ، للرحلات مكان ، للأفلام والمسلسلات وللأغاني مكان ، للنوم مكان ، للأكل والشرب مكان ،
    كل شيء له مكان إلا القرآن وأوامر الدين ،
    تجد الواحد منهم ما أعقله وأذكاه في أمور دنياه ، لكن هذا العاقل المسكين لم يستفد من عقله فيما ينفعه في أُخراه ، ولم يقدة عقله إلى أبسط أمر وهو طريق الهداية والاستقامة على دين الله الذي فيه سعادته في الدنيا والآخرة ، وهذا هو والله غاية الحرمان :
    {يعْلمُون ظاهرا من الْحياة الدُنْيا وهُمْ عن الْآخرة هُمْ غافلُون} الروم : 7 .
    من يرى أحوالهم وما هم عليه من شدة جرأتهم على ارتكاب المعاصي وتهاونهم بها يقول :
    إن هؤلاء إما أنهم لم يصدقوا بالنار ، أو أن النار قد خلقت لغيرهم ، نسوا الحساب والعقاب وتعاموا عن ما أمامهم من أهوال وصعاب :
    {لعمْرُك إنهُمْ لفي سكْرتهمْ يعْمهُون} الحجر : 72 .
    انشغلوا براحة أبدانهم وسعادتها في الدنيا الفانية وأهملوا سعادتها وراحتها في الأخرى الباقية .
    هؤلاء هم أهل الغفلة !!
    فالشباب والفتيات الذين يستمعون الأغنيات .. وينظرون إلى المحرمات .. إنما يبحثون عن السعادة ..
    سعة الصدر .. وراحة البال .. وصفاء النفس .. غايات تسعى النفوس لتحصيلها ..
    فعجبا لهذه السعادة الذي يكثر طلابها .. ويزدحم الناس في طريق الوصول إليها ..
    ولكن السؤال الكبير .. هل حصل أحد من هؤلاء على السعادة التي يرجوها ؟!
    هل هو في أنس وفرح حقيقي ليس فيه تصنع ولا تظاهر ؟
    كلا بل - والله - أكثر هؤلاء كما قال أحدهم :
    ما لقيت الأنــام إلا رأوا مني ابتساما وليس يدرون ما بي
    أُظهر الانشراح للنــاس حـتى يتمنــوا أنهم في ثيــــــــابي
    لو دروا أني شـقي حزين ضاق في صدره فسيح الرحـاب
    لتناءوا عـني ولم يقربوني ثم زادوا نفــــــورهم باغتيابي
    فكـأني آتي بأعظم ذنب لو تبدت تعاستي للصـــــــــــــحاب
    هكذا الناس يطلبون المنايا للذي بينهم جليل المصـــــاب
    وأول من يفقد السعادة هو من التمسها بمعصية الله تعالى .. فأصحاب المعاصي في الحقيقة ليسوا سعداء .. وإن أظهروا الانشراح والفرح ..
    ولا تغتر بظاهر عبيد الشهوة .. فإنهم يبتسمون ويضحكون .. ولكن قلوبهم على غير ذلك ..
    ووالله لو شاهدت هاتيك الصدور رأيتهــا كمراجل النــــــــــيران
    ووقودها الشهوات والحسرات والالآم لا تخبو مدى الأزمــــــان
    أرواحهم في وحشة وجسومهم في كدحها لا في رضى الرحــمن
    ما سعيهم إلا لطيب العيش في الدنيـا ولو أفضى إلى النــــــيران
    هربوا من الرق الذي خلقوا له فبلوا برق النفس والشيطــــــان
    لا ترض ما اختاروه هم لنفوسهم فقد ارتضوا بالذل والحرمــان
    لو ساوت الدنيا جناح بعوضة لم يسق منها الرب ذا الكفـــــران
    لكنــها والله أحقـر عنده من ذا الجناح القاصر الطـــــــــــــــيران
    طبعت على كدر فكيف تنالها صفوا أهذا قـط في الإمكـــــــــــــان
    والله لو أن القلوب سليمة لتقطعت أسفا من الحرمـــــــــــــــــان
    لكنها سكرى بحب حياتها الدنيا وسوف تفيق بعد زمــــــــــــــان
    بالله ما عذر امرئ هو مؤمن حقا بهذا ليس باليقظــــــــــــــــان
    تالله لو شاقتك جنات النعيم طلبتهـا بنفائس الأثمــــــــــــــــــــان
    هؤلاء هم أهل الغفلة !!
    فهل أنت - أنت - من أهل الغفلة ؟ !!
    إن لله تعالى أقوام عاشوا عيش سعداء ..
    أذاقهم الله طعم محبته .. ونعمهم بمناجاته .. وطهر سرائرهم بمراقبته .. وزين رؤوسهم بتيجان مودته ..
    فذاقوا نعيم الجنة قبل أن يدخلوها ..
    فلله درهم من أقوام عرفوا طريق السعادة فسلكوه ..
    وقد اشتاق النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا العيش فكان يدعو كما عند الترمذي وغيره ويقول :
    (اللهُم إني أسْألُك الْفوز عنْد الْقضاء، ونُزُل الشُهداء وعيْش السُعداء، ومُرافقة الأنْبياء، والنصْر على الأعْداء)
    أولئك السعداء .. إذا ضاق صدر أحدهم بمصيبة .. أو اشتاقت نفسه إلى حاجة ..
    بسط في ظلمة الليل يدا سائلة .. وسجد بنفس واجلة .. وسأل ربه من خير كل نائلة ..
    وأحسن الظن بربه .. وعلم بأنه واقف بين يدي ملك .. لا تشتبه عليه اللغات .. ولا تختلط عنده الأصوات .. ولا يتبرم بكثرة السائلين وتنوع المسئولات ..
    إذا جن عليهم الليل .. وفتح ربهم أبواب مغفرته .. كانوا أول الداخلين .. فهم المؤمنون بآيات الله حقا ..
    {إنما يُؤْمنُ بآياتنا الذين إذا ذُكرُوا بها خرُوا سُجدا وسبحُوا بحمْد ربهمْ وهُمْ لا يسْتكْبرُون (15) تتجافى جُنُوبُهُمْ عن الْمضاجع يدْعُون ربهُمْ خوْفا وطمعا ومما رزقْناهُمْ يُنفقُون (16) فلا تعْلمُ نفْس ما أُخْفي لهُم من قُرة أعْيُنٍ جزاء بما كانُوا يعْملُون (17) أفمن كان مُؤْمنا كمن كان فاسقا لا يسْتوُون (18) أما الذين آمنُوا وعملُوا الصالحات فلهُمْ جناتُ الْمأْوى نُزُلا بما كانُوا يعْملُون (19) وأما الذين فسقُوا فمأْواهُمُ النارُ كُلما أرادُوا أن يخْرُجُوا منْها أُعيدُوا فيها وقيل لهُمْ ذُوقُوا عذاب النار الذي كُنتُم به تُكذبُون (20) ولنُذيقنهُمْ من الْعذاب الأدْنى دُون الْعذاب الأكْبر لعلهُمْ يرْجعُون (21)} سورة السجدة ..
    وفي الصحيح عنْ عبْد الله بْن عُمر قال : (كان الرجُلُ في حياة النبي صلى اللهُ عليْه وسلم إذا رأى رُؤْيا قصها على النبي صلى اللهُ عليْه وسلم فتمنيْت أنْ أرى رُؤْيا فأقُصُها على النبي صلى اللهُ عليْه وسلم ، وكُنْت غُلاما عزبا شابا ،
    وكُنْت أنامُ في الْمسْجد على عهْد رسُول الله صلى اللهُ عليْه وسلم فرأيْت في النوْم كأن ملكيْن أخذاني ، فذهبا بي إلى النار ، فإذا هي مطْوية كطي الْبئْر ، وإذا لها قرْنان ، وإذا فيها ناس قدْ عرفْتهمْ ، فجعلْت أقُولُ : أعُوذُ بالله منْ النار .
    قال : ولقينا ملك آخرُ ، فقال لي : لمْ تُرعْ ; فقصصْتها على حفْصة ، فقصتْها حفْصةُ على رسُول الله صلى اللهُ عليْه وسلم فقال :{نعْم الرجُلُ عبْدُ الله ، لوْ كان يُصلي منْ الليْل}
    ) . (الراوي: حفصة بنت عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6771
    خلاصة حكم المحدث: صحيح )

    فكان عبْدُ الله بعْدُ لا ينامُ منْ الليْل إلا قليلا .
    هل أنت - أنت - من أهل الغفلة ؟ !!
    عنْ عليٍ رضي اللهُ عنْهُ ، قال : قال رسُولُ الله صلى اللهُ عليْه وسلم :
    (إن الله وتْر يُحبُ الْوتْر ، فأوْترُوا يا أهْل الْقُرْآن) رواهُ الترْمذيُ ، وأبُو داوُد ، والنسائيُ .
    ويجمع الله لمن يصلي الوتر بين نعمتي الدنيا والآخرة .. عنْ أبي أُمامة رضي اللهُ تعالى عنْهُ قال: قال رسُولُ الله صلى اللهُ عليْه وسلم :
    (عليْكُمْ بقيام الليْل فإنهُ دأبُ الصالحين قبْلكُمْ، وإن قيام الليْل قُرْبة إلى الله، ومنْهاة عن الْإثْم، وتكْفير للسيئات، ومطْردة للداء عن الْجسد) أخْرجهُ الترْمذيُ والْحاكمُ والْبيْهقيُ في الشُعب.
    والعجب .. أن صلاة الوتر هي أسهل العبادات .. ومع ذلك يهملها كثير من الناس ..
    وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصليها أحد عشرة ركعة .. فإن ثقلت عليك فصلها تسع ركعات فإن شقت فصلها سبعا أو خمسا أو صلها ثلاثا .. فإن تكاسلت نفسك عن ذلك فصلها ولو ركعة واحدة ..
    الله أكبر ركعة وتكتب عند الله ممن صلوا الليل ..
    فكن من هؤلاء السعداء .. الذين أحسنوا علاقتهم بربهم ..
    فإذا نزلت بك حاجة ..
    فصف قدميك في المحراب .. وعفر وجهك في التراب .. واستعن بالملك الغلاب ..
    واصدق في لجئك .. وابك بين يدي ربك ..
    فإذا رأى الله منك الذل والانكسار .. وصدق الحاجة والاعتذار ..
    كشف عنك الضر .. ومن عليك بانشراح الصدر ..
    فعندها تذوق لذائذ الصالحين .. وتحيا حياة المطمئنين ..
    وفي القلب فاقة لا يسدها إلا محبة الله والإقبال عليه .. والإنابة إليه ..
    ذكر الحافظ ابن عساكر في تاريخه :
    أن رجلا فقيرا كان له بغل يكاري عليه من دمشق إلى الزبداني قال هذا الرجل :
    فركب معي ذات مرة رجل فمررنا على بعض الطريق على طريق غير مسلوكة ،
    فقال لي : خذ في هذه فإنها أقرب .. فقلت : لا خبرة لي فيها ..
    فقال : بل هي أقرب .. فسلكناها فانتهينا إلى مكان وعر وواد عميق وفيه قتلى كثيرة ..
    فقال لي : أمسك رأس البغل حتى أنزل .. فنزل وتشمر وجمع عليه ثيابه وسل سكينا معه وقصدني .. ففررت من بين يديه وتبعني .. فناشدته الله وقلت : خذ البغل بما عليه ..
    فقال هو لي : وإنما أريد قتلك .. فخوفته الله والعقوبة فلم يقبل ..
    فاستسلمت بين يديه وقلت : إن رأيت أن تتركني حتى أصلي ركعتين ..
    فقال : عجل ..
    فقمت أصلي فأرتج علي القرآن فلم يحضرني منه حرف واحد .. فبقيت واقفا متحيرا وهو يقول : هيا افرغ ..
    فأجرى الله على لساني قوله تعالى: "أمنْ يُجيبُ الْمُضْطر إذا دعاهُ ويكْشفُ السُوء"
    فإذا أنا بفارس قد أقبل من فم الوادي وبيده حربة فرمى بها الرجل فما أخطأت فؤاده فخر صريعا ..
    فتعلقت بالفارس وقلت : بالله من أنت ؟
    فقال : أنا رسول الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء .
    قال : فأخذت البغل والحمل ورجعت سالما.
    وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر وضاق صدره .. فزع إلى الصلاة ..
    وكان يقول : (أرحنا بالصلاة يا بلال) ..(الراوي: عبدالله بن محمد بن الحنفية المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4986خلاصة حكم المحدث: صحيح )


    وقد قال صلى الله عليه وسلم : (وجُعلتْ قُرةُ عيْني في الصلاة) ..(الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 3950خلاصة حكم المحدث: صحيح )
    وكان للصالحين مع الصلاة شأن عجيب ..
    قال أبو صالح ابن أخت مالك بن دينار : كان خالي إذا جن عليه الليل ..
    وقال أبو سليمان الداراني يقول : بينما أنا ساجد بالليل إذ غلبني النوم .. فإذا أنا بحوراء .. فركضتني برجلها وقالت : حبيبي أترقد عيناك .. والـمـلك يقظان ينظر إلى المتهجدين ؟
    بؤسا لعين آثرت لذة نوم على لذة مناجاة العزيز
    .. قم فقد دنا الفراغ .. ولقي المحبون بعضهم بعضا .. فما هذا الرقاد ؟
    حبيبي وقرة عيني .. أترقد عيناك ؟؟ وأنا أربى لك في الخدور منذ خمسمائة عام ؟ ..
    الله أكبر تعب هؤلاء في الصلوات .. وفارقوا الشهوات .. حتى تزينت لهم الحور في الجنات ..
    {إن الذين يتْلُون كتاب الله وأقامُوا الصلاة وأنْفقُوا مما رزقْناهُمْ سرا وعلانية يرْجُون تجارة لنْ تبُور ( 29 ) ليُوفيهُمْ أُجُورهُمْ ويزيدهُمْ منْ فضْله إنهُ غفُور شكُور ( 30 )} ..
    وأينما جالست هؤلاء السعداء .. وجدت أنهم أبعدُ الناس عما يغضب ربهم ..
    قطع خوف الله قلوبهم .. وملأت محبته نفوسهم ..
    علموا أن الله غافرُ الذنب .. وقابلُ التوب .. لكن ذلك لم ينسهم أنه شديد العقاب ..دقيق الحساب ..
    إذا رضي رحم .. ورحمته وسعت كل شيء .. وإذا غضب لعن .. ولعنته لا يقوم لها شيء ..
    وقد روى البخاري عن أنس رضي الله عنه أنه قال وهو يكلم التابعين .. وحسبك بهم عبادة وورعا .. يقول لهم :
    "إنكُمْ لتعْملُون أعْمالا هي أدقُ في أعْيُنكُمْ منْ الشعر إنْ كُنا لنعُدُها على عهْد النبي صلى اللهُ عليْه وسلم منْ الْمُوبقات قال أبُو عبْد الله يعْني بذلك الْمُهْلكات"
    وكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه كتابا قال له فيه :
    "وإذا أحببت أن تحقر عملك .. فتفكر فيما أنعم الله عليك .. وقدر ما عمل الصالحون قبلك .. وقدر عقوبته في الذنوب .."
    إنما فعل الله بآدم الذي فعل بأكلة أكلها .. فقال عنه : {وعصى آدمُ ربهُ فغوى} الأعراف الآية رقم 121 .
    وإنما لعن إبليس وجعله شيطانا رجيما .. من أجل سجدة أبى أن يسجدها ..
    ولعن اليهود .. وجعل منهم قردة وخنازير من أجل حيتان أصابوها يوم السبت وقد نهوا أن يصيدوا فيه ..
    فتفكر في نعيم الجنة .. وملكها .. وكرامتها ..
    فإذا فكرت في هذا كله عرفت نفسك ..
    وعلمت أن عملك لن يغني عنك شيئا .. إلا أن يتغمدك الله برحمته وبعفوه ..
    وكم من الناس يتساهل بالمحرمات فإذا نُصح قال :
    أنا ما فعلت إلا شيئا يسيرا .. والناس يفعلون أكبر مما أفعل ..
    والله تعالى يقول : {وتحْسبُونهُ هينا وهُو عنْد الله عظيم} النور : من الآية15.
    ومن هانت عظمة ربه في نفسه .. فتساهل بالمعاصي والمخالفات .. فليعلم أنه ما ضر إلا نفسه ..
    وأن لله تعالى عبادا لا يعصون الله ما أمرهم .. ويفعلون ما يؤمرون ..
    وهم أكثر منا عددا .. وأكثر تعبدا وخوفا ..
    روى البخاري ومسلم "أن رسُول الله - صلى اللهُ عليْه وسلم - قال يوْما لأصْحابه :
    (هلْ تدْرُون ما الْبيْتُ الْمعْمُورُ ؟) قالُوا : اللهُ ورسُولُهُ أعْلمُ .
    قال : (فإنهُ مسْجد في السماء بحيال الْكعْبة لوْ خر لخر عليْها يُصلي فيه كُل يوْمٍ سبْعُون ألْف ملكٍ ، إذا خرجُوا منْهُ لمْ يعُودُوا آخر ما عليْهمْ)(الراوي: قتادة المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1/859خلاصة حكم المحدث: إسناده مرسل صحيح )
    وصح فيما رواه أبو داود والطبراني أن رسُول الله صلى اللهُ عليْه وسلم قال :
    (أذن لي أنْ أُحدث عنْ ملكٍ منْ ملائكة الله تعالى منْ حملة الْعرْش أن ما بيْن شحْمة أُذُنه إلى عاتقه مسيرةُ سبْعمائة عامٍ ) ..(الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4727خلاصة حكم المحدث: صحيح )
    روى الْإمامُ أحْمدُ والترْمذيُ وابْنُ ماجهْ عنْ أبي ذرٍ رضي اللهُ عنْهُ قال : قال رسُولُ الله صلى اللهُ عليْه وسلم :
    (إني أرى ما لا تروْن وأسْمعُ ما لا تسْمعُون ، أطت السماءُ وحق لها أنْ تئط ، ما فيها موْضعُ أرْبع أصابع إلا عليْه ملك ساجد ، لوْ علمْتُمْ ما أعْلمُ لضحكْتُمْ قليلا ولبكيْتُمْ كثيرا ، ولما تلذذْتُمْ بالنساء على الْفُرُشات ، ولخرجْتُمْ إلى الصعدات تجْأرُون إلى الله تعالى) .(الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 5277خلاصة حكم المحدث: إسناده ضعيف لكنه صح غير جملتين، جملة "التلذذ بالنساء" , و الزيادة التي في آخره مدرجة )
    وأخرج المروزي بإسناد حسنه ابن كثير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
    (إن لله تعالى ملائكة ترْعدُ فرائصُهُمْ منْ خيفته ، وما منْهُمْ ملك تقْطُرُ منْهُ دمْعة منْ عيْنيْه إلا وقعتْ على ملكٍ يُصلي ،
    وإن منْهُمْ ملائكة سُجُودا مُنْذُ خلق اللهُ السماوات والْأرْض لمْ يرْفعُوا رُءُوسهُمْ ولا يرْفعُونها إلى يوْم الْقيامة ،
    وإن منْهُمْ ملائكة رُكُوعا لمْ يرْفعُوا رُءُوسهُمْ مُنْذُ خلق اللهُ السماوات والْأرْض ولا يرْفعُونها إلى يوْم الْقيامة ،
    فإذا رفعُوا رُءُوسهُمْ نظرُوا إلى وجْه الله عز وجل فقالُوا : سُبْحانك ما عبدْناك حق عبادتك) (الراوي: رجل من أصحاب النبي المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 1988خلاصة حكم المحدث: ضعيف )
    وملائكة ركوع لم يرفعوا رؤوسهم .. ولا يرفعونها إلى يوم القيامــــــــــة ..
    وصفوف لم ينصرفوا عن مصافهم .. ولا ينصرفون عنها إلى يوم القيامــة ..
    والله تعالى يقول : {إن الذين عنْد ربك لا يسْتكْبرُون عنْ عبادته ويُسبحُونهُ ولهُ يسْجُدُون} الْأعْراف ..
    ولما عظم هؤلاء السعداءُ ربهم حق التعظيم .. قاموا على أقدام الخوف .. فخافوا من ويلات الذنوب .. وتركوا لذة عيشهم .. في سبيل أن يلقوا ربهم وهو راض عنهم ..
    وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن أحوال القلوب فقال كما في صحيح مسلم :
    (تُعْرضُ الْفتنُ على الْقُلُوب كالْحصير عُودا عُودا ، فأيُ قلْبٍ أُشْربها نكتتْ فيه نُكْتة سوْداء ، وأيُ قلْبٍ أنْكرها نُكتتْ لهُ نُكْتة بيْضاءُ ، حتى يصير على قلْبيْن : أبْيضُ مثْلُ الصفا ، فلا تضُرُهُ فتْنة ما دامت السماواتُ والْأرْضُ ، والْآخرُ أسْودُ مرْبادا كالْكُوز مُجْخيا لا يعْرفُ معْرُوفا ولا يُنْكرُ مُنْكرا إلا ما أُشْرب منْ هواهُ) ..
    فأين تلك القلوب البيضاء التي ترتجف إذا وقعت في المعصية .. فتسارع إلى التوبة والإنابة ..
    فإن التساهل بالذنوب هو طريق السوء والخذلان .. في الدنيا والآخرة ..
    قال ابن عباس رضي الله عنه : إن للْحسنة نُورا في الْقلْب ، وضياء في الْوجْه ، وسعة في الرزْق ، ومحبة في قُلُوب الناس ..
    وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنه : منْ كثُرتْ صلاتُهُ بالليْل حسُن وجْهُهُ بالنهار ..
    وصدق الله إذ قال : { فمنْ يُرد اللهُ أنْ يهْديهُ يشْرحْ صدْرهُ للْإسْلام ومنْ يُردْ أنْ يُضلهُ يجْعلْ صدْرهُ ضيقا حرجا كأنما يصعدُ في السماء كذلك يجْعلُ اللهُ الرجْس على الذين لا يُؤْمنُون} الأنعام / 125.
    فأهل الهدى والإيمان لهم انشراح الصدر واتساعه .. وأهل الضلال لهم ضيق الصدر والبلاء .. والكربة والشقاء .. وانفراط الأمر .. وتعاسة العمر .. وقد قال الله تعالى :
    {ولا تُطعْ منْ أغْفلْنا قلْبهُ عنْ ذكْرنا واتبع هواهُ وكان أمْرُهُ فُرُطا} الكهف / 28 .
    إن الملل الدائم الذي ينزله الله بمن عصاه .. أو طلب السعادة والأنس في غير رضاه .. ليضيق على أهل المعصية دنياهم .. وينغص عليهم عيشهم .. حتى يتحول ما يسعون وراءه من متع إلى عذاب يتعذبون به .
    لماذا ..
    لماذا يتحول سماعهم للغناء .. ومواقعتهم للفحشاء .. وشربهم للخمر .. ونظرهم إلى الحرام ..
    لماذا يتحول هذا إلى ضيق بعد أن كان سعة .. وحزن بعد أن كان فرحة ..؟ لأن الله تعالى خلق الإنسان لوظيفة واحدة .. لا يمكن أن تستقيم حياته لو اشتغل بغيرها ..
    {وما خلقْتُ الْجن والْإنْس إلا ليعبدون} الذاريات / 56 .
    فإذا استعمل الإنسان جسده وروحه لغير الوظيفة التي خالق لأجلها تحولت حياته إلى جحيم ..
    لو أن رجلا يمشي في طريق فانقطع نعله فجأة فلما رأى ذلك قال : لا مشكلة أستعمل القلم بدل النعل ثم وضع نعله تحت رجله وأراد المشي ،
    لقلنا له : أنت مجنون لأن القلم صنع للكتابة ولم يصنع للمشي ..
    وكذلك احتاج قلما فلم يجد فقال : لا مشكلة أكتب بحذائي ثم تناول حذاءه وبدأ يجره على الورق !!
    لقلنا له : أنت مجنون لأن الحذاء إنما صنع لوظيفة واحدة هي المشي ولم يصنع للكتابة ..
    وكذلك الإنسان خلق لوظيفة واحدة هي طاعة لله وعبادته .. فمن استعمل حياته لغير هذه الوظيفة فلا بد أن يضل ويشقى ..
    ولو نظرت في حال من استعملوا حياتهم لغير ما خلقوا له لوجدت في حياتهم من الفساد والضياع ما لا يوجد عند غيرهم ..
    لماذا يكثر الانتحار في بلاد الإباحية والفجور ..
    لماذا ينتحر في أمريكا سنويا أكثر من خمسة وعشرين ألف شخص ..
    وقل مثل ذلك في بريطانيا .. وقل مثله في فرنسا .. وفي السويد .. وإيطاليا ..وغيرها ..
    لماذا .. ألم يجدوا خمورا يشربون ؟ كلا الخمور كثيرة ..
    ألم يجدوا بلادا يسافرون ؟ كلا البلاد واسعة ..
    أو منعوا من الزنى ؟
    أم حيل بينهم وبين الملاعب والملاهي ..
    أو أقفلت في وجوههم الحانات والبارات ..
    كلا .. بل هم يفعلون ما شاءوا .. يتقلبون بين متع أعينهم .. وأبصارهم وفروجهم ..
    إذن لماذا ينتحرون .. لماذا يملون من حياتهم ؟
    لماذا يتركون الخمور والزنى والملاهي .. ويختارون الموت .. لماذا ..
    الجواب واضح : {ومنْ أعْرض عن ذكْري فإن لهُ معيشة ضنكا ونحْشُرُهُ يوْم الْقيامة أعْمى} طه 124 .
    تلاحقه المعيشة الضنك في ذهابه ومجيئه .. وسفره وإقامته .. تأكل معه وتشرب ..
    تقوم معه وتقعد .. تلازمه في نومه ويقظته ..
    تنغص عليه حياته حتى الموت .. ومن أعرض عن الله وتكبر .. ألقى الله عليه الرعب الدائم ..
    قال الله تعالى : {سنُلْقي في قُلُوب الذين كفرُوا الرُعْب} آل عمران .
    لماذا ؟ قال الله تعالى : {بما أشْركُوا بالله ما لمْ يُنزلْ به سُلْطانا ومأْواهُمُ النارُ وبئْس مثْوى الظالمين} ..
    أما العارفون لربهم .. المقبلون عليه بقلوبهم فهم السعداء ، قال الله تعالى :
    {منْ عمل صالحا من ذكرٍ أوْ أُنثى وهُو مُؤْمن فلنُحْيينهُ حياة طيبة ولنجْزينهُمْ أجْرهُم بأحْسن ما كانُواْ يعْملُون} ..
    ذهب أحد الدعاة للعلاج في بريطانيا ..
    قال : فأدخلت إلى مستشفى من أكبر المستشفيات هناك .. لا يكاد يدخله إلا كبير أو وزير ..
    فلما دخل علي الطبيب ورأى مظهري قال : أنت مسلم ؟
    قال : نعم ..
    فقال : هناك مشكلة تحيرني منذ عرفت نفسي .. هل يمكن أن تسمعها مني ؟
    قال : نعم ..
    فقال : أنا عندي أموال كثيرة .. ووظيفة مرموقة .. وشهادة عالية .. وقد جربت جميع المتع .. شربت الخمور المتنوعة .. وواقعت الزنى ..وسافرت إلى بلاد كثيرة .. ومع ذلك .. لا أزال أشعر بضيق دائم .. وملل من هذه المتع .. حتى عرضت نفسي على عدة أطباء نفسيين .. وفكرت في الانتحار عدة مرات لعلي أجد حياة أخرى .. ليس فيها ملل .. ألا تشعر أنت بمثل هذا الملل والضيق ؟!
    فقال له : لا .. بل أنا في سعادة دائمة .. وسوف أذلك على حل المشكلة .. ولكن أجبني ..
    أنت إذا أردت أن تمتع عينيك فماذا تفعل ؟
    قال : نظر إلى امرأة حسناء أو منظر جميل ..
    قال : فإذا أردت أن تمتع أذنيك فماذا تفعل ؟ قال : أستمع إلى موسيقى هادئة ..
    قال : فإذا أردت أن تمتع أنفك فماذا تفعل ؟ قال : أشم عطرا .. أو أذهب إلى حديقة ..
    قال له : حسنا .. إذا أردت أن تمتع عينك لماذا لا تستمع إلى موسيقى ؟
    فتعجب وقال : لا يمكن لأن هذه متعة خاصة بالأذن ..
    قلت : فإذا أردت أن تمتع أنفك لماذا لا تنظر إلى منظر جميل ؟ فعجب أكثر وقال : لا يمكن لأن هذه متعة خاصة بالعين .. ولا يمكن أن يتمتع بها الأنف ..
    قال له : حسنا .. وصلت إلى ما أريده منك ..
    أنت تحس بهذا الضيق والملل في عينك ؟
    قال : لا .. قال : تحس به في أذنك .. في أنفك .. فمك .. فرجك ..
    قال : لا أحس به في قلبي .. في صدري ..
    قال : أنت تحس بهذا الضيق في قلبك .. والقلب له متعة خاصة به .. لا يمكن أن يتمتع بغيرها .. ولا بد أن تعرف الشيء الذي يمتع القلب .. لأنك بسماعك للموسيقى .. وشربك للخمر .. ونظرك وزناك .. لست تمتع قلبك وإنما تمتع هذه الأعضاء ..
    فعجب الرجل .. وقال : صحيح .. فكيف أمتع قلبي ؟
    قال : بأن تشهد أن لا إله إلا الله .. وأن محمدا رسول الله .. وتسجد بين يدي خالقك .. وتشكو بثك وهمك إلى الله .. فإنك بذلك تعيش في راحة واطمئنان وسعادة ..
    فهز الرجل رأسه وقال : أعطني كتبا عن الإسلام .. وادعُ لي .. وسوف أسلم ..
    وصدق الله إذ قال : {يا أيُها الناسُ قدْ جاءتْكُمْ موْعظة منْ ربكُمْ وشفاء لما في الصُدُور وهُدى ورحْمة للْمُؤْمنين ( 57 ) قُلْ بفضْل الله وبرحْمته فبذلك فلْيفْرحُوا هُو خيْر مما يجْمعُون ( 58 )} سورة يونس .
    فعجبا لأقوام يلتمسون الأنس والانشراح .. ويبحثون عن السعادة في غير طريقها ..
    والله يقول : { أمْ حسب الذين اجْترحُوا السيئات أنْ نجعلهُمْ كالذين آمنُوا وعملُوا الصالحات سواء محْياهُمْ ومماتُهُمْ ساء ما يحْكُمُون} 21 الجاثية
    ففرق الله بين عيش السعداء .. وعيش الأشقياء .. في المحيا والممات ..
    بل إن المحسن كلما ازداد إحسانا في الدنيا .. عظمت لذته وسعادته .. وأحسن الله إليه في رزقه .. وولده .. ووظيفته .. ومسكنه .. أحسن إليه في كل شيء ..
    قال تعالى : {قُلْ ياعبادي الذين آمنُوا اتقُوا ربكُمْ للذين أحْسنُوا في هذه الدُنْيا حسنة وأرْضُ الله واسعة إنما يُوفى الصابرُون أجْرهُمْ بغيْر حسابٍ} الزمر / 10 .
    وإنك لتحزن .. إذا رأيت مسلمين عقلاء .. يلتمسون السرور وسعة الصدر ..
    بالاجتماع على مشاهدة محرم .. أو الحديث عنه .. أو مزاولته .. في بيت أو بستان .. أو متنزه .. أو في جلسة على طريق أو شاطئ ..
    في مجالس لا تقربها الملائكة .. ولا تغشاها الرحمة ..
    ويتفرقون عنها بصدور ضيقة .. وأنفسٍ مكتئبة ..
    ويزين بعضهم لبعض هذا المنكر .. وكأنهم قد اجتمعوا على مباح أو طاعة ..
    وكأن ليس لهم إله يراقبهم .. ولا رب يحاسبهم .. وتبحث عنهم في مجالس الذكر فلا تجدهم ..
    ثم يوم القيامة يكفر بعضه ببعض ويلعن بعضهم بعضا ..
    وقد قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي والحاكم :
    (أيُما قوْمٍ جلسُوا فأطالُوا الْجُلُوس ، ثُم تفرقُوا قبْل أنْ يذْكُرُوا الله ، ويُصلُوا على نبيه صلى اللهُ عليْه وآله وسلم إلا كانتْ عليْهمْ من الله ترة إنْ شاء اللهُ عذبهُمْ ، وإنْ شاء غفر لهُمْ) (الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2738خلاصة حكم المحدث: صحيح )
    وإنه ليشتد حزنك أكثر .. إذا رأيت فتيات مسلمات .. هن حفيدات خديجة وفاطمة .. وأخوات حفصة وعائشة .. قد طهر الله قلوبهن من الشرك .. وأعينهن من الخيانة .. وحفظ فروجهن من الفجور ..
    قد سلم لهن الأسماع والأبصار .. وتفضل عليهن بالستر والعافية .. لم تروع إحداهن في بلدها .. ولم تفجع في أبيها ولا ولدها .. لم يغتصبها فاجر .. ولم يعتد عليها كافر ..
    ومع كل هذه النعم تجد إحداهن تتسكع سوق .. وتنساق وراء شهوة .. في هاتف .. أو مجلة .. أو صداقة فاجرة ..
    وتخالف ربها بتقليد الكافرات .. في اللباس والمظهر ..
    وقد يكون نظرها إلى القنوات .. وتقليبها للمجلات .. أكثر من نظرها في السور والآيات .. وحضور مجالس الصالحات ..
    وتظن المسكينة أن السعادة فيما تفعله .. أو تزينه لها صديقاتها .. أو يحتال به عليها ذئب فاجر .. أو شاب غادر ..
    ولا يلبث كل ذلك أن ينقلب عليها شقاء وضيقا ..
    والعبد حتى لو حصل شيئا من ملاذه فتمتع بها .. وسعد بتحصيلها .. فإنه لا يلبث حتى يملها .. ويذهب عنه ذهوله .. وتتحول هذه الملاذ إلى أسباب ضيق وملل وتعاسة ..
    فهذه هي السعادة الحقيقية .. واللذة الأبدية .. التي ضيع طريقها الكثيرون ..
    هذه هي السعادة التي يعيش بها المرء حياة المطمئنين ..
    فيا من فقد السعادة .. إن كنت تريد السعادة .. فقد عرفت طريقها ..
    اللهم إنا نسألك عيش السعداء .. وموت الشهداء .. والحشر مع الأتقياء .. ومرافقة الأنبياء .. اللهم إنا نسألك من الخير كله ..

    منقول للأمانة ...

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 10:07 pm