دور المرأة الريفية في الإنتاج وأهمية الاقتصاد المنزلي
دور المرأة الريفية في الإنتاج:
حينما نبدأ في التفكير في وضع أي برنامج يهدف للنهوض بالمجتمع فإننا ينبغي أن نضع في الاعتبار كل الطرق التي تعمل على التنسيق بين الجهود الذاتية للأهالي وبين ما تقدمه الحكومة من برامج وإسهامات فنية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والروحية سواء بالنسبة للمجتمعات المحلية أو بالنسبة للمجتمع الكبير، ثم يقوم بعد هذا في تجميع هذه الجهود وصهرها في بوتقة واحدة.
يتكون أي مجتمع من المجتمعات من صفين متماثلين تقريباً: الرجل والمرأة، ومن الطبيعي يجب استغلال كافة الطاقات الممكنة وتطويعها في خدمة المجتمع وتطويره. بمعنى إن إغفال المرأة – وهي تمثل نصف طاقة المجتمع لا يؤدي إلى حرمان الأمة من جهود نصف أفرادها فقط، بل يجعل هذا الجزء عبئاً ثقيلاً ينوء بحمله كاهل النصف الآخر، ويصبح المجتمع بذلك مثله مثل إنسان يتنفس برئة واحدة.
المرأة الريفية بوضعها الراهن:
تعاني المرأة الريفية في العالم، وخاصة في مجتمعنا الشرقي، من أوضاع جائرة تجعلها مكبلة بقيود تمنعها من الانطلاق والإيداع للنهوض بأسرتها وبالتالي بمجتمعها الذي ينعكس بلا شك على النهوض بأمتها..
ذلك لأن المرأة الريفية، تعامل منذ طفولتها على أنها عبء على كاهل أسرتها، فهي موضع رعاية في طفولتها، وهي محل شك في شبابها حتى تتزوج وهي عبء على زوجها في بيته، وأخيراً إذا قدرها الفشل في زواجها فهي عائدة بلا شك إلى أسرتها الأولى لتكون عبئاً جديداً على أبويها.
كل هذا يمنعها من الحركة، ويقيد جهودها للنهوض بالأسرة، وهذا ما يجب أن نخلصها منه لا من أجل سعادتها فحسب بل من أجل صالح المجتمع الذي تنتمي إليه حتى تشارك دون قيود في التنمية والإنتاج
ويمكن توضيح المعوقات التي تحول دون انطلاق المرأة فيما يلي:
1- العادات السائدة والتقاليد التي تقيد حرية المرأة في المجتمع، والتي منها : أن المرأة أقل قدرة من الرجل، عاجزة عن مشاركة الرجل في تنظيم المجتمع، الاعتقاد السائد بأنه إذا حدث أن اشتركت المرأة في أمور المجتمع فإن ذلك يحط من قدرة الرجل كما من شأنه أن يؤدي إلى إهمالها شؤون البيت ورعاية الأطفال وما قد يؤدي إلى تفكك الأسرة وتصدعها...الخ.
2- المعايير الأخلاقية التي وضعها الرجل في عصور كان فيها هو الذي يتحكم في كل شيء في المجتمع، تلك المعايير التعسفية التي وضعت المرأة تحت ضغوط وإجراءات تحد من حرية حركتها وتضيق عليها الخناق فيجعلها أسيرة لما هو مطلوب منها عمله وما لا يجب أن تعمله وكأنها بذلك قد خلقت لتطيع دون مناقشة أو اقتناع.
3- النظرة إلى الرجل على أنه وحده هو المسيطر على كافة النشاطات في المجتمع، ومنحه حقوقاً كثيرة منها حق وضع القوانين حتى التي تخص المرأة منها والتي تطلق له العنان في ممارسة كافة النشاطات في المجتمع دون المرأة في معظم أو بعض تلك النشاطات.
فعلى سبيل المثال لا الحصر حين تبحث بعض الشؤون العامة أو الميدانية الخاصة بالقرية لا تشترك المرأة في ذلك المجال بل يحاول الرجل منعها بحجة أن تلك الأمور لا تخص المرأة ولا تعنيها. وقد أدت عملية إقصاء المرأة وحرمانها من الاشتراك في تنظيم المجتمع إلى حرمانها أيضاً من اكتساب مختلف المهارات والتدريب على مختلف المعاملات الاجتماعية وحرمانها من تنمية جوانب شخصيتها.
4- لا زالت القوانين المتصلة بالمرأة مقيدة لحريتها ونشاطها، ومن هذه القوانين تلك التي لها علاقة بحقوق المرأة المدنية.
5- لم تتحرر المرأة من الجهل بعد، بل حرمت من التعليم بحيث فاقت نسبة أمية المرأة مثيلاتها بين الرجال، وحتى إذا سمح لها بالتعليم فغالباً ما يكون التعليم من نوع معين يخدم الفكرة السائدة عن المرأة ووظيفتها من وجهة نظر المجتمع. وهذا بالطبع حرمانها المشاركة الفعلي واستخدام ذكاءها الذي يمثل نصف ذكاء المجتمع في حل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحية.
6- نظرة المرأة إلى نفسها المنبعثة من عقدة النقص نتيجة الأسلوب الذي اتبع في تربيتها تلك النظرة التي تنطوي على الاتكالية والاستسلام وعدم الشعور بالأمن والاستقرار، كل هذا جعل إدراك المرأة لدورها غير واضح المعالم وصارت لا تعرف بالضبط مسؤولياتها تجاه تطوير الحياة وخدمة أفراد أمتها كما يجب أن تكون.
ولاشك أن بعض العوامل السابق الإشارة إليها قابل للتعديل والتغيير، فيمكن تغيير اتجاهات الرجال نحو المرأة وإن احتاج ذلك إلى تربية عدة أجيال، إلا أن أهم تلك العوامل وأخطرها تلك المتعلقة بموقف المرأة الريفية ذاتها ونظرتها إلى نفسها وتحررها من عقد النقص وانطلاقها من نسيج العنكبوت (عنكبوت التقاليد) التي تقيد انطلاقها للمشاركة في تنمية المجتمع.
وقبل التعرض إلى الطرق والوسائل التي بها يمكن للمرأة أن تأخذ دورها في تنمية المجتمع وتطويره وتطوير الإنتاج، يجدر الإشارة إلى تحديد الأدوار التي تقوم بها المرأة في الأسرة والمجتمع.
المهام والأدوار التي تقوم بها المرأة الريفية في بناء المجتمع:
1- تتولى المرأة تدبير شؤون البيت وإدارته والوفاء بحاجات الأسرة ومطالبها اليومية.
2- ترعى الأطفال وتضطلع بمسؤولية تربيتهم خصوصاً في المراحل الأولى من حياتهم.
3- تعمل الحقل سواء كانت مالكة للأرض أو عاملة بالأجرة.
4- تشتغل المرأة في ميدان الصناعات الريفية مثل : صناعة الجبن ومنتجات الألبان- المخللات..الخ.
5- تقوم المرأة بعمليات التسويق وبعض النشاطات التجارية.
وإذا ما نظرنا إلى حياة المرأة الريفية نجدها أول من يستيقظ في الصباح وآخر فرد في الأسرة تنام ليلاً. تقوم في هذه المسافة الزمنية بحلب الحيوانات ثم تقوم بتنظيف المنزل وغسل الملابس وحياكتها وصيانتها، كما تقوم بإعداد الخبز وطهي الطعام وحفظه، كل هذا مع العناية بالأطفال ورعايتهم، ثم تتجه إلى حيث تقوم بتغذية الطيور والحيوانات والعناية بنظافتها، وبعد هذا تعمل على جلب الماء اللازم للمنزل سواء من العين أو بواسطة الطلمبة، وفي يوم السوق تتجه بما معها لتبيعه وتشتري ما تحتاج إليه الأسرة من هذا السوق وإلى جانب هذه المهام نجدها تذهب إلى الحقل لتقديم الطعام لزوجها وقت الغداء كما تقوم بمساعدته في أعمال الحقل.
ومن المعروف أن العلم الحديث ومستحدثات العصر تستطيع أن توفر من الجهد المبذول والوقت والنفقات الشيء الكثير، وهذا بالطبع يحتاج إلى تهيئة المرأة لهذه المستحدثات بتعليمها وتثقيفها بحيث يمكنها تبني الأفكار الجديدة واستخدامها في مختلف الأعمال التي تؤديها.
لاشك أن الدور الذي تقوم به المرأة المتعلمة في الحياة أكثر من دور المرأة الجاهلة. فالمرأة المتعلمة تكون أكثر إحساساً بالمشكلات التي تؤثر في حياتها وحياة الأسرة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة والمرأة المتعلمة تعرف الأساليب المتطورة في الصحة وتربية الأولاد وغيرها من الأمور بأسلوب وطريقة أكثر وعياً من المرأة غير المتعلمة، وبالإضافة إلى ذلك فإن العلم يحرر المرأة من تأثير التقاليد والعادات الخاطئة التي قد تعتبر المرض مثلاً قضاءً وقدراً أو بسبب الحسد دون البحث عن الأسلوب العلمي في حل مثل تلك المشكلات.
لقد عبر أحد الحكماء القدماء عن أهمية تعليم المرأة فقال: إن من يعلم رجلاً إنما يعلم فرد، أما من يعلم امرأة فإنه يعلم أسرة. ويعتبر هذا المثل القديم صادق وصحيح حتى اليوم لأن تأثير المرأة الريفية رغم أنها لا تحضر الاجتماعات الريفية مع زوجها – يذهب مع زوجها ويكون محركاً لسلوكه في أغلب الأحوال. ولذا فإن حرمان المرأة من التعليم لتقوم بكامل دورها عن بصيرة ووعي، يصبح خسارة واقعية على المجتمع كله وليس على بعض الأفراد.
ولتوضيح أهمية العناية بإعداد المرأة وتعليمها نضرب مثلاً للأسرة التي زاد دخلها ولكن لم تنعكس زيادة الدخل على ارتفاع مستواها وذلك لأن المرأة لم تحسن استخدام هذه الزيادة أي أن زيادة الإنتاج في حد ذاته لا يعمل على رفع مستوى المعيشة في المجتمع الريفي إذا توقف الجهد عند هذا الحد، بل يجب أن يمتد إلى إرشاد أفراد الأسرة إلى استخدام زيادة الإنتاج في تحسين أحوال المعيشة ورفع المستوى الاجتماعي والثقافي والصحي، ولقد مر على الفلاح العربي زمناً أيام الحرب العالمية الثانية، كان المال وفيراً بين يديه ولكنه لم يلاحظ تحسناً واضحاً محسوساً في مستوى المعيشة في الريف، وتعرض الفلاح إلى شراء الكماليات والبذخ والترف، فزيادة دخل الأسرة لا يؤدي حتماً إلى تحسين مستوى المعيشة، إذ أن مستوى المعيشة لا يتوقف على زيادة الإنتاج أو الدخل، بل على استعداد الأسرة للإفادة من الدخل في تحسين أحوال المعيشة.
ولما ظهر أن تحسين الإنتاج وزيادته غير كاف لتحسين مستوى الأسرى كان من اللازم مد الأسرة بما يلزمها من معلومات لحسن استخدام هذه المنتجات واستهلاكها ولهذا اتجهت الأنظار إلى إرشاد المرأة.
فالمرأة في ريف وطننا العربي تهدر الزائد من حقلها لجهلها أصول حفظه وضرورة ذلك ... يربط ذلك بالنواحي الصحية والغذائية، فالفلاح وأسرته يتناولون المحصول وما به من عناصر غذائية في موسم وجوده فقط بدلاً من توزيعه على مدار السنة عند إتباع طرق الحفظ المختلفة الممكنة محلياً.. كذلك فإن جهل المرأة الريفية بالطب المنزلي وأصول التغذي مسؤولان إلى حد كبير عن ارتفاع نسبة وفيات الأطفال.
وهناك أمثلة عديدة تبين أهمية إرشاد المرأة وما يمكن أن تفعله في الحياة الاقتصادية للريف وفيما يلي نورد المثل الذي يوضح هذه الحقيقة:
كان المزارعون الأمريكيون من أصل اسباني يزرعون ذرة شامية وهو محصول أساسي ومصدر رئيسي للاستهلاك، ثم أدخل محصول الذرة الهجين الذي يتمتع بميزة على الذرة الشامية، وهو زيادة محصوله على محصول الذرة بحوالي ضعفين إلى ثلاثة أمثال، واستمرت زراعته 4 سنوات ثم فوجئ المسؤولون بالتحول عن الذرة الهجين وبالبحث والاستقصاء وجد أن فشل هذا المشروع سببه هو أن دقيق الذرة الهجين لم يحظ بقبول زوجات الفلاحين والمزارعين في صناعة الخبز والفطائر..
ولقد كان من الممكن نجاح هذا المشروع، لو أنه كان مصحوباً ببرامج أخرى لتبصير الزوجات بصفات هذا الدقيق الجديد وكيفية استعماله، وإدخال بعض التغيرات اللازمة في طريقة صنع الخبز أو الفطائر حتى يمكن الاستمرار في تنفيذ هذا المشروع الناجح.
إن إرشاد المرأة وتثقيفها يكسبها مهارات لازمة لها كقوة بشرية في الزراعة ويخلق عندها الوعي الزراعي الضروري للمرأة الريفية كطرف له رأيه في طرق الاستغلال الزراعي ووسائله وكقوة يستعان بها في إقناع زوجها بما يحقق زيادة في دخل الأسرة ويصل بها إلى الاستفادة من هذه الزيادة في تحسين مستوى المعيشة.
الاقتصاد المنزلي وأهميته للمرأة الريفية:
مقدمة:
ما هو نوع التعليم الذي تحتاجه المرأة الريفية؟ وما هي البرامج التعليمية التي تعينها على القيام بدورها في الأسرة والمجتمع الذي نعيش فيه؟
يشير التربويون إلى أهمية معرفة ميول الفرد وحاجاته واستعداداته كخطوة أولى قبل تخطيط أي منهج تعليمي يمكنه الوفاء بتلك الحاجات وتنمية الميول والاتجاهات السليمة لمساعدة الفرد في حل المشكلات التي تصادفه في حياته من اجتماعية واقتصادية وثقافية وصحية.. وعلى ضوء هذه الحقيقة التربوية يجب أن نبدأ بمعرفة حاجات المرأة الريفية ومشكلاتها ومجالات اهتماماتها.
وتحديد تلك الحاجات مع محاولة إيجاد حلول لكل المشكلات والعناية بكل الاهتمامات التي تهتم بها المرأة الريفية، كل هذا هو مضمون ومجال دراسة علم الاقتصاد المنزلي.
مفهوم الاقتصاد المنزلي:
إن كلمة اقتصاد التي يشملها تعبير الاقتصاد المنزلي لا تعني الإجراء الاقتصادي بل هي بديل لكلمة مقتصد بمعنى مركب اقتصادي يجري فيه إنتاج واستهلاك مختلف النعم والخدمات واستغلال وسائل الاستهلاك تحقيقاً لمستوى معيشي معين.
ويعني الاقتصاد المنزلي العلوم المنزلية، فهو ليس علماً واحداً شأنه في ذلك شأن العلوم الزراعية أو الطبية، وعلم الاقتصاد المنزلي الريفي علم تطبيقي يندرج تحته تخصصات تخدم الإنسان الريفي خاصة القطاع النسائي. وتزود هذه التخصصات أفراد الأسرة بمفاهيم وتعاليم تساعد على توجيه إنتاج الأسرة وتنظيم الاستهلاك وتوفير كل متطلبات الإنسان الجسمية والعقلية والاجتماعية والعاطفية.
ولما كان علم الاقتصاد المنزلي يختص بدراسة الأسرة ومقوماتها على مستوى المنزل والبيئة والمجتمع للنهوض بالحياة الأسرية، فإن هذا العلم أو مجموعة المعارف والعلوم المتصلة بهذا الميدان يهدف إلى جعل كل منزل مريحاً ومناسباً من الناحية المعيشية، وسليماً من الناحية الاقتصادية ، وصحيحاً من الناحية الجسمية والعقلية، ومتزناً من الناحية العاطفية والنفسية، ومسؤولاً ومشاركاً من الناحية البيئية والاجتماعية ومن ثم يعيش جميع أفراده في جو يسوده الحب والاحترام المتبادلين.
وقد يظن الكثير أن مفهوم الاقتصاد المنزلي قاصر على تعليم الطهي والكي والغسيل والتطريز والتفصيل إلخ... إلا أن هذا بعيداً عن الحقيقة بعد الطبيب أو الأخصائي في أمراض الجلد أو العيون أو الجراحة عن مهنة الحلاقة مثلاً.. ولا غضاضة أن علم الاقتصاد المنزلي قد قام بتطوير الأساليب الشائعة في الطهي والخياطة إلى درجة العلمية التي تغير تلك الأساليب القديمة إلى أخرى حديثة أكثر نفعاً للإنسان والبيئة.
وإذا تساءلنا عن الصلة بين الدراسة في كلية الزراعة وعلم الاقتصاد المنزلي، فإننا نجيب بأن النهوض بالمجتمع الريفي يجب أن يشمل كل جوانب الحياة الريفية، لذا فإن خريجة قسم الاقتصاد المنزلي العاملة في الريفي التي يطلق عليها اسم مرشدة اقتصاد منزلي، ينبغي أن تدرس دراسات تضم العلوم الزراعية إلى جانب علوم الاقتصاد المنزلي حتى يسهل التفاهم مع البيئة الريفية في المجالين الزراعي والمنزلي، وبذلك يكون المدخل إلى التفاهم مع المرأة الريفية هو محاولة حل المشكلات التي تتعرض لها أسرتها من كل جانب من جوانب الحياة، وتشمل الدراسات في كليات الزراعة محورين رئيسيين:
§ المحور الأول يهدف إلى دراسة المسائل والمشكلات الخاصة بالإنتاج.
§ المحور الثاني فيهتم بدراسة المسائل والمشكلات الخاصة بالاستهلاك .
ويشمل كل محور طائفة من العلوم والدراسات والأبحاث الخاصة بزيادة الإنتاج وتحسينه وتنويعه، وكذلك الاستهلاك (تحسينه وترشيده وتنويعه). وعلى هذا الأساس يمكن تقسيم أهداف العلوم المختلفة في كليات الزراعة إلى الأقسام التالي:
1- علوم تهدف إلى بيان ما يمكن إنتاجه من الحاصلات والبضائع والخدمات وتضم هذه المجموعة من العلوم علم الاقتصاد الزراعي.
2- علوم تهدف إلى بيان ما يمكن استهلاكه من الحاصلات والبضائع والخدمات، وأصلح طرق لهذا الاستهلاك ، ويضم هذه المجموعة من العلوم علم الاقتصاد المنزلي.
3- علوم تهدف إلى بيان كيفية الإنتاج وتشمل علوم الكيمياء الزراعية، تربية الحيوان، زراعة المحاصيل الحقلية والبستانية والحشرات وصناعة الألبان..الخ.
وفي لمحة سريعة تعرض لميادين الاقتصاد المنزلي لتلك الميادين التي منها:
§ غذاء الإنسان وتغذيته وأهمية ذلك في النهوض بصحة الأفراد وبالتالي صحة المجتمع مما ينعكس على زيادة الإنتاج وذلك لأن الإنسان السليم الجسم نتيجة لإتباعه الأساليب الصحيحة في الغذاء والتغذية، هذا الإنسان سيكون بلا شك أكثر إنتاجاً من الإنسان الذي لايستخدم هذه الأساليب.
§ نمو الطفل وتنشئته ورعايته، فالطفل هو نواة المجتمع أو البرعم الذي يعطي الثمار في المستقبل، ولاشك أن العناية بالطفل هو العناية بمستقبل المجتمع.
§ العلاقات الأسرية التي تقوم بدور هام وفعال في تكوين الطفل نفسياً وذهنياً، فكلما كانت العلاقات الأسرية تقوم على أساس من الحب والاحترام المتبادل فإنها تعطي للمجتمع أفراداً أصحاء من الناحية النفسية والذهنية والعكس صحيح.
§ الإسكان الذي يعتبر الركن الأساسي في استقرار الأسرة، فكلما كان المسكن صحياً ومبهجاً للنفس كلما انعكس ذلك على أفراد الأسرة الذين يعيشون فيه وعلى إنتاجهم.
§ الإدارة المنزلية، وفيها يتضح دور كل فر من الأفراد دون محاولة لطغيان أي منهم على الآخر مما يؤدي إلى صراع يؤثر بدوره على سعادة الأسرة وبالتالي إنتاجها وهذه الإدارة المنزلية تهتم بحسن استغلال موارد الأسرة البشرية فيها وغير البشرية لتحقيق أهداف الأسرة.
§ الأنسجة والألبسة: فكلما كانت الملابس ملائمة للمناخ الذي يعيش فيه الإنسان ولنوعية العمل الذي يقوم به، وكلما كان مظهرها لائقاً في المجتمع الذي يعيش فيه، كلما كانت مصدر راحة لهذا الإنسان.
كل تلك الميادين وغيرها إنما تسهم لا في النهوض بالمجتمع فحسب، بل في صنع الإنسان، فصنع الإنسان عن طريق علم الاقتصاد المنزلي معناه زيادة في الإنتاج، وهو عامل هام في تحسين الأحوال الاجتماعية والاقتصادية كما أن الإنسان هو أحد عوامل الإنتاج الرئيسية التي تتمثل في الأرض ورأس المال والعمل والإدارة، وهذان الأخيران ممثلان في الإنسان ، وإن كان النهوض بالإنسان هو هدف علم الاقتصاد المنزلي فلاشك أنه هدف نبيل وجدير بالاهتمام والرعاية، فهو بذلك ليس علم متعلق بالمرأة وحدها ، وإنما هو علم يهتم بكل أفراد الأسرة أو كما ذكرنها يهتم بالإنسان.
ونتساءل الآن: كيف يمكن أن نحقق هذا الهدف؟
إن مجال العمل الرئيسي لهذا العلم هو المرأة، فكيف نصل إلى المرأة الريفية..؟.. لاشك أن تقاليد المجتمع الريفي وخاصة الشرقي تمنع اتصال المرأة بأي شخص غريب عن الأسرة إذا حاول أن يعطيها أي أفكار جديدة للنهوض بأسرتها، ومن ثم فإن الوسيط الوحيد الذي يمكن أن يوصل المعلومات المطلوب توصيلها للمرأة الريفية هو مرشدة الاقتصاد المنزلي.
العمل الميداني لمرشدة الاقتصاد المنزلي في الريف:
تعمل مرشدة الاقتصاد المنزلي الريفي على مساعدة أفراد الأسرة والمجتمع على التقدم الاقتصادي والاجتماعي حتى يتمكن الناس من العيش في ظروف أفضل من الظروف التي يعيشون فيها. ومن الحقائق المهمة التي يجب على المرشدة إدراكها ومعرفتها أنه لا يكفي تقديم الخدمة للريفيات، وإنما ينبغي أن يسبق ذلك ، ويصاحبه ويتلوه عملية تعليمية يكون منها تهيئة الجو المناسب لتقبل الخدمة، وكذلك لابد من إعداد الأذهان حتى تعي الريفيات قيمة الخدمة المقدمة والاقتناع بها وما يتبع من تغير السلوك وتكوين العادات الصالحة وإتمام عملية التغيير المطلوب.
ويجب أن يمر العمل في أي برنامج إرشادي متصل بالقرية بالمراحل التالية:
مرحلة التعرف، مرحلة الدراسة والبحث، مرحلة التخطيط والتصميم، مرحلة العمل والتنفيذ، وأخيراً مرحلة التقويم.
مرحلة التعرف على البيئة:
تقوم مرحلة التعرف على أساس الإلمام بصورة عامة بمعالم القرية الرئيسية بحيث تستطيع المرشدة معرفة طريقها في القرية وسكانها ومجالات نشاطها. وتتم في هذه المرحلة جمع المعلومات والأفكار عن القرية والتعرف على القيادات المحلية والمؤسسات الاجتماعية التي تخدم القرية.
كذلك تتم في هذه المرحلة التعرف على المسؤولين عن تنمية المجتمع والصحة والتعليم ورجال الدين..الخ . ويجب على المرشدة أن تقوم بشرح طبيعة العمل الذي تقوم به وأهدافه للقادة الريفيين حتى يفهموه ويتبنوه لحل مشكلاتهم ومشاكل قريتهم.
وفي خلال مرحلة التعرف يجب على المرشدة الحصول على أجوبة الأسئلة التالية:
1- هل القرية صغيرة أم كبيرة؟
2- ما مساحة القرية؟
3- كم عدد الأسر التي بالقرية؟
4- ما هو متوسط حجم الأسرة؟
5- ما هو متوسط دخل الأسرة؟
6- متوسط عدد الأطفال بالأسرة؟
7- ما هي طبيعة معيشة الأسرة: أسرة نووية (أب وزوجة وأولاد) أم أسرة مركبة أو ممتدة (جد وجدة وآباء وأحفاد...الخ).
8- كم عدد الأطفال الذين في سن ما قبل المدرسة وفي سن المدرسة؟ وكم عدد الأطفال الذين يدرسون فعلاً في الحضانة إن وجدت ومدرسة القرية.
9- كم عدد المدارس بالقرية، وما نوعها؟
10- ما هي نسبة الأمية بالقرية بين الرجال والنساء؟
11- هل توجد برامج تعليم الكبار بالقرية؟ وكيف تسير؟
12- ما هي المحاصيل التي تنمو في القرية؟ وهل تصدر هذه المحاصيل أم تزرع لتستهلك محلها؟
13- ما هو دور المرأة الريفية في الزراعة؟ وما هو نوع العمل الذي تقوم به في الأعمال الحقلية وتربية ورعاية الحيوان؟
14- هل هناك صناعات ريفية صغيرة أو حرف في حيز القرية يمكن عن طريقها زيادة الدخل الأسري؟ وما هي هذه الحرف؟ وما هي الخدمات الموجودة بالقرية؟
15- كم من الوقت الذي تنفقه المرأة في الأعمال المختلفة: مثل إحضار الماء والوقود والزراعة والطهي؟
16- ما هي المشكلات الصحية الرئيسية؟ والأمراض الشائعة وما هو معدل وفيات الرضع والأطفال ..
17- ما هي وسائل الترويح بالقرية؟ وما هي النوادي والمنظمات التي توجد بها؟
18- ما هي نوع البرامج الاجتماعية والتربوية التي تقدمها الدولة أو الهيئات الخاصة لأهل القرية؟ وما هو دور المرأة في تلك البرامج؟
19- ما هو دور المرأة الريفية وتأثيرها على معظم الأمور التي تهم القرية بصفة عامة؟
20- ما هي المشكلات الملحة بالقرية من وجهة نظر أهل القرية من الريفيات أو القيادات النسائية؟ ( وكذلك من قبل قادة القرية من الرجال).
21- ما هو حال الطرق المؤدية إلى القرية؟ وكيف يصل سكان القرية إلى المدينة؟ وكيف ينقلون منتجاتهم الزراعية لتسويقها في الأسواق خارج القرية؟
22- كيف يحصل أهل القرية على المياه؟
23- هل بالقرية إنارة بالكهرباء؟
24- كيف يقضي أهل القرية أوقات فراغهم رجالاً ونساءً؟
25- ما هو نوع التغذية والغذاء في وجبات أفراد الأسرة؟ وما هي الوجبة الرئيسية ونوعها؟
26- معلومات عن المسكن الريفي لأسر القرية:
- كم غرفة بالمنزل؟
- أين تقع حظيرة الحيوانات من المنزل الذي يعيش فيه أفراد الأسرة؟
- كم غرفة مخصصة للنوم؟
- هل بالمنزل مطبخ؟ وكيف يطهى الطعام؟
- ما نوع الوقود المستخدم وأين يخزن؟
- هل هناك دورة مياه؟ وأين تقع؟
- ما هو نوع الأثاث المستخدم في البيت؟
- هل لدى الأسرة الريفية دجاج أو حيوانات؟ وما هي طريقة تغذية تلك الحيوانات؟
- ما هو الأسلوب الذي يستخدمه أفراد الأسرة لحفظ الطعام.
أدوات الدراسة في مرحلة التعرف على البيئة:
أولاً: الملاحظة: أنواعها:
أ- الملاحظة (غير المنتظمة): وتسمى بالملاحظة غير العلمية لعدم دقتها لاعتمادها على المشاهدة، أو الاستماع. غير أن هذا النوع من الملاحظة يمكن الاستفادة منها في حالة الدراسات الاستطلاعية الأولى.
تقوم مرشدة الاقتصاد المنزلي عند استخدامها لهذا النوع من الملاحظة بتقصي ما تشاهده فعلاً في الطبيعة بنفسها دون الاعتماد على أي أدوا ت أو أجهزة لقياس ما يحدث في المواقف من تغيرات.
ولذا كانت البيانات المستقاة أو المتحصل عليها عن طريق الملاحظة البسيطة دقيقة إلى حد ما في المواقف البسيطة، إلا أنها غير دقيقة في حال المواقف الصعبة المعقدة.
وتنقسم الملاحظة البسيطة غير العلمية (غير المنتظمة) إلى:
1- الملاحظة الميدانية دون مشاركة: وفيها لا تقوم مرشدة الاقتصاد المنزلي بالاشتراك الفعلي في الموقف دون أن تظهر فيه أو تبدي أي نشاط أكثر من كونها تنظر وتشاهد وتسمع فقط. والملاحظة دون مشاركة لا تمنع مرشدة الاقتصاد المنزلي من الاختلاط بالقرويات (أو أفراد الجماعة) لتلاحظ مايدور بينهن من أحاديث وعادات وانفعالات ومن مزايا هذه الطريفة إنها أسلوب طبيعي غير مصطنع . ولكي تنجح هذه الطريقة يجب على مرشدة الاقتصاد المنزلي أن تحوز بثقة أهل القرية، وهذا يتوقف على أسلوبها في العمل معهم واتجاهاتها نحوهم.
2- الملاحظة الميدانية المبنية على المشاركة الاندماج بالموقف: وفي هذا النوع من الملاحظة تقوم مرشدة الاقتصاد المنزلي بالمعايشة مع الموقف ومع الأفراد (القرويات) بمعنى أن تشاركهن في كافة الأنشطة وطريقة حياتهن اليومية كذا تقوم بمشاركتهن لمشاعرهن. ويتوقف نجاح المرشدة في استخدامها لهذه الأداة نجاحاً كبيراً على مدى الثقة بينها وبين من تعمل ولهن، ومتى اكتسبت المرشدة ثقتهن، تتقبلها الجماعة باعتبارها أحد أفرادها.
تستخدم هذه الأداة (الملاحظة بالمشاركة) في حالة دراسة تقاليد وعادات وثقافة المجتمع المحلي حتى يمكن معرفة طريقة حياة القرويات الداخلية والتي لايمكن إدراكها أو اكتشافها إلا بالمعايشة التامة والممارسة مع أفراد الجماعة، وقد يبرز أمام القارئ سؤالاً هاماً: كيف تحوز مرشدة الاقتصاد المنزلي بثقة القرويات عند استخدامها لهذا النوع من الأدوات في الدراسة؟
وللإجابة على هذا السؤال يجب إتباع الآتي:
1- يجب على مرشدة الاقتصاد المنزلي الريفي أن تقدم نفسها للجماعة بأسلوب يحوز بثقة أفرادها وتكون معهن علاقات طيبة. ويا حبذا لو استعانت بالقرويات اللائي لهن دور القيادة بين أفراد جنسها. ولا مانع من الاستعانة ببعض القيادات من الرجال كالمختار أو من له نفوذ في المجتمع المحلي . وعن طريق هذا التعريف يمكن لأفراد المجتمع عموماً والقرويات على وجه الخصوص من التعرف على أهداف الزيارة ومن هي التي تقوم بالزيارة ..الخ. وبدأ يرحب بها المجتمع المحلي وتقوم بمشاركته ( والقرويات على وجه الخصوص) في احتفالاتهم المختلفة في الأعياد والأفراح والمأتم..الخ.
2- ضرورة وضع خطة لمعرفة الموقف فيجب على مرشدة الاقتصاد المنزلي دراسة خصائص الموقف المراد دراسته ومن أهم الأفراد المشتركون فيه، وما هي سبل التفاعل وطرقها بين المشتركين في الموقف وغيرها من الأمور التي قد تلجأ الباحثة أو المرشدة إلى عمل مسح للحوادث في الموقف.
3- ضرورة معرفة الوقت المناسب لتسجيل الملاحظات وطريقة التسجيل وقت حدوثها حتى تضمن مرشدة الاقتصاد المنزلي خلو الدراسة والتسجيل من عوامل الخطأ المبنية على التحيز في انتقاء ما يسجل وما ينجم أيضاً من قدرة المرشدة على التذكر. إلا أن لعملية التسجيل مشاكل كثيرة منها إثارة الشكوك والوساوس التي قد تؤدي إلى خلق شبهات حول عمل المرشدة في الاقتصاد المنزلي الريفي وما ينجم عن ذلك من ضعف الثقة وإعاقة العمل. وبالإضافة إلى هذه المشاكل فإن مرشدة الاقتصاد المنزلي قد يتوزع انتباهها بين عملية التسجيل وبين ملاحظتها لجميع جوانب الموقف التي قد تكون مهمة,
ولتذليل هذه العقبات يمكن لمرشدة الاقتصاد المنزلي إجراء عملية التسجيل حسب ترتيب وقوع حوادث الموقف، أو استخدام بعض المصطلحات الخاصة.
ب- الملاحظة العملية المنظمة: نستخدم هذا الأسلوب في حالة الوصف أو التشخيص في حالة الجماعات الصغيرة التي تعيش في مكان واحد وتكون المرشدة واحدة منهم.
يتميز هذا النوع من الملاحظة بأنها هادفة وتحدث عن قصد وبطريقة منظمة مخططة، تقوم مرشدة الاقتصاد المنزلي بتسجيل نتائج ملاحظاتها بنظام وبترابط وتناسق واضح وذات هدف. ولإتمام هذه الأداة بنجاح، يمكنها الاستعانة ببعض الوسائل المعينة السمعية والبصرية مثل: أجهزة التسجيل، والأفلام والصور، والسجلات والوثائق...الخ.
ويمتاز هذا الأسلوب بتوفر شروط الضبط العلمي للمرشدة كباحثة للقرويات (أو أفراد المجتمع) وكذا لتوافر الضبط العلمي للمادة المسجلة والظروف المحيطة للزمان والمكان والأشخاص..الخ.
وعند استخدام هذا الأسلوب من الملاحظة يجب على مرشدة الاقتصاد المنزلي مراعاة مايلي:
1- إتباع المنهج العلمي للدراسة والذي يحدد الخطوات التالية:
§ فرض الفروض المناسبة للحل.
§ اختيار صحة الفروض وذلك بطريقة الملاحظة الميدانية
§ استبعاد الفرض الخاطئ الذي لم يثبت صحته بعد المناقشة واستخدام المنطق (وهذا يتوقف على خلفية المرشدة الاقتصادية العلمية ودرايتها بخصائص المجتمع المحلي والنظريات المختلفة الخاصة بدراسة المجتمع...الخ).
2- يجب أن تكون مرشدة الاقتصاد المنزلي الريفي على دراية بثقافة الجماعة التي تدرسها وما يحتويها عناصر كالعادات والتقاليد والعرف والزي. ومن هذه الخلفية تستطيع المرشدة من فهم طبيعة الخبرات الثقافية أو الحضارة التي تميز تلك الجماعة. وكذلي عليها أن تعرف معنى تلك الخبرات والقيم الاجتماعية التي لها علاقة بثقافة هذه الجماعة وحضارتها موضوع الدراسة بهدف معرفة كافة التنظيمات الاجتماعية التي تشكلها هذه الخبرات.
3- يجب على مرشدة الاقتصاد المنزلي مراعاة مايلي:
§ عدم التحيز في الملاحظة بل يجب أن تتريث فيها بعمق وتأني.
§ اكتساب ثقة الجماعة موضوع الملاحظة.
§ التسجيل وقت حدوث الوقائع في نقط مختصرة واصطلاحات معروفة.
§ الاستعانة وبسائل سمعية وبصرية معينة على الدراسة.
§ استخدام عمليات التحليل والتصنيف حسب الموضوعات.
§ استخلاص النتائج والتأكد من صحتها باستخدام أدوات أخرى للدراسة مثل المقابلة والاستبيان.
§ حرص مرشدة الاقتصاد المنزلي على إتباعها سلوكاً لا يثير شبهة أو تشكك أفراد الجماعة التي تعمل بينها.
§ عدم الاستناد على بعض الملاحظات الملفتة أو الجذابة والتي لا تكون عادة غير ممثلة لأنماط الجماعة الثقافية أو الاجتماعية على أنها ممثلة لأنماطها.
ولتوضيح هذه النقطة قد يكون سبب تواضع أثاث بعض الأسر راجعاً إلى كون أفرادها رجعيون لا يميلون إلى التغيير أو إلى اقتناء الجديد وليس راجعاً إلى ضعف مستوى الأسرة الاقتصادي مثلاً.
ثانياً: الاستبيان:
يعتبر الاستبيان أداة تستعمل للحصول على بيانات هي إجابات لأسئلة محددة مخططة لدراسة مشكلة من المشكلات أو خصائص مجموعة من الأفراد الاجتماعية والاقتصادية وغيرها. قد يرسل الاستبيان إلى الشخص المفحوص شخصياً ليجيب عليها بنفسه بواسطة البريد أو يسلم باليد.
وفي هذه الحالة يجب أن يكون الفرد ملماً بالقراءة والكتابة حتى يستطيع الإجابة عنها إجابة تعبر عما يشعر بنفسه تجاه ما يراد دراسته منه، وفي حالة الأميين (الأميات) يستخدم الاستفتاء وهو نوع من الاستبيان إلا أنه يجمع عن طريق الفرد أو المرشدة بمقابلتها لأفراد المجتمع.
يجب على مرشدة الاقتصاد المنزلي مراعاة الأسس التالية عند تعميم الاستبيان:
أ- ضرورة أن يكون الاستبيان محدداً بحيث لا يزيد الزمن لملئه أو للإجابة عن أسئلته التي يحويها عن نصف ساعة على الأكثر ولكي يمكن تحقيق هذا الشرط يجب مراعاة اتصال كافة الأسئلة بمضمون المشكلة المراد دراستها وبتقسيمها إلى عدد من المحاور الرئيسية مثل البيانات المميزة، الحالة الاقتصادية، الحالة الاجتماعية.
دور المرأة الريفية في الإنتاج:
حينما نبدأ في التفكير في وضع أي برنامج يهدف للنهوض بالمجتمع فإننا ينبغي أن نضع في الاعتبار كل الطرق التي تعمل على التنسيق بين الجهود الذاتية للأهالي وبين ما تقدمه الحكومة من برامج وإسهامات فنية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والروحية سواء بالنسبة للمجتمعات المحلية أو بالنسبة للمجتمع الكبير، ثم يقوم بعد هذا في تجميع هذه الجهود وصهرها في بوتقة واحدة.
يتكون أي مجتمع من المجتمعات من صفين متماثلين تقريباً: الرجل والمرأة، ومن الطبيعي يجب استغلال كافة الطاقات الممكنة وتطويعها في خدمة المجتمع وتطويره. بمعنى إن إغفال المرأة – وهي تمثل نصف طاقة المجتمع لا يؤدي إلى حرمان الأمة من جهود نصف أفرادها فقط، بل يجعل هذا الجزء عبئاً ثقيلاً ينوء بحمله كاهل النصف الآخر، ويصبح المجتمع بذلك مثله مثل إنسان يتنفس برئة واحدة.
المرأة الريفية بوضعها الراهن:
تعاني المرأة الريفية في العالم، وخاصة في مجتمعنا الشرقي، من أوضاع جائرة تجعلها مكبلة بقيود تمنعها من الانطلاق والإيداع للنهوض بأسرتها وبالتالي بمجتمعها الذي ينعكس بلا شك على النهوض بأمتها..
ذلك لأن المرأة الريفية، تعامل منذ طفولتها على أنها عبء على كاهل أسرتها، فهي موضع رعاية في طفولتها، وهي محل شك في شبابها حتى تتزوج وهي عبء على زوجها في بيته، وأخيراً إذا قدرها الفشل في زواجها فهي عائدة بلا شك إلى أسرتها الأولى لتكون عبئاً جديداً على أبويها.
كل هذا يمنعها من الحركة، ويقيد جهودها للنهوض بالأسرة، وهذا ما يجب أن نخلصها منه لا من أجل سعادتها فحسب بل من أجل صالح المجتمع الذي تنتمي إليه حتى تشارك دون قيود في التنمية والإنتاج
ويمكن توضيح المعوقات التي تحول دون انطلاق المرأة فيما يلي:
1- العادات السائدة والتقاليد التي تقيد حرية المرأة في المجتمع، والتي منها : أن المرأة أقل قدرة من الرجل، عاجزة عن مشاركة الرجل في تنظيم المجتمع، الاعتقاد السائد بأنه إذا حدث أن اشتركت المرأة في أمور المجتمع فإن ذلك يحط من قدرة الرجل كما من شأنه أن يؤدي إلى إهمالها شؤون البيت ورعاية الأطفال وما قد يؤدي إلى تفكك الأسرة وتصدعها...الخ.
2- المعايير الأخلاقية التي وضعها الرجل في عصور كان فيها هو الذي يتحكم في كل شيء في المجتمع، تلك المعايير التعسفية التي وضعت المرأة تحت ضغوط وإجراءات تحد من حرية حركتها وتضيق عليها الخناق فيجعلها أسيرة لما هو مطلوب منها عمله وما لا يجب أن تعمله وكأنها بذلك قد خلقت لتطيع دون مناقشة أو اقتناع.
3- النظرة إلى الرجل على أنه وحده هو المسيطر على كافة النشاطات في المجتمع، ومنحه حقوقاً كثيرة منها حق وضع القوانين حتى التي تخص المرأة منها والتي تطلق له العنان في ممارسة كافة النشاطات في المجتمع دون المرأة في معظم أو بعض تلك النشاطات.
فعلى سبيل المثال لا الحصر حين تبحث بعض الشؤون العامة أو الميدانية الخاصة بالقرية لا تشترك المرأة في ذلك المجال بل يحاول الرجل منعها بحجة أن تلك الأمور لا تخص المرأة ولا تعنيها. وقد أدت عملية إقصاء المرأة وحرمانها من الاشتراك في تنظيم المجتمع إلى حرمانها أيضاً من اكتساب مختلف المهارات والتدريب على مختلف المعاملات الاجتماعية وحرمانها من تنمية جوانب شخصيتها.
4- لا زالت القوانين المتصلة بالمرأة مقيدة لحريتها ونشاطها، ومن هذه القوانين تلك التي لها علاقة بحقوق المرأة المدنية.
5- لم تتحرر المرأة من الجهل بعد، بل حرمت من التعليم بحيث فاقت نسبة أمية المرأة مثيلاتها بين الرجال، وحتى إذا سمح لها بالتعليم فغالباً ما يكون التعليم من نوع معين يخدم الفكرة السائدة عن المرأة ووظيفتها من وجهة نظر المجتمع. وهذا بالطبع حرمانها المشاركة الفعلي واستخدام ذكاءها الذي يمثل نصف ذكاء المجتمع في حل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحية.
6- نظرة المرأة إلى نفسها المنبعثة من عقدة النقص نتيجة الأسلوب الذي اتبع في تربيتها تلك النظرة التي تنطوي على الاتكالية والاستسلام وعدم الشعور بالأمن والاستقرار، كل هذا جعل إدراك المرأة لدورها غير واضح المعالم وصارت لا تعرف بالضبط مسؤولياتها تجاه تطوير الحياة وخدمة أفراد أمتها كما يجب أن تكون.
ولاشك أن بعض العوامل السابق الإشارة إليها قابل للتعديل والتغيير، فيمكن تغيير اتجاهات الرجال نحو المرأة وإن احتاج ذلك إلى تربية عدة أجيال، إلا أن أهم تلك العوامل وأخطرها تلك المتعلقة بموقف المرأة الريفية ذاتها ونظرتها إلى نفسها وتحررها من عقد النقص وانطلاقها من نسيج العنكبوت (عنكبوت التقاليد) التي تقيد انطلاقها للمشاركة في تنمية المجتمع.
وقبل التعرض إلى الطرق والوسائل التي بها يمكن للمرأة أن تأخذ دورها في تنمية المجتمع وتطويره وتطوير الإنتاج، يجدر الإشارة إلى تحديد الأدوار التي تقوم بها المرأة في الأسرة والمجتمع.
المهام والأدوار التي تقوم بها المرأة الريفية في بناء المجتمع:
1- تتولى المرأة تدبير شؤون البيت وإدارته والوفاء بحاجات الأسرة ومطالبها اليومية.
2- ترعى الأطفال وتضطلع بمسؤولية تربيتهم خصوصاً في المراحل الأولى من حياتهم.
3- تعمل الحقل سواء كانت مالكة للأرض أو عاملة بالأجرة.
4- تشتغل المرأة في ميدان الصناعات الريفية مثل : صناعة الجبن ومنتجات الألبان- المخللات..الخ.
5- تقوم المرأة بعمليات التسويق وبعض النشاطات التجارية.
وإذا ما نظرنا إلى حياة المرأة الريفية نجدها أول من يستيقظ في الصباح وآخر فرد في الأسرة تنام ليلاً. تقوم في هذه المسافة الزمنية بحلب الحيوانات ثم تقوم بتنظيف المنزل وغسل الملابس وحياكتها وصيانتها، كما تقوم بإعداد الخبز وطهي الطعام وحفظه، كل هذا مع العناية بالأطفال ورعايتهم، ثم تتجه إلى حيث تقوم بتغذية الطيور والحيوانات والعناية بنظافتها، وبعد هذا تعمل على جلب الماء اللازم للمنزل سواء من العين أو بواسطة الطلمبة، وفي يوم السوق تتجه بما معها لتبيعه وتشتري ما تحتاج إليه الأسرة من هذا السوق وإلى جانب هذه المهام نجدها تذهب إلى الحقل لتقديم الطعام لزوجها وقت الغداء كما تقوم بمساعدته في أعمال الحقل.
ومن المعروف أن العلم الحديث ومستحدثات العصر تستطيع أن توفر من الجهد المبذول والوقت والنفقات الشيء الكثير، وهذا بالطبع يحتاج إلى تهيئة المرأة لهذه المستحدثات بتعليمها وتثقيفها بحيث يمكنها تبني الأفكار الجديدة واستخدامها في مختلف الأعمال التي تؤديها.
لاشك أن الدور الذي تقوم به المرأة المتعلمة في الحياة أكثر من دور المرأة الجاهلة. فالمرأة المتعلمة تكون أكثر إحساساً بالمشكلات التي تؤثر في حياتها وحياة الأسرة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة والمرأة المتعلمة تعرف الأساليب المتطورة في الصحة وتربية الأولاد وغيرها من الأمور بأسلوب وطريقة أكثر وعياً من المرأة غير المتعلمة، وبالإضافة إلى ذلك فإن العلم يحرر المرأة من تأثير التقاليد والعادات الخاطئة التي قد تعتبر المرض مثلاً قضاءً وقدراً أو بسبب الحسد دون البحث عن الأسلوب العلمي في حل مثل تلك المشكلات.
لقد عبر أحد الحكماء القدماء عن أهمية تعليم المرأة فقال: إن من يعلم رجلاً إنما يعلم فرد، أما من يعلم امرأة فإنه يعلم أسرة. ويعتبر هذا المثل القديم صادق وصحيح حتى اليوم لأن تأثير المرأة الريفية رغم أنها لا تحضر الاجتماعات الريفية مع زوجها – يذهب مع زوجها ويكون محركاً لسلوكه في أغلب الأحوال. ولذا فإن حرمان المرأة من التعليم لتقوم بكامل دورها عن بصيرة ووعي، يصبح خسارة واقعية على المجتمع كله وليس على بعض الأفراد.
ولتوضيح أهمية العناية بإعداد المرأة وتعليمها نضرب مثلاً للأسرة التي زاد دخلها ولكن لم تنعكس زيادة الدخل على ارتفاع مستواها وذلك لأن المرأة لم تحسن استخدام هذه الزيادة أي أن زيادة الإنتاج في حد ذاته لا يعمل على رفع مستوى المعيشة في المجتمع الريفي إذا توقف الجهد عند هذا الحد، بل يجب أن يمتد إلى إرشاد أفراد الأسرة إلى استخدام زيادة الإنتاج في تحسين أحوال المعيشة ورفع المستوى الاجتماعي والثقافي والصحي، ولقد مر على الفلاح العربي زمناً أيام الحرب العالمية الثانية، كان المال وفيراً بين يديه ولكنه لم يلاحظ تحسناً واضحاً محسوساً في مستوى المعيشة في الريف، وتعرض الفلاح إلى شراء الكماليات والبذخ والترف، فزيادة دخل الأسرة لا يؤدي حتماً إلى تحسين مستوى المعيشة، إذ أن مستوى المعيشة لا يتوقف على زيادة الإنتاج أو الدخل، بل على استعداد الأسرة للإفادة من الدخل في تحسين أحوال المعيشة.
ولما ظهر أن تحسين الإنتاج وزيادته غير كاف لتحسين مستوى الأسرى كان من اللازم مد الأسرة بما يلزمها من معلومات لحسن استخدام هذه المنتجات واستهلاكها ولهذا اتجهت الأنظار إلى إرشاد المرأة.
فالمرأة في ريف وطننا العربي تهدر الزائد من حقلها لجهلها أصول حفظه وضرورة ذلك ... يربط ذلك بالنواحي الصحية والغذائية، فالفلاح وأسرته يتناولون المحصول وما به من عناصر غذائية في موسم وجوده فقط بدلاً من توزيعه على مدار السنة عند إتباع طرق الحفظ المختلفة الممكنة محلياً.. كذلك فإن جهل المرأة الريفية بالطب المنزلي وأصول التغذي مسؤولان إلى حد كبير عن ارتفاع نسبة وفيات الأطفال.
وهناك أمثلة عديدة تبين أهمية إرشاد المرأة وما يمكن أن تفعله في الحياة الاقتصادية للريف وفيما يلي نورد المثل الذي يوضح هذه الحقيقة:
كان المزارعون الأمريكيون من أصل اسباني يزرعون ذرة شامية وهو محصول أساسي ومصدر رئيسي للاستهلاك، ثم أدخل محصول الذرة الهجين الذي يتمتع بميزة على الذرة الشامية، وهو زيادة محصوله على محصول الذرة بحوالي ضعفين إلى ثلاثة أمثال، واستمرت زراعته 4 سنوات ثم فوجئ المسؤولون بالتحول عن الذرة الهجين وبالبحث والاستقصاء وجد أن فشل هذا المشروع سببه هو أن دقيق الذرة الهجين لم يحظ بقبول زوجات الفلاحين والمزارعين في صناعة الخبز والفطائر..
ولقد كان من الممكن نجاح هذا المشروع، لو أنه كان مصحوباً ببرامج أخرى لتبصير الزوجات بصفات هذا الدقيق الجديد وكيفية استعماله، وإدخال بعض التغيرات اللازمة في طريقة صنع الخبز أو الفطائر حتى يمكن الاستمرار في تنفيذ هذا المشروع الناجح.
إن إرشاد المرأة وتثقيفها يكسبها مهارات لازمة لها كقوة بشرية في الزراعة ويخلق عندها الوعي الزراعي الضروري للمرأة الريفية كطرف له رأيه في طرق الاستغلال الزراعي ووسائله وكقوة يستعان بها في إقناع زوجها بما يحقق زيادة في دخل الأسرة ويصل بها إلى الاستفادة من هذه الزيادة في تحسين مستوى المعيشة.
الاقتصاد المنزلي وأهميته للمرأة الريفية:
مقدمة:
ما هو نوع التعليم الذي تحتاجه المرأة الريفية؟ وما هي البرامج التعليمية التي تعينها على القيام بدورها في الأسرة والمجتمع الذي نعيش فيه؟
يشير التربويون إلى أهمية معرفة ميول الفرد وحاجاته واستعداداته كخطوة أولى قبل تخطيط أي منهج تعليمي يمكنه الوفاء بتلك الحاجات وتنمية الميول والاتجاهات السليمة لمساعدة الفرد في حل المشكلات التي تصادفه في حياته من اجتماعية واقتصادية وثقافية وصحية.. وعلى ضوء هذه الحقيقة التربوية يجب أن نبدأ بمعرفة حاجات المرأة الريفية ومشكلاتها ومجالات اهتماماتها.
وتحديد تلك الحاجات مع محاولة إيجاد حلول لكل المشكلات والعناية بكل الاهتمامات التي تهتم بها المرأة الريفية، كل هذا هو مضمون ومجال دراسة علم الاقتصاد المنزلي.
مفهوم الاقتصاد المنزلي:
إن كلمة اقتصاد التي يشملها تعبير الاقتصاد المنزلي لا تعني الإجراء الاقتصادي بل هي بديل لكلمة مقتصد بمعنى مركب اقتصادي يجري فيه إنتاج واستهلاك مختلف النعم والخدمات واستغلال وسائل الاستهلاك تحقيقاً لمستوى معيشي معين.
ويعني الاقتصاد المنزلي العلوم المنزلية، فهو ليس علماً واحداً شأنه في ذلك شأن العلوم الزراعية أو الطبية، وعلم الاقتصاد المنزلي الريفي علم تطبيقي يندرج تحته تخصصات تخدم الإنسان الريفي خاصة القطاع النسائي. وتزود هذه التخصصات أفراد الأسرة بمفاهيم وتعاليم تساعد على توجيه إنتاج الأسرة وتنظيم الاستهلاك وتوفير كل متطلبات الإنسان الجسمية والعقلية والاجتماعية والعاطفية.
ولما كان علم الاقتصاد المنزلي يختص بدراسة الأسرة ومقوماتها على مستوى المنزل والبيئة والمجتمع للنهوض بالحياة الأسرية، فإن هذا العلم أو مجموعة المعارف والعلوم المتصلة بهذا الميدان يهدف إلى جعل كل منزل مريحاً ومناسباً من الناحية المعيشية، وسليماً من الناحية الاقتصادية ، وصحيحاً من الناحية الجسمية والعقلية، ومتزناً من الناحية العاطفية والنفسية، ومسؤولاً ومشاركاً من الناحية البيئية والاجتماعية ومن ثم يعيش جميع أفراده في جو يسوده الحب والاحترام المتبادلين.
وقد يظن الكثير أن مفهوم الاقتصاد المنزلي قاصر على تعليم الطهي والكي والغسيل والتطريز والتفصيل إلخ... إلا أن هذا بعيداً عن الحقيقة بعد الطبيب أو الأخصائي في أمراض الجلد أو العيون أو الجراحة عن مهنة الحلاقة مثلاً.. ولا غضاضة أن علم الاقتصاد المنزلي قد قام بتطوير الأساليب الشائعة في الطهي والخياطة إلى درجة العلمية التي تغير تلك الأساليب القديمة إلى أخرى حديثة أكثر نفعاً للإنسان والبيئة.
وإذا تساءلنا عن الصلة بين الدراسة في كلية الزراعة وعلم الاقتصاد المنزلي، فإننا نجيب بأن النهوض بالمجتمع الريفي يجب أن يشمل كل جوانب الحياة الريفية، لذا فإن خريجة قسم الاقتصاد المنزلي العاملة في الريفي التي يطلق عليها اسم مرشدة اقتصاد منزلي، ينبغي أن تدرس دراسات تضم العلوم الزراعية إلى جانب علوم الاقتصاد المنزلي حتى يسهل التفاهم مع البيئة الريفية في المجالين الزراعي والمنزلي، وبذلك يكون المدخل إلى التفاهم مع المرأة الريفية هو محاولة حل المشكلات التي تتعرض لها أسرتها من كل جانب من جوانب الحياة، وتشمل الدراسات في كليات الزراعة محورين رئيسيين:
§ المحور الأول يهدف إلى دراسة المسائل والمشكلات الخاصة بالإنتاج.
§ المحور الثاني فيهتم بدراسة المسائل والمشكلات الخاصة بالاستهلاك .
ويشمل كل محور طائفة من العلوم والدراسات والأبحاث الخاصة بزيادة الإنتاج وتحسينه وتنويعه، وكذلك الاستهلاك (تحسينه وترشيده وتنويعه). وعلى هذا الأساس يمكن تقسيم أهداف العلوم المختلفة في كليات الزراعة إلى الأقسام التالي:
1- علوم تهدف إلى بيان ما يمكن إنتاجه من الحاصلات والبضائع والخدمات وتضم هذه المجموعة من العلوم علم الاقتصاد الزراعي.
2- علوم تهدف إلى بيان ما يمكن استهلاكه من الحاصلات والبضائع والخدمات، وأصلح طرق لهذا الاستهلاك ، ويضم هذه المجموعة من العلوم علم الاقتصاد المنزلي.
3- علوم تهدف إلى بيان كيفية الإنتاج وتشمل علوم الكيمياء الزراعية، تربية الحيوان، زراعة المحاصيل الحقلية والبستانية والحشرات وصناعة الألبان..الخ.
وفي لمحة سريعة تعرض لميادين الاقتصاد المنزلي لتلك الميادين التي منها:
§ غذاء الإنسان وتغذيته وأهمية ذلك في النهوض بصحة الأفراد وبالتالي صحة المجتمع مما ينعكس على زيادة الإنتاج وذلك لأن الإنسان السليم الجسم نتيجة لإتباعه الأساليب الصحيحة في الغذاء والتغذية، هذا الإنسان سيكون بلا شك أكثر إنتاجاً من الإنسان الذي لايستخدم هذه الأساليب.
§ نمو الطفل وتنشئته ورعايته، فالطفل هو نواة المجتمع أو البرعم الذي يعطي الثمار في المستقبل، ولاشك أن العناية بالطفل هو العناية بمستقبل المجتمع.
§ العلاقات الأسرية التي تقوم بدور هام وفعال في تكوين الطفل نفسياً وذهنياً، فكلما كانت العلاقات الأسرية تقوم على أساس من الحب والاحترام المتبادل فإنها تعطي للمجتمع أفراداً أصحاء من الناحية النفسية والذهنية والعكس صحيح.
§ الإسكان الذي يعتبر الركن الأساسي في استقرار الأسرة، فكلما كان المسكن صحياً ومبهجاً للنفس كلما انعكس ذلك على أفراد الأسرة الذين يعيشون فيه وعلى إنتاجهم.
§ الإدارة المنزلية، وفيها يتضح دور كل فر من الأفراد دون محاولة لطغيان أي منهم على الآخر مما يؤدي إلى صراع يؤثر بدوره على سعادة الأسرة وبالتالي إنتاجها وهذه الإدارة المنزلية تهتم بحسن استغلال موارد الأسرة البشرية فيها وغير البشرية لتحقيق أهداف الأسرة.
§ الأنسجة والألبسة: فكلما كانت الملابس ملائمة للمناخ الذي يعيش فيه الإنسان ولنوعية العمل الذي يقوم به، وكلما كان مظهرها لائقاً في المجتمع الذي يعيش فيه، كلما كانت مصدر راحة لهذا الإنسان.
كل تلك الميادين وغيرها إنما تسهم لا في النهوض بالمجتمع فحسب، بل في صنع الإنسان، فصنع الإنسان عن طريق علم الاقتصاد المنزلي معناه زيادة في الإنتاج، وهو عامل هام في تحسين الأحوال الاجتماعية والاقتصادية كما أن الإنسان هو أحد عوامل الإنتاج الرئيسية التي تتمثل في الأرض ورأس المال والعمل والإدارة، وهذان الأخيران ممثلان في الإنسان ، وإن كان النهوض بالإنسان هو هدف علم الاقتصاد المنزلي فلاشك أنه هدف نبيل وجدير بالاهتمام والرعاية، فهو بذلك ليس علم متعلق بالمرأة وحدها ، وإنما هو علم يهتم بكل أفراد الأسرة أو كما ذكرنها يهتم بالإنسان.
ونتساءل الآن: كيف يمكن أن نحقق هذا الهدف؟
إن مجال العمل الرئيسي لهذا العلم هو المرأة، فكيف نصل إلى المرأة الريفية..؟.. لاشك أن تقاليد المجتمع الريفي وخاصة الشرقي تمنع اتصال المرأة بأي شخص غريب عن الأسرة إذا حاول أن يعطيها أي أفكار جديدة للنهوض بأسرتها، ومن ثم فإن الوسيط الوحيد الذي يمكن أن يوصل المعلومات المطلوب توصيلها للمرأة الريفية هو مرشدة الاقتصاد المنزلي.
العمل الميداني لمرشدة الاقتصاد المنزلي في الريف:
تعمل مرشدة الاقتصاد المنزلي الريفي على مساعدة أفراد الأسرة والمجتمع على التقدم الاقتصادي والاجتماعي حتى يتمكن الناس من العيش في ظروف أفضل من الظروف التي يعيشون فيها. ومن الحقائق المهمة التي يجب على المرشدة إدراكها ومعرفتها أنه لا يكفي تقديم الخدمة للريفيات، وإنما ينبغي أن يسبق ذلك ، ويصاحبه ويتلوه عملية تعليمية يكون منها تهيئة الجو المناسب لتقبل الخدمة، وكذلك لابد من إعداد الأذهان حتى تعي الريفيات قيمة الخدمة المقدمة والاقتناع بها وما يتبع من تغير السلوك وتكوين العادات الصالحة وإتمام عملية التغيير المطلوب.
ويجب أن يمر العمل في أي برنامج إرشادي متصل بالقرية بالمراحل التالية:
مرحلة التعرف، مرحلة الدراسة والبحث، مرحلة التخطيط والتصميم، مرحلة العمل والتنفيذ، وأخيراً مرحلة التقويم.
مرحلة التعرف على البيئة:
تقوم مرحلة التعرف على أساس الإلمام بصورة عامة بمعالم القرية الرئيسية بحيث تستطيع المرشدة معرفة طريقها في القرية وسكانها ومجالات نشاطها. وتتم في هذه المرحلة جمع المعلومات والأفكار عن القرية والتعرف على القيادات المحلية والمؤسسات الاجتماعية التي تخدم القرية.
كذلك تتم في هذه المرحلة التعرف على المسؤولين عن تنمية المجتمع والصحة والتعليم ورجال الدين..الخ . ويجب على المرشدة أن تقوم بشرح طبيعة العمل الذي تقوم به وأهدافه للقادة الريفيين حتى يفهموه ويتبنوه لحل مشكلاتهم ومشاكل قريتهم.
وفي خلال مرحلة التعرف يجب على المرشدة الحصول على أجوبة الأسئلة التالية:
1- هل القرية صغيرة أم كبيرة؟
2- ما مساحة القرية؟
3- كم عدد الأسر التي بالقرية؟
4- ما هو متوسط حجم الأسرة؟
5- ما هو متوسط دخل الأسرة؟
6- متوسط عدد الأطفال بالأسرة؟
7- ما هي طبيعة معيشة الأسرة: أسرة نووية (أب وزوجة وأولاد) أم أسرة مركبة أو ممتدة (جد وجدة وآباء وأحفاد...الخ).
8- كم عدد الأطفال الذين في سن ما قبل المدرسة وفي سن المدرسة؟ وكم عدد الأطفال الذين يدرسون فعلاً في الحضانة إن وجدت ومدرسة القرية.
9- كم عدد المدارس بالقرية، وما نوعها؟
10- ما هي نسبة الأمية بالقرية بين الرجال والنساء؟
11- هل توجد برامج تعليم الكبار بالقرية؟ وكيف تسير؟
12- ما هي المحاصيل التي تنمو في القرية؟ وهل تصدر هذه المحاصيل أم تزرع لتستهلك محلها؟
13- ما هو دور المرأة الريفية في الزراعة؟ وما هو نوع العمل الذي تقوم به في الأعمال الحقلية وتربية ورعاية الحيوان؟
14- هل هناك صناعات ريفية صغيرة أو حرف في حيز القرية يمكن عن طريقها زيادة الدخل الأسري؟ وما هي هذه الحرف؟ وما هي الخدمات الموجودة بالقرية؟
15- كم من الوقت الذي تنفقه المرأة في الأعمال المختلفة: مثل إحضار الماء والوقود والزراعة والطهي؟
16- ما هي المشكلات الصحية الرئيسية؟ والأمراض الشائعة وما هو معدل وفيات الرضع والأطفال ..
17- ما هي وسائل الترويح بالقرية؟ وما هي النوادي والمنظمات التي توجد بها؟
18- ما هي نوع البرامج الاجتماعية والتربوية التي تقدمها الدولة أو الهيئات الخاصة لأهل القرية؟ وما هو دور المرأة في تلك البرامج؟
19- ما هو دور المرأة الريفية وتأثيرها على معظم الأمور التي تهم القرية بصفة عامة؟
20- ما هي المشكلات الملحة بالقرية من وجهة نظر أهل القرية من الريفيات أو القيادات النسائية؟ ( وكذلك من قبل قادة القرية من الرجال).
21- ما هو حال الطرق المؤدية إلى القرية؟ وكيف يصل سكان القرية إلى المدينة؟ وكيف ينقلون منتجاتهم الزراعية لتسويقها في الأسواق خارج القرية؟
22- كيف يحصل أهل القرية على المياه؟
23- هل بالقرية إنارة بالكهرباء؟
24- كيف يقضي أهل القرية أوقات فراغهم رجالاً ونساءً؟
25- ما هو نوع التغذية والغذاء في وجبات أفراد الأسرة؟ وما هي الوجبة الرئيسية ونوعها؟
26- معلومات عن المسكن الريفي لأسر القرية:
- كم غرفة بالمنزل؟
- أين تقع حظيرة الحيوانات من المنزل الذي يعيش فيه أفراد الأسرة؟
- كم غرفة مخصصة للنوم؟
- هل بالمنزل مطبخ؟ وكيف يطهى الطعام؟
- ما نوع الوقود المستخدم وأين يخزن؟
- هل هناك دورة مياه؟ وأين تقع؟
- ما هو نوع الأثاث المستخدم في البيت؟
- هل لدى الأسرة الريفية دجاج أو حيوانات؟ وما هي طريقة تغذية تلك الحيوانات؟
- ما هو الأسلوب الذي يستخدمه أفراد الأسرة لحفظ الطعام.
أدوات الدراسة في مرحلة التعرف على البيئة:
أولاً: الملاحظة: أنواعها:
أ- الملاحظة (غير المنتظمة): وتسمى بالملاحظة غير العلمية لعدم دقتها لاعتمادها على المشاهدة، أو الاستماع. غير أن هذا النوع من الملاحظة يمكن الاستفادة منها في حالة الدراسات الاستطلاعية الأولى.
تقوم مرشدة الاقتصاد المنزلي عند استخدامها لهذا النوع من الملاحظة بتقصي ما تشاهده فعلاً في الطبيعة بنفسها دون الاعتماد على أي أدوا ت أو أجهزة لقياس ما يحدث في المواقف من تغيرات.
ولذا كانت البيانات المستقاة أو المتحصل عليها عن طريق الملاحظة البسيطة دقيقة إلى حد ما في المواقف البسيطة، إلا أنها غير دقيقة في حال المواقف الصعبة المعقدة.
وتنقسم الملاحظة البسيطة غير العلمية (غير المنتظمة) إلى:
1- الملاحظة الميدانية دون مشاركة: وفيها لا تقوم مرشدة الاقتصاد المنزلي بالاشتراك الفعلي في الموقف دون أن تظهر فيه أو تبدي أي نشاط أكثر من كونها تنظر وتشاهد وتسمع فقط. والملاحظة دون مشاركة لا تمنع مرشدة الاقتصاد المنزلي من الاختلاط بالقرويات (أو أفراد الجماعة) لتلاحظ مايدور بينهن من أحاديث وعادات وانفعالات ومن مزايا هذه الطريفة إنها أسلوب طبيعي غير مصطنع . ولكي تنجح هذه الطريقة يجب على مرشدة الاقتصاد المنزلي أن تحوز بثقة أهل القرية، وهذا يتوقف على أسلوبها في العمل معهم واتجاهاتها نحوهم.
2- الملاحظة الميدانية المبنية على المشاركة الاندماج بالموقف: وفي هذا النوع من الملاحظة تقوم مرشدة الاقتصاد المنزلي بالمعايشة مع الموقف ومع الأفراد (القرويات) بمعنى أن تشاركهن في كافة الأنشطة وطريقة حياتهن اليومية كذا تقوم بمشاركتهن لمشاعرهن. ويتوقف نجاح المرشدة في استخدامها لهذه الأداة نجاحاً كبيراً على مدى الثقة بينها وبين من تعمل ولهن، ومتى اكتسبت المرشدة ثقتهن، تتقبلها الجماعة باعتبارها أحد أفرادها.
تستخدم هذه الأداة (الملاحظة بالمشاركة) في حالة دراسة تقاليد وعادات وثقافة المجتمع المحلي حتى يمكن معرفة طريقة حياة القرويات الداخلية والتي لايمكن إدراكها أو اكتشافها إلا بالمعايشة التامة والممارسة مع أفراد الجماعة، وقد يبرز أمام القارئ سؤالاً هاماً: كيف تحوز مرشدة الاقتصاد المنزلي بثقة القرويات عند استخدامها لهذا النوع من الأدوات في الدراسة؟
وللإجابة على هذا السؤال يجب إتباع الآتي:
1- يجب على مرشدة الاقتصاد المنزلي الريفي أن تقدم نفسها للجماعة بأسلوب يحوز بثقة أفرادها وتكون معهن علاقات طيبة. ويا حبذا لو استعانت بالقرويات اللائي لهن دور القيادة بين أفراد جنسها. ولا مانع من الاستعانة ببعض القيادات من الرجال كالمختار أو من له نفوذ في المجتمع المحلي . وعن طريق هذا التعريف يمكن لأفراد المجتمع عموماً والقرويات على وجه الخصوص من التعرف على أهداف الزيارة ومن هي التي تقوم بالزيارة ..الخ. وبدأ يرحب بها المجتمع المحلي وتقوم بمشاركته ( والقرويات على وجه الخصوص) في احتفالاتهم المختلفة في الأعياد والأفراح والمأتم..الخ.
2- ضرورة وضع خطة لمعرفة الموقف فيجب على مرشدة الاقتصاد المنزلي دراسة خصائص الموقف المراد دراسته ومن أهم الأفراد المشتركون فيه، وما هي سبل التفاعل وطرقها بين المشتركين في الموقف وغيرها من الأمور التي قد تلجأ الباحثة أو المرشدة إلى عمل مسح للحوادث في الموقف.
3- ضرورة معرفة الوقت المناسب لتسجيل الملاحظات وطريقة التسجيل وقت حدوثها حتى تضمن مرشدة الاقتصاد المنزلي خلو الدراسة والتسجيل من عوامل الخطأ المبنية على التحيز في انتقاء ما يسجل وما ينجم أيضاً من قدرة المرشدة على التذكر. إلا أن لعملية التسجيل مشاكل كثيرة منها إثارة الشكوك والوساوس التي قد تؤدي إلى خلق شبهات حول عمل المرشدة في الاقتصاد المنزلي الريفي وما ينجم عن ذلك من ضعف الثقة وإعاقة العمل. وبالإضافة إلى هذه المشاكل فإن مرشدة الاقتصاد المنزلي قد يتوزع انتباهها بين عملية التسجيل وبين ملاحظتها لجميع جوانب الموقف التي قد تكون مهمة,
ولتذليل هذه العقبات يمكن لمرشدة الاقتصاد المنزلي إجراء عملية التسجيل حسب ترتيب وقوع حوادث الموقف، أو استخدام بعض المصطلحات الخاصة.
ب- الملاحظة العملية المنظمة: نستخدم هذا الأسلوب في حالة الوصف أو التشخيص في حالة الجماعات الصغيرة التي تعيش في مكان واحد وتكون المرشدة واحدة منهم.
يتميز هذا النوع من الملاحظة بأنها هادفة وتحدث عن قصد وبطريقة منظمة مخططة، تقوم مرشدة الاقتصاد المنزلي بتسجيل نتائج ملاحظاتها بنظام وبترابط وتناسق واضح وذات هدف. ولإتمام هذه الأداة بنجاح، يمكنها الاستعانة ببعض الوسائل المعينة السمعية والبصرية مثل: أجهزة التسجيل، والأفلام والصور، والسجلات والوثائق...الخ.
ويمتاز هذا الأسلوب بتوفر شروط الضبط العلمي للمرشدة كباحثة للقرويات (أو أفراد المجتمع) وكذا لتوافر الضبط العلمي للمادة المسجلة والظروف المحيطة للزمان والمكان والأشخاص..الخ.
وعند استخدام هذا الأسلوب من الملاحظة يجب على مرشدة الاقتصاد المنزلي مراعاة مايلي:
1- إتباع المنهج العلمي للدراسة والذي يحدد الخطوات التالية:
§ فرض الفروض المناسبة للحل.
§ اختيار صحة الفروض وذلك بطريقة الملاحظة الميدانية
§ استبعاد الفرض الخاطئ الذي لم يثبت صحته بعد المناقشة واستخدام المنطق (وهذا يتوقف على خلفية المرشدة الاقتصادية العلمية ودرايتها بخصائص المجتمع المحلي والنظريات المختلفة الخاصة بدراسة المجتمع...الخ).
2- يجب أن تكون مرشدة الاقتصاد المنزلي الريفي على دراية بثقافة الجماعة التي تدرسها وما يحتويها عناصر كالعادات والتقاليد والعرف والزي. ومن هذه الخلفية تستطيع المرشدة من فهم طبيعة الخبرات الثقافية أو الحضارة التي تميز تلك الجماعة. وكذلي عليها أن تعرف معنى تلك الخبرات والقيم الاجتماعية التي لها علاقة بثقافة هذه الجماعة وحضارتها موضوع الدراسة بهدف معرفة كافة التنظيمات الاجتماعية التي تشكلها هذه الخبرات.
3- يجب على مرشدة الاقتصاد المنزلي مراعاة مايلي:
§ عدم التحيز في الملاحظة بل يجب أن تتريث فيها بعمق وتأني.
§ اكتساب ثقة الجماعة موضوع الملاحظة.
§ التسجيل وقت حدوث الوقائع في نقط مختصرة واصطلاحات معروفة.
§ الاستعانة وبسائل سمعية وبصرية معينة على الدراسة.
§ استخدام عمليات التحليل والتصنيف حسب الموضوعات.
§ استخلاص النتائج والتأكد من صحتها باستخدام أدوات أخرى للدراسة مثل المقابلة والاستبيان.
§ حرص مرشدة الاقتصاد المنزلي على إتباعها سلوكاً لا يثير شبهة أو تشكك أفراد الجماعة التي تعمل بينها.
§ عدم الاستناد على بعض الملاحظات الملفتة أو الجذابة والتي لا تكون عادة غير ممثلة لأنماط الجماعة الثقافية أو الاجتماعية على أنها ممثلة لأنماطها.
ولتوضيح هذه النقطة قد يكون سبب تواضع أثاث بعض الأسر راجعاً إلى كون أفرادها رجعيون لا يميلون إلى التغيير أو إلى اقتناء الجديد وليس راجعاً إلى ضعف مستوى الأسرة الاقتصادي مثلاً.
ثانياً: الاستبيان:
يعتبر الاستبيان أداة تستعمل للحصول على بيانات هي إجابات لأسئلة محددة مخططة لدراسة مشكلة من المشكلات أو خصائص مجموعة من الأفراد الاجتماعية والاقتصادية وغيرها. قد يرسل الاستبيان إلى الشخص المفحوص شخصياً ليجيب عليها بنفسه بواسطة البريد أو يسلم باليد.
وفي هذه الحالة يجب أن يكون الفرد ملماً بالقراءة والكتابة حتى يستطيع الإجابة عنها إجابة تعبر عما يشعر بنفسه تجاه ما يراد دراسته منه، وفي حالة الأميين (الأميات) يستخدم الاستفتاء وهو نوع من الاستبيان إلا أنه يجمع عن طريق الفرد أو المرشدة بمقابلتها لأفراد المجتمع.
يجب على مرشدة الاقتصاد المنزلي مراعاة الأسس التالية عند تعميم الاستبيان:
أ- ضرورة أن يكون الاستبيان محدداً بحيث لا يزيد الزمن لملئه أو للإجابة عن أسئلته التي يحويها عن نصف ساعة على الأكثر ولكي يمكن تحقيق هذا الشرط يجب مراعاة اتصال كافة الأسئلة بمضمون المشكلة المراد دراستها وبتقسيمها إلى عدد من المحاور الرئيسية مثل البيانات المميزة، الحالة الاقتصادية، الحالة الاجتماعية.