مدرسة صلاح سالم الإعدادية المشتركة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مدرسة صلاح سالم الإعدادية المشتركة

صفط زريق ديرب نجم الشرقيه


    دليل الاقتصاد المنزلي الريفي

    avatar
    هناءاحمدحسن


    المساهمات : 19
    تاريخ التسجيل : 04/04/2011

    دليل الاقتصاد المنزلي الريفي Empty دليل الاقتصاد المنزلي الريفي

    مُساهمة  هناءاحمدحسن الثلاثاء أبريل 05, 2011 8:14 pm

    دور المرأة الريفية في الإنتاج وأهمية الاقتصاد المنزلي

    دور المرأة الريفية في الإنتاج:

    حينما نبدأ في التفكير في وضع أي برنامج يهدف للنهوض بالمجتمع فإننا ينبغي أن نضع في الاعتبار كل الطرق التي تعمل على التنسيق بين الجهود الذاتية للأهالي وبين ما تقدمه الحكومة من برامج وإسهامات فنية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والروحية سواء بالنسبة للمجتمعات المحلية أو بالنسبة للمجتمع الكبير، ثم يقوم بعد هذا في تجميع هذه الجهود وصهرها في بوتقة واحدة.

    يتكون أي مجتمع من المجتمعات من صفين متماثلين تقريباً: الرجل والمرأة، ومن الطبيعي يجب استغلال كافة الطاقات الممكنة وتطويعها في خدمة المجتمع وتطويره. بمعنى إن إغفال المرأة – وهي تمثل نصف طاقة المجتمع لا يؤدي إلى حرمان الأمة من جهود نصف أفرادها فقط، بل يجعل هذا الجزء عبئاً ثقيلاً ينوء بحمله كاهل النصف الآخر، ويصبح المجتمع بذلك مثله مثل إنسان يتنفس برئة واحدة.



    المرأة الريفية بوضعها الراهن:

    تعاني المرأة الريفية في العالم، وخاصة في مجتمعنا الشرقي، من أوضاع جائرة تجعلها مكبلة بقيود تمنعها من الانطلاق والإيداع للنهوض بأسرتها وبالتالي بمجتمعها الذي ينعكس بلا شك على النهوض بأمتها..

    ذلك لأن المرأة الريفية، تعامل منذ طفولتها على أنها عبء على كاهل أسرتها، فهي موضع رعاية في طفولتها، وهي محل شك في شبابها حتى تتزوج وهي عبء على زوجها في بيته، وأخيراً إذا قدرها الفشل في زواجها فهي عائدة بلا شك إلى أسرتها الأولى لتكون عبئاً جديداً على أبويها.

    كل هذا يمنعها من الحركة، ويقيد جهودها للنهوض بالأسرة، وهذا ما يجب أن نخلصها منه لا من أجل سعادتها فحسب بل من أجل صالح المجتمع الذي تنتمي إليه حتى تشارك دون قيود في التنمية والإنتاج

    ويمكن توضيح المعوقات التي تحول دون انطلاق المرأة فيما يلي:

    1- العادات السائدة والتقاليد التي تقيد حرية المرأة في المجتمع، والتي منها : أن المرأة أقل قدرة من الرجل، عاجزة عن مشاركة الرجل في تنظيم المجتمع، الاعتقاد السائد بأنه إذا حدث أن اشتركت المرأة في أمور المجتمع فإن ذلك يحط من قدرة الرجل كما من شأنه أن يؤدي إلى إهمالها شؤون البيت ورعاية الأطفال وما قد يؤدي إلى تفكك الأسرة وتصدعها...الخ.

    2- المعايير الأخلاقية التي وضعها الرجل في عصور كان فيها هو الذي يتحكم في كل شيء في المجتمع، تلك المعايير التعسفية التي وضعت المرأة تحت ضغوط وإجراءات تحد من حرية حركتها وتضيق عليها الخناق فيجعلها أسيرة لما هو مطلوب منها عمله وما لا يجب أن تعمله وكأنها بذلك قد خلقت لتطيع دون مناقشة أو اقتناع.

    3- النظرة إلى الرجل على أنه وحده هو المسيطر على كافة النشاطات في المجتمع، ومنحه حقوقاً كثيرة منها حق وضع القوانين حتى التي تخص المرأة منها والتي تطلق له العنان في ممارسة كافة النشاطات في المجتمع دون المرأة في معظم أو بعض تلك النشاطات.

    فعلى سبيل المثال لا الحصر حين تبحث بعض الشؤون العامة أو الميدانية الخاصة بالقرية لا تشترك المرأة في ذلك المجال بل يحاول الرجل منعها بحجة أن تلك الأمور لا تخص المرأة ولا تعنيها. وقد أدت عملية إقصاء المرأة وحرمانها من الاشتراك في تنظيم المجتمع إلى حرمانها أيضاً من اكتساب مختلف المهارات والتدريب على مختلف المعاملات الاجتماعية وحرمانها من تنمية جوانب شخصيتها.

    4- لا زالت القوانين المتصلة بالمرأة مقيدة لحريتها ونشاطها، ومن هذه القوانين تلك التي لها علاقة بحقوق المرأة المدنية.

    5- لم تتحرر المرأة من الجهل بعد، بل حرمت من التعليم بحيث فاقت نسبة أمية المرأة مثيلاتها بين الرجال، وحتى إذا سمح لها بالتعليم فغالباً ما يكون التعليم من نوع معين يخدم الفكرة السائدة عن المرأة ووظيفتها من وجهة نظر المجتمع. وهذا بالطبع حرمانها المشاركة الفعلي واستخدام ذكاءها الذي يمثل نصف ذكاء المجتمع في حل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحية.

    6- نظرة المرأة إلى نفسها المنبعثة من عقدة النقص نتيجة الأسلوب الذي اتبع في تربيتها تلك النظرة التي تنطوي على الاتكالية والاستسلام وعدم الشعور بالأمن والاستقرار، كل هذا جعل إدراك المرأة لدورها غير واضح المعالم وصارت لا تعرف بالضبط مسؤولياتها تجاه تطوير الحياة وخدمة أفراد أمتها كما يجب أن تكون.

    ولاشك أن بعض العوامل السابق الإشارة إليها قابل للتعديل والتغيير، فيمكن تغيير اتجاهات الرجال نحو المرأة وإن احتاج ذلك إلى تربية عدة أجيال، إلا أن أهم تلك العوامل وأخطرها تلك المتعلقة بموقف المرأة الريفية ذاتها ونظرتها إلى نفسها وتحررها من عقد النقص وانطلاقها من نسيج العنكبوت (عنكبوت التقاليد) التي تقيد انطلاقها للمشاركة في تنمية المجتمع.

    وقبل التعرض إلى الطرق والوسائل التي بها يمكن للمرأة أن تأخذ دورها في تنمية المجتمع وتطويره وتطوير الإنتاج، يجدر الإشارة إلى تحديد الأدوار التي تقوم بها المرأة في الأسرة والمجتمع.



    المهام والأدوار التي تقوم بها المرأة الريفية في بناء المجتمع:

    1- تتولى المرأة تدبير شؤون البيت وإدارته والوفاء بحاجات الأسرة ومطالبها اليومية.

    2- ترعى الأطفال وتضطلع بمسؤولية تربيتهم خصوصاً في المراحل الأولى من حياتهم.

    3- تعمل الحقل سواء كانت مالكة للأرض أو عاملة بالأجرة.

    4- تشتغل المرأة في ميدان الصناعات الريفية مثل : صناعة الجبن ومنتجات الألبان- المخللات..الخ.

    5- تقوم المرأة بعمليات التسويق وبعض النشاطات التجارية.



    وإذا ما نظرنا إلى حياة المرأة الريفية نجدها أول من يستيقظ في الصباح وآخر فرد في الأسرة تنام ليلاً. تقوم في هذه المسافة الزمنية بحلب الحيوانات ثم تقوم بتنظيف المنزل وغسل الملابس وحياكتها وصيانتها، كما تقوم بإعداد الخبز وطهي الطعام وحفظه، كل هذا مع العناية بالأطفال ورعايتهم، ثم تتجه إلى حيث تقوم بتغذية الطيور والحيوانات والعناية بنظافتها، وبعد هذا تعمل على جلب الماء اللازم للمنزل سواء من العين أو بواسطة الطلمبة، وفي يوم السوق تتجه بما معها لتبيعه وتشتري ما تحتاج إليه الأسرة من هذا السوق وإلى جانب هذه المهام نجدها تذهب إلى الحقل لتقديم الطعام لزوجها وقت الغداء كما تقوم بمساعدته في أعمال الحقل.

    ومن المعروف أن العلم الحديث ومستحدثات العصر تستطيع أن توفر من الجهد المبذول والوقت والنفقات الشيء الكثير، وهذا بالطبع يحتاج إلى تهيئة المرأة لهذه المستحدثات بتعليمها وتثقيفها بحيث يمكنها تبني الأفكار الجديدة واستخدامها في مختلف الأعمال التي تؤديها.

    لاشك أن الدور الذي تقوم به المرأة المتعلمة في الحياة أكثر من دور المرأة الجاهلة. فالمرأة المتعلمة تكون أكثر إحساساً بالمشكلات التي تؤثر في حياتها وحياة الأسرة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة والمرأة المتعلمة تعرف الأساليب المتطورة في الصحة وتربية الأولاد وغيرها من الأمور بأسلوب وطريقة أكثر وعياً من المرأة غير المتعلمة، وبالإضافة إلى ذلك فإن العلم يحرر المرأة من تأثير التقاليد والعادات الخاطئة التي قد تعتبر المرض مثلاً قضاءً وقدراً أو بسبب الحسد دون البحث عن الأسلوب العلمي في حل مثل تلك المشكلات.

    لقد عبر أحد الحكماء القدماء عن أهمية تعليم المرأة فقال: إن من يعلم رجلاً إنما يعلم فرد، أما من يعلم امرأة فإنه يعلم أسرة. ويعتبر هذا المثل القديم صادق وصحيح حتى اليوم لأن تأثير المرأة الريفية رغم أنها لا تحضر الاجتماعات الريفية مع زوجها – يذهب مع زوجها ويكون محركاً لسلوكه في أغلب الأحوال. ولذا فإن حرمان المرأة من التعليم لتقوم بكامل دورها عن بصيرة ووعي، يصبح خسارة واقعية على المجتمع كله وليس على بعض الأفراد.

    ولتوضيح أهمية العناية بإعداد المرأة وتعليمها نضرب مثلاً للأسرة التي زاد دخلها ولكن لم تنعكس زيادة الدخل على ارتفاع مستواها وذلك لأن المرأة لم تحسن استخدام هذه الزيادة أي أن زيادة الإنتاج في حد ذاته لا يعمل على رفع مستوى المعيشة في المجتمع الريفي إذا توقف الجهد عند هذا الحد، بل يجب أن يمتد إلى إرشاد أفراد الأسرة إلى استخدام زيادة الإنتاج في تحسين أحوال المعيشة ورفع المستوى الاجتماعي والثقافي والصحي، ولقد مر على الفلاح العربي زمناً أيام الحرب العالمية الثانية، كان المال وفيراً بين يديه ولكنه لم يلاحظ تحسناً واضحاً محسوساً في مستوى المعيشة في الريف، وتعرض الفلاح إلى شراء الكماليات والبذخ والترف، فزيادة دخل الأسرة لا يؤدي حتماً إلى تحسين مستوى المعيشة، إذ أن مستوى المعيشة لا يتوقف على زيادة الإنتاج أو الدخل، بل على استعداد الأسرة للإفادة من الدخل في تحسين أحوال المعيشة.

    ولما ظهر أن تحسين الإنتاج وزيادته غير كاف لتحسين مستوى الأسرى كان من اللازم مد الأسرة بما يلزمها من معلومات لحسن استخدام هذه المنتجات واستهلاكها ولهذا اتجهت الأنظار إلى إرشاد المرأة.

    فالمرأة في ريف وطننا العربي تهدر الزائد من حقلها لجهلها أصول حفظه وضرورة ذلك ... يربط ذلك بالنواحي الصحية والغذائية، فالفلاح وأسرته يتناولون المحصول وما به من عناصر غذائية في موسم وجوده فقط بدلاً من توزيعه على مدار السنة عند إتباع طرق الحفظ المختلفة الممكنة محلياً.. كذلك فإن جهل المرأة الريفية بالطب المنزلي وأصول التغذي مسؤولان إلى حد كبير عن ارتفاع نسبة وفيات الأطفال.

    وهناك أمثلة عديدة تبين أهمية إرشاد المرأة وما يمكن أن تفعله في الحياة الاقتصادية للريف وفيما يلي نورد المثل الذي يوضح هذه الحقيقة:

    كان المزارعون الأمريكيون من أصل اسباني يزرعون ذرة شامية وهو محصول أساسي ومصدر رئيسي للاستهلاك، ثم أدخل محصول الذرة الهجين الذي يتمتع بميزة على الذرة الشامية، وهو زيادة محصوله على محصول الذرة بحوالي ضعفين إلى ثلاثة أمثال، واستمرت زراعته 4 سنوات ثم فوجئ المسؤولون بالتحول عن الذرة الهجين وبالبحث والاستقصاء وجد أن فشل هذا المشروع سببه هو أن دقيق الذرة الهجين لم يحظ بقبول زوجات الفلاحين والمزارعين في صناعة الخبز والفطائر..

    ولقد كان من الممكن نجاح هذا المشروع، لو أنه كان مصحوباً ببرامج أخرى لتبصير الزوجات بصفات هذا الدقيق الجديد وكيفية استعماله، وإدخال بعض التغيرات اللازمة في طريقة صنع الخبز أو الفطائر حتى يمكن الاستمرار في تنفيذ هذا المشروع الناجح.

    إن إرشاد المرأة وتثقيفها يكسبها مهارات لازمة لها كقوة بشرية في الزراعة ويخلق عندها الوعي الزراعي الضروري للمرأة الريفية كطرف له رأيه في طرق الاستغلال الزراعي ووسائله وكقوة يستعان بها في إقناع زوجها بما يحقق زيادة في دخل الأسرة ويصل بها إلى الاستفادة من هذه الزيادة في تحسين مستوى المعيشة.



    الاقتصاد المنزلي وأهميته للمرأة الريفية:

    مقدمة:

    ما هو نوع التعليم الذي تحتاجه المرأة الريفية؟ وما هي البرامج التعليمية التي تعينها على القيام بدورها في الأسرة والمجتمع الذي نعيش فيه؟

    يشير التربويون إلى أهمية معرفة ميول الفرد وحاجاته واستعداداته كخطوة أولى قبل تخطيط أي منهج تعليمي يمكنه الوفاء بتلك الحاجات وتنمية الميول والاتجاهات السليمة لمساعدة الفرد في حل المشكلات التي تصادفه في حياته من اجتماعية واقتصادية وثقافية وصحية.. وعلى ضوء هذه الحقيقة التربوية يجب أن نبدأ بمعرفة حاجات المرأة الريفية ومشكلاتها ومجالات اهتماماتها.

    وتحديد تلك الحاجات مع محاولة إيجاد حلول لكل المشكلات والعناية بكل الاهتمامات التي تهتم بها المرأة الريفية، كل هذا هو مضمون ومجال دراسة علم الاقتصاد المنزلي.



    مفهوم الاقتصاد المنزلي:

    إن كلمة اقتصاد التي يشملها تعبير الاقتصاد المنزلي لا تعني الإجراء الاقتصادي بل هي بديل لكلمة مقتصد بمعنى مركب اقتصادي يجري فيه إنتاج واستهلاك مختلف النعم والخدمات واستغلال وسائل الاستهلاك تحقيقاً لمستوى معيشي معين.

    ويعني الاقتصاد المنزلي العلوم المنزلية، فهو ليس علماً واحداً شأنه في ذلك شأن العلوم الزراعية أو الطبية، وعلم الاقتصاد المنزلي الريفي علم تطبيقي يندرج تحته تخصصات تخدم الإنسان الريفي خاصة القطاع النسائي. وتزود هذه التخصصات أفراد الأسرة بمفاهيم وتعاليم تساعد على توجيه إنتاج الأسرة وتنظيم الاستهلاك وتوفير كل متطلبات الإنسان الجسمية والعقلية والاجتماعية والعاطفية.

    ولما كان علم الاقتصاد المنزلي يختص بدراسة الأسرة ومقوماتها على مستوى المنزل والبيئة والمجتمع للنهوض بالحياة الأسرية، فإن هذا العلم أو مجموعة المعارف والعلوم المتصلة بهذا الميدان يهدف إلى جعل كل منزل مريحاً ومناسباً من الناحية المعيشية، وسليماً من الناحية الاقتصادية ، وصحيحاً من الناحية الجسمية والعقلية، ومتزناً من الناحية العاطفية والنفسية، ومسؤولاً ومشاركاً من الناحية البيئية والاجتماعية ومن ثم يعيش جميع أفراده في جو يسوده الحب والاحترام المتبادلين.

    وقد يظن الكثير أن مفهوم الاقتصاد المنزلي قاصر على تعليم الطهي والكي والغسيل والتطريز والتفصيل إلخ... إلا أن هذا بعيداً عن الحقيقة بعد الطبيب أو الأخصائي في أمراض الجلد أو العيون أو الجراحة عن مهنة الحلاقة مثلاً.. ولا غضاضة أن علم الاقتصاد المنزلي قد قام بتطوير الأساليب الشائعة في الطهي والخياطة إلى درجة العلمية التي تغير تلك الأساليب القديمة إلى أخرى حديثة أكثر نفعاً للإنسان والبيئة.

    وإذا تساءلنا عن الصلة بين الدراسة في كلية الزراعة وعلم الاقتصاد المنزلي، فإننا نجيب بأن النهوض بالمجتمع الريفي يجب أن يشمل كل جوانب الحياة الريفية، لذا فإن خريجة قسم الاقتصاد المنزلي العاملة في الريفي التي يطلق عليها اسم مرشدة اقتصاد منزلي، ينبغي أن تدرس دراسات تضم العلوم الزراعية إلى جانب علوم الاقتصاد المنزلي حتى يسهل التفاهم مع البيئة الريفية في المجالين الزراعي والمنزلي، وبذلك يكون المدخل إلى التفاهم مع المرأة الريفية هو محاولة حل المشكلات التي تتعرض لها أسرتها من كل جانب من جوانب الحياة، وتشمل الدراسات في كليات الزراعة محورين رئيسيين:

    § المحور الأول يهدف إلى دراسة المسائل والمشكلات الخاصة بالإنتاج.

    § المحور الثاني فيهتم بدراسة المسائل والمشكلات الخاصة بالاستهلاك .

    ويشمل كل محور طائفة من العلوم والدراسات والأبحاث الخاصة بزيادة الإنتاج وتحسينه وتنويعه، وكذلك الاستهلاك (تحسينه وترشيده وتنويعه). وعلى هذا الأساس يمكن تقسيم أهداف العلوم المختلفة في كليات الزراعة إلى الأقسام التالي:

    1- علوم تهدف إلى بيان ما يمكن إنتاجه من الحاصلات والبضائع والخدمات وتضم هذه المجموعة من العلوم علم الاقتصاد الزراعي.

    2- علوم تهدف إلى بيان ما يمكن استهلاكه من الحاصلات والبضائع والخدمات، وأصلح طرق لهذا الاستهلاك ، ويضم هذه المجموعة من العلوم علم الاقتصاد المنزلي.

    3- علوم تهدف إلى بيان كيفية الإنتاج وتشمل علوم الكيمياء الزراعية، تربية الحيوان، زراعة المحاصيل الحقلية والبستانية والحشرات وصناعة الألبان..الخ.

    وفي لمحة سريعة تعرض لميادين الاقتصاد المنزلي لتلك الميادين التي منها:

    § غذاء الإنسان وتغذيته وأهمية ذلك في النهوض بصحة الأفراد وبالتالي صحة المجتمع مما ينعكس على زيادة الإنتاج وذلك لأن الإنسان السليم الجسم نتيجة لإتباعه الأساليب الصحيحة في الغذاء والتغذية، هذا الإنسان سيكون بلا شك أكثر إنتاجاً من الإنسان الذي لايستخدم هذه الأساليب.

    § نمو الطفل وتنشئته ورعايته، فالطفل هو نواة المجتمع أو البرعم الذي يعطي الثمار في المستقبل، ولاشك أن العناية بالطفل هو العناية بمستقبل المجتمع.

    § العلاقات الأسرية التي تقوم بدور هام وفعال في تكوين الطفل نفسياً وذهنياً، فكلما كانت العلاقات الأسرية تقوم على أساس من الحب والاحترام المتبادل فإنها تعطي للمجتمع أفراداً أصحاء من الناحية النفسية والذهنية والعكس صحيح.

    § الإسكان الذي يعتبر الركن الأساسي في استقرار الأسرة، فكلما كان المسكن صحياً ومبهجاً للنفس كلما انعكس ذلك على أفراد الأسرة الذين يعيشون فيه وعلى إنتاجهم.

    § الإدارة المنزلية، وفيها يتضح دور كل فر من الأفراد دون محاولة لطغيان أي منهم على الآخر مما يؤدي إلى صراع يؤثر بدوره على سعادة الأسرة وبالتالي إنتاجها وهذه الإدارة المنزلية تهتم بحسن استغلال موارد الأسرة البشرية فيها وغير البشرية لتحقيق أهداف الأسرة.

    § الأنسجة والألبسة: فكلما كانت الملابس ملائمة للمناخ الذي يعيش فيه الإنسان ولنوعية العمل الذي يقوم به، وكلما كان مظهرها لائقاً في المجتمع الذي يعيش فيه، كلما كانت مصدر راحة لهذا الإنسان.

    كل تلك الميادين وغيرها إنما تسهم لا في النهوض بالمجتمع فحسب، بل في صنع الإنسان، فصنع الإنسان عن طريق علم الاقتصاد المنزلي معناه زيادة في الإنتاج، وهو عامل هام في تحسين الأحوال الاجتماعية والاقتصادية كما أن الإنسان هو أحد عوامل الإنتاج الرئيسية التي تتمثل في الأرض ورأس المال والعمل والإدارة، وهذان الأخيران ممثلان في الإنسان ، وإن كان النهوض بالإنسان هو هدف علم الاقتصاد المنزلي فلاشك أنه هدف نبيل وجدير بالاهتمام والرعاية، فهو بذلك ليس علم متعلق بالمرأة وحدها ، وإنما هو علم يهتم بكل أفراد الأسرة أو كما ذكرنها يهتم بالإنسان.

    ونتساءل الآن: كيف يمكن أن نحقق هذا الهدف؟

    إن مجال العمل الرئيسي لهذا العلم هو المرأة، فكيف نصل إلى المرأة الريفية..؟.. لاشك أن تقاليد المجتمع الريفي وخاصة الشرقي تمنع اتصال المرأة بأي شخص غريب عن الأسرة إذا حاول أن يعطيها أي أفكار جديدة للنهوض بأسرتها، ومن ثم فإن الوسيط الوحيد الذي يمكن أن يوصل المعلومات المطلوب توصيلها للمرأة الريفية هو مرشدة الاقتصاد المنزلي.



    العمل الميداني لمرشدة الاقتصاد المنزلي في الريف:

    تعمل مرشدة الاقتصاد المنزلي الريفي على مساعدة أفراد الأسرة والمجتمع على التقدم الاقتصادي والاجتماعي حتى يتمكن الناس من العيش في ظروف أفضل من الظروف التي يعيشون فيها. ومن الحقائق المهمة التي يجب على المرشدة إدراكها ومعرفتها أنه لا يكفي تقديم الخدمة للريفيات، وإنما ينبغي أن يسبق ذلك ، ويصاحبه ويتلوه عملية تعليمية يكون منها تهيئة الجو المناسب لتقبل الخدمة، وكذلك لابد من إعداد الأذهان حتى تعي الريفيات قيمة الخدمة المقدمة والاقتناع بها وما يتبع من تغير السلوك وتكوين العادات الصالحة وإتمام عملية التغيير المطلوب.

    ويجب أن يمر العمل في أي برنامج إرشادي متصل بالقرية بالمراحل التالية:

    مرحلة التعرف، مرحلة الدراسة والبحث، مرحلة التخطيط والتصميم، مرحلة العمل والتنفيذ، وأخيراً مرحلة التقويم.



    مرحلة التعرف على البيئة:

    تقوم مرحلة التعرف على أساس الإلمام بصورة عامة بمعالم القرية الرئيسية بحيث تستطيع المرشدة معرفة طريقها في القرية وسكانها ومجالات نشاطها. وتتم في هذه المرحلة جمع المعلومات والأفكار عن القرية والتعرف على القيادات المحلية والمؤسسات الاجتماعية التي تخدم القرية.

    كذلك تتم في هذه المرحلة التعرف على المسؤولين عن تنمية المجتمع والصحة والتعليم ورجال الدين..الخ . ويجب على المرشدة أن تقوم بشرح طبيعة العمل الذي تقوم به وأهدافه للقادة الريفيين حتى يفهموه ويتبنوه لحل مشكلاتهم ومشاكل قريتهم.

    وفي خلال مرحلة التعرف يجب على المرشدة الحصول على أجوبة الأسئلة التالية:

    1- هل القرية صغيرة أم كبيرة؟

    2- ما مساحة القرية؟

    3- كم عدد الأسر التي بالقرية؟

    4- ما هو متوسط حجم الأسرة؟

    5- ما هو متوسط دخل الأسرة؟

    6- متوسط عدد الأطفال بالأسرة؟

    7- ما هي طبيعة معيشة الأسرة: أسرة نووية (أب وزوجة وأولاد) أم أسرة مركبة أو ممتدة (جد وجدة وآباء وأحفاد...الخ).

    8- كم عدد الأطفال الذين في سن ما قبل المدرسة وفي سن المدرسة؟ وكم عدد الأطفال الذين يدرسون فعلاً في الحضانة إن وجدت ومدرسة القرية.

    9- كم عدد المدارس بالقرية، وما نوعها؟

    10- ما هي نسبة الأمية بالقرية بين الرجال والنساء؟

    11- هل توجد برامج تعليم الكبار بالقرية؟ وكيف تسير؟

    12- ما هي المحاصيل التي تنمو في القرية؟ وهل تصدر هذه المحاصيل أم تزرع لتستهلك محلها؟

    13- ما هو دور المرأة الريفية في الزراعة؟ وما هو نوع العمل الذي تقوم به في الأعمال الحقلية وتربية ورعاية الحيوان؟

    14- هل هناك صناعات ريفية صغيرة أو حرف في حيز القرية يمكن عن طريقها زيادة الدخل الأسري؟ وما هي هذه الحرف؟ وما هي الخدمات الموجودة بالقرية؟

    15- كم من الوقت الذي تنفقه المرأة في الأعمال المختلفة: مثل إحضار الماء والوقود والزراعة والطهي؟

    16- ما هي المشكلات الصحية الرئيسية؟ والأمراض الشائعة وما هو معدل وفيات الرضع والأطفال ..

    17- ما هي وسائل الترويح بالقرية؟ وما هي النوادي والمنظمات التي توجد بها؟

    18- ما هي نوع البرامج الاجتماعية والتربوية التي تقدمها الدولة أو الهيئات الخاصة لأهل القرية؟ وما هو دور المرأة في تلك البرامج؟

    19- ما هو دور المرأة الريفية وتأثيرها على معظم الأمور التي تهم القرية بصفة عامة؟

    20- ما هي المشكلات الملحة بالقرية من وجهة نظر أهل القرية من الريفيات أو القيادات النسائية؟ ( وكذلك من قبل قادة القرية من الرجال).

    21- ما هو حال الطرق المؤدية إلى القرية؟ وكيف يصل سكان القرية إلى المدينة؟ وكيف ينقلون منتجاتهم الزراعية لتسويقها في الأسواق خارج القرية؟

    22- كيف يحصل أهل القرية على المياه؟

    23- هل بالقرية إنارة بالكهرباء؟

    24- كيف يقضي أهل القرية أوقات فراغهم رجالاً ونساءً؟

    25- ما هو نوع التغذية والغذاء في وجبات أفراد الأسرة؟ وما هي الوجبة الرئيسية ونوعها؟

    26- معلومات عن المسكن الريفي لأسر القرية:

    - كم غرفة بالمنزل؟

    - أين تقع حظيرة الحيوانات من المنزل الذي يعيش فيه أفراد الأسرة؟

    - كم غرفة مخصصة للنوم؟

    - هل بالمنزل مطبخ؟ وكيف يطهى الطعام؟

    - ما نوع الوقود المستخدم وأين يخزن؟

    - هل هناك دورة مياه؟ وأين تقع؟

    - ما هو نوع الأثاث المستخدم في البيت؟

    - هل لدى الأسرة الريفية دجاج أو حيوانات؟ وما هي طريقة تغذية تلك الحيوانات؟

    - ما هو الأسلوب الذي يستخدمه أفراد الأسرة لحفظ الطعام.



    أدوات الدراسة في مرحلة التعرف على البيئة:



    أولاً: الملاحظة: أنواعها:

    أ- الملاحظة (غير المنتظمة): وتسمى بالملاحظة غير العلمية لعدم دقتها لاعتمادها على المشاهدة، أو الاستماع. غير أن هذا النوع من الملاحظة يمكن الاستفادة منها في حالة الدراسات الاستطلاعية الأولى.

    تقوم مرشدة الاقتصاد المنزلي عند استخدامها لهذا النوع من الملاحظة بتقصي ما تشاهده فعلاً في الطبيعة بنفسها دون الاعتماد على أي أدوا ت أو أجهزة لقياس ما يحدث في المواقف من تغيرات.

    ولذا كانت البيانات المستقاة أو المتحصل عليها عن طريق الملاحظة البسيطة دقيقة إلى حد ما في المواقف البسيطة، إلا أنها غير دقيقة في حال المواقف الصعبة المعقدة.

    وتنقسم الملاحظة البسيطة غير العلمية (غير المنتظمة) إلى:

    1- الملاحظة الميدانية دون مشاركة: وفيها لا تقوم مرشدة الاقتصاد المنزلي بالاشتراك الفعلي في الموقف دون أن تظهر فيه أو تبدي أي نشاط أكثر من كونها تنظر وتشاهد وتسمع فقط. والملاحظة دون مشاركة لا تمنع مرشدة الاقتصاد المنزلي من الاختلاط بالقرويات (أو أفراد الجماعة) لتلاحظ مايدور بينهن من أحاديث وعادات وانفعالات ومن مزايا هذه الطريفة إنها أسلوب طبيعي غير مصطنع . ولكي تنجح هذه الطريقة يجب على مرشدة الاقتصاد المنزلي أن تحوز بثقة أهل القرية، وهذا يتوقف على أسلوبها في العمل معهم واتجاهاتها نحوهم.

    2- الملاحظة الميدانية المبنية على المشاركة الاندماج بالموقف: وفي هذا النوع من الملاحظة تقوم مرشدة الاقتصاد المنزلي بالمعايشة مع الموقف ومع الأفراد (القرويات) بمعنى أن تشاركهن في كافة الأنشطة وطريقة حياتهن اليومية كذا تقوم بمشاركتهن لمشاعرهن. ويتوقف نجاح المرشدة في استخدامها لهذه الأداة نجاحاً كبيراً على مدى الثقة بينها وبين من تعمل ولهن، ومتى اكتسبت المرشدة ثقتهن، تتقبلها الجماعة باعتبارها أحد أفرادها.

    تستخدم هذه الأداة (الملاحظة بالمشاركة) في حالة دراسة تقاليد وعادات وثقافة المجتمع المحلي حتى يمكن معرفة طريقة حياة القرويات الداخلية والتي لايمكن إدراكها أو اكتشافها إلا بالمعايشة التامة والممارسة مع أفراد الجماعة، وقد يبرز أمام القارئ سؤالاً هاماً: كيف تحوز مرشدة الاقتصاد المنزلي بثقة القرويات عند استخدامها لهذا النوع من الأدوات في الدراسة؟

    وللإجابة على هذا السؤال يجب إتباع الآتي:

    1- يجب على مرشدة الاقتصاد المنزلي الريفي أن تقدم نفسها للجماعة بأسلوب يحوز بثقة أفرادها وتكون معهن علاقات طيبة. ويا حبذا لو استعانت بالقرويات اللائي لهن دور القيادة بين أفراد جنسها. ولا مانع من الاستعانة ببعض القيادات من الرجال كالمختار أو من له نفوذ في المجتمع المحلي . وعن طريق هذا التعريف يمكن لأفراد المجتمع عموماً والقرويات على وجه الخصوص من التعرف على أهداف الزيارة ومن هي التي تقوم بالزيارة ..الخ. وبدأ يرحب بها المجتمع المحلي وتقوم بمشاركته ( والقرويات على وجه الخصوص) في احتفالاتهم المختلفة في الأعياد والأفراح والمأتم..الخ.

    2- ضرورة وضع خطة لمعرفة الموقف فيجب على مرشدة الاقتصاد المنزلي دراسة خصائص الموقف المراد دراسته ومن أهم الأفراد المشتركون فيه، وما هي سبل التفاعل وطرقها بين المشتركين في الموقف وغيرها من الأمور التي قد تلجأ الباحثة أو المرشدة إلى عمل مسح للحوادث في الموقف.

    3- ضرورة معرفة الوقت المناسب لتسجيل الملاحظات وطريقة التسجيل وقت حدوثها حتى تضمن مرشدة الاقتصاد المنزلي خلو الدراسة والتسجيل من عوامل الخطأ المبنية على التحيز في انتقاء ما يسجل وما ينجم أيضاً من قدرة المرشدة على التذكر. إلا أن لعملية التسجيل مشاكل كثيرة منها إثارة الشكوك والوساوس التي قد تؤدي إلى خلق شبهات حول عمل المرشدة في الاقتصاد المنزلي الريفي وما ينجم عن ذلك من ضعف الثقة وإعاقة العمل. وبالإضافة إلى هذه المشاكل فإن مرشدة الاقتصاد المنزلي قد يتوزع انتباهها بين عملية التسجيل وبين ملاحظتها لجميع جوانب الموقف التي قد تكون مهمة,

    ولتذليل هذه العقبات يمكن لمرشدة الاقتصاد المنزلي إجراء عملية التسجيل حسب ترتيب وقوع حوادث الموقف، أو استخدام بعض المصطلحات الخاصة.

    ب- الملاحظة العملية المنظمة: نستخدم هذا الأسلوب في حالة الوصف أو التشخيص في حالة الجماعات الصغيرة التي تعيش في مكان واحد وتكون المرشدة واحدة منهم.

    يتميز هذا النوع من الملاحظة بأنها هادفة وتحدث عن قصد وبطريقة منظمة مخططة، تقوم مرشدة الاقتصاد المنزلي بتسجيل نتائج ملاحظاتها بنظام وبترابط وتناسق واضح وذات هدف. ولإتمام هذه الأداة بنجاح، يمكنها الاستعانة ببعض الوسائل المعينة السمعية والبصرية مثل: أجهزة التسجيل، والأفلام والصور، والسجلات والوثائق...الخ.

    ويمتاز هذا الأسلوب بتوفر شروط الضبط العلمي للمرشدة كباحثة للقرويات (أو أفراد المجتمع) وكذا لتوافر الضبط العلمي للمادة المسجلة والظروف المحيطة للزمان والمكان والأشخاص..الخ.

    وعند استخدام هذا الأسلوب من الملاحظة يجب على مرشدة الاقتصاد المنزلي مراعاة مايلي:

    1- إتباع المنهج العلمي للدراسة والذي يحدد الخطوات التالية:

    § فرض الفروض المناسبة للحل.

    § اختيار صحة الفروض وذلك بطريقة الملاحظة الميدانية

    § استبعاد الفرض الخاطئ الذي لم يثبت صحته بعد المناقشة واستخدام المنطق (وهذا يتوقف على خلفية المرشدة الاقتصادية العلمية ودرايتها بخصائص المجتمع المحلي والنظريات المختلفة الخاصة بدراسة المجتمع...الخ).

    2- يجب أن تكون مرشدة الاقتصاد المنزلي الريفي على دراية بثقافة الجماعة التي تدرسها وما يحتويها عناصر كالعادات والتقاليد والعرف والزي. ومن هذه الخلفية تستطيع المرشدة من فهم طبيعة الخبرات الثقافية أو الحضارة التي تميز تلك الجماعة. وكذلي عليها أن تعرف معنى تلك الخبرات والقيم الاجتماعية التي لها علاقة بثقافة هذه الجماعة وحضارتها موضوع الدراسة بهدف معرفة كافة التنظيمات الاجتماعية التي تشكلها هذه الخبرات.

    3- يجب على مرشدة الاقتصاد المنزلي مراعاة مايلي:

    § عدم التحيز في الملاحظة بل يجب أن تتريث فيها بعمق وتأني.

    § اكتساب ثقة الجماعة موضوع الملاحظة.

    § التسجيل وقت حدوث الوقائع في نقط مختصرة واصطلاحات معروفة.

    § الاستعانة وبسائل سمعية وبصرية معينة على الدراسة.

    § استخدام عمليات التحليل والتصنيف حسب الموضوعات.

    § استخلاص النتائج والتأكد من صحتها باستخدام أدوات أخرى للدراسة مثل المقابلة والاستبيان.

    § حرص مرشدة الاقتصاد المنزلي على إتباعها سلوكاً لا يثير شبهة أو تشكك أفراد الجماعة التي تعمل بينها.

    § عدم الاستناد على بعض الملاحظات الملفتة أو الجذابة والتي لا تكون عادة غير ممثلة لأنماط الجماعة الثقافية أو الاجتماعية على أنها ممثلة لأنماطها.

    ولتوضيح هذه النقطة قد يكون سبب تواضع أثاث بعض الأسر راجعاً إلى كون أفرادها رجعيون لا يميلون إلى التغيير أو إلى اقتناء الجديد وليس راجعاً إلى ضعف مستوى الأسرة الاقتصادي مثلاً.



    ثانياً: الاستبيان:

    يعتبر الاستبيان أداة تستعمل للحصول على بيانات هي إجابات لأسئلة محددة مخططة لدراسة مشكلة من المشكلات أو خصائص مجموعة من الأفراد الاجتماعية والاقتصادية وغيرها. قد يرسل الاستبيان إلى الشخص المفحوص شخصياً ليجيب عليها بنفسه بواسطة البريد أو يسلم باليد.

    وفي هذه الحالة يجب أن يكون الفرد ملماً بالقراءة والكتابة حتى يستطيع الإجابة عنها إجابة تعبر عما يشعر بنفسه تجاه ما يراد دراسته منه، وفي حالة الأميين (الأميات) يستخدم الاستفتاء وهو نوع من الاستبيان إلا أنه يجمع عن طريق الفرد أو المرشدة بمقابلتها لأفراد المجتمع.

    يجب على مرشدة الاقتصاد المنزلي مراعاة الأسس التالية عند تعميم الاستبيان:

    ‌أ- ضرورة أن يكون الاستبيان محدداً بحيث لا يزيد الزمن لملئه أو للإجابة عن أسئلته التي يحويها عن نصف ساعة على الأكثر ولكي يمكن تحقيق هذا الشرط يجب مراعاة اتصال كافة الأسئلة بمضمون المشكلة المراد دراستها وبتقسيمها إلى عدد من المحاور الرئيسية مثل البيانات المميزة، الحالة الاقتصادية، الحالة الاجتماعية.

    avatar
    هناءاحمدحسن


    المساهمات : 19
    تاريخ التسجيل : 04/04/2011

    دليل الاقتصاد المنزلي الريفي Empty تابع

    مُساهمة  هناءاحمدحسن الثلاثاء أبريل 05, 2011 8:15 pm

    تدور محاور الاستبيان حول مجالات الاقتصاد المنزلي الريفي بهدف جمع بيانات ومعلومات مختلفة أو بضم الاستبيان عدداً من المحاور تختلف باختلاف نوع الدراسة، ومن أمثلة هذه المحاور:

    المحور الأول : الأسرة:

    1- ما هي الأوضاع الخاصة بالأسرة؟ هل هي أسرة نووية (زوج وزوجة وأولاد) أم أسرة مركبة (ممتدة)؟

    2- ما هي العادات والتقاليد الأسرية في الريف؟ وما هي العلاقات التي تسود بين أفراد الأسرة؟

    3- ما هي أنواع الأعمال التي يقوم بها كل فرد في الأسرة؟

    4- ما هي اتجاهات الأهالي نحو تعليم البنت وهل تختلف عن اتجاهاتهم نحو تعليم الولد؟

    5- المستوى الاقتصادي للأسرة، وما هي أهم المشكلات التي تواجه الأسرة؟

    المحور الثاني: البيت الريفي:

    1- ما هي الأنماط الشائعة في المنزل الريفي؟ وما هي مواد البناء المستعملة؟

    2- ما هو حجم البيت بالنسبة لعدد أفراد الأسرة (الكثافة السكانية)؟ وما مدى ملاءمته للأوضاع المعيشية للأسرة؟

    3- ما هي المشكلات العامة التي لها علاقة بالتهوية، والإضاءة ، والتخلص من الفضلات، وحظيرة البهائم، المطبخ..؟

    4- ما هي أنواع الأثاث الموجود بالمنزل؟

    5- ما هي المرافق الصحية بالمنزل.

    المحور الثالث: التغذية:

    1- ما هي العادات الغذائية الشائعة؟

    2- ما هي الأطعمة الشائعة في البيئة، وهل أسعارها في متناول الأسرة الشرائية؟

    3- ما نوع الوجبات اليومية وعددها؟ وما هي الوجبة الأساسية ونوعيتها؟

    4- ما هي الأطعمة المفضلة لدى الأسرة؟

    5- ما هي الطريقة المتبعة في توزيع الأطعمة بين أفراد الأسرة؟ (ما نصيب رب الأسرة وربة الأسرة والأبناء من كمية الغذاء ونوعيته)؟

    6- ما هي طرق الطهي المتبعة في الأسرة؟ وكيف تتم عملية الطهي؟

    7- ما هي الأطعمة التي تجهزها الأسرة في المواسم والأعياد؟

    8- ما هي الطرق المتبعة في تغذية الأطفال الرضع ونظام الفطام، الحوامل، المرضع، المريض أو المريضة؟

    9- ما هي الطرق المتبعة في حفظ وخزن الأطعمة؟

    10- ما هي أمراض سوء التغذية الشائعة، وما هي الأمراض المستوطنة؟

    11- ما هي مصادر التلوث الغذائي الشائعة؟

    المحور الرابع: المرأة الريفية:

    1- ما هو الوضع الراهن للمرأة الريفية في الأسرة والمجتمع؟

    2- ما هو مستوى المرأة الريفية التعليمي والثقافي؟

    3- ما هي الأعمال التي تقوم بها في اليوم أو الأسبوع أو في المواسم المختلفة وخارج المنزل؟

    4- كيفية قيام المرأة الريفية لأعمالها التي تؤديها؟ وما هي الأدوار التي تستخدمها في إنجاز تلك الأعمال؟

    المحور الخامس: النظافة:

    1- ما هي مشكلات النظافة في القرية؟

    2- ما هي مشكلات النظافة في المنزل وفي شوارع القرية وفي الأسواق؟

    3- ما هي مشكلة النظافة بين الأطفال؟

    4- ما هي الحشرات الشائعة والموجودة في البيئة؟

    المحور السادس: رعاية الأمومة والطفولة:

    1- ما هو عدد المستشفيات والمستوصفات والوحدات الطبية بالقرية أو القريبة منها؟

    2- عدد الحوامل المترددات على المستشفى أو مراكز رعاية الأمومة والطفولة من خدمات خلال فترة الحمل والولادة وبعدها؟

    3- ما هي المعتقدات والأفكار والتقاليد والعادات تجاه الولادة في المستشفى أو المستوصفات أو المنزل ..الخ؟

    4- ما رأي الأهالي وربات البيوت تجاه الطبيب أو القابلة أو غيرها ممن يلجأن إليه في حالة الولادة أو أخذ الرأي في رعاية الأم والطفل؟

    5- ما هي الأساليب والمتبعة في رعاية الطفل؟

    6- ما هي أمراض الطفولة الشائعة وأسبابها؟

    7- ما هي نسبة المواليد والوفيات بين الأطفال في مراحل السن المختلفة؟

    8- ما هو الاتجاه نحو تنظيم الأسرة؟ وما هو متوسط عدد أفراد الأسرة.

    المحور السابع: المؤسسات الموجودة بالقرية:

    1- ما هي المؤسسات الاجتماعية والأهلية والحكومية الموجودة بالقرية؟

    2- ما هي أهداف كل منها والخدمات التي تقوم بها؟

    3- ما هي علاقة تلك المؤسسات بالأفراد والأسرة؟

    ‌ب- يجب أن تكون الأسئلة مرتبطة ارتباطاً منطقياً بالإطار العام للمشكلة موضوع الدراسة، وللوصول إلى هذا الهدف يجب:

    1- ترتيب الأسئلة بطريقة مشوقة لا تبعث الملل من المستجوب أو تثير شبهاته.

    2- تدرج الأسئلة من السهل إلى الصعب درجاً طبيعياً.

    3- تجنب مواجهة الفرد بأسئلة شخصية أو محرجة له يصعب تفسير أهدافها، ويمكن استخدام الأسئلة الإسقاطية أو بطلب القروية التحدث عن ما يصدر عن غيرها، فالحديث عن الغير أيسر ولا يدعو إلى الحرج. وهذا يمكن المرشدة من جمع صورة مبدئية عن بعض ظروف الحياة التي يحياها أفراد القرية نفسها مثل ( في قريتنا يفعلون كذا وكذا، فماذا يفعل أفراد هذه القرية؟ فيه أشخاص بتعمل كذا وكذا أو تعتقد في كذا وكذا وأشخاص أخرى لا تفعل أو تعتقد بهذا الشيء فما رأيك أنت في هؤلاء الأشخاص؟).

    4- عدم الانتقال المفاجئ من فكرة إلى أخرى بل تكون نقاط المشكلة مسلسلة في الأفكار والترتيب.

    ‌ج- يجب توفر البساطة عند تصميم أسئلة الاستبيان، وكذلك يجب مراعاة الدقة ويفضل استخدام اللغة واللهجة التي يتكلم بها أفراد القرية أو القرويات على وجه الخصوص مع مراعاة مستواهم التعليمي حتى يمكن إتاحة الفرصة لتجاوب الأفكار بين الفاحص والمفحوص. كما يجب مراعاة عدم احتواء الأسئلة على كلمات تتنافى مع التقاليد أو العرف أو المعتقدات. ومن الجانب الآخر لا تكون الأسئلة من النوع الإيحائي مثل ما رأيك في السرقة؟..الخ.

    ‌د- تضمين الاستبيان أسئلة من النوعين التاليين:

    1- الأسئلة المحددة أو المنقولة، بمعنى أن يختار الفرد إجابة واحدة مثل: نعم ، لا، أو موافق جداً ، موافق، متردد ، غير موافق، أرفض بشدة..الخ، وهذا النوع من الأسئلة سهل التفريغ والتحليل.

    2- الأسئلة المفتوحة: وفيها يتاح للمفحوص حرية الإجابة بأسلوبه الخاص وبطريقته الخاصة وبالطول الذي يرغبه. ولهذه الأسئلة مزايا إذ يمكن الاستدلال منها على اتجاهات الفرد عن الشيء المراد الاستفسار عنه والتعرف على كل العوامل التي تلعب في المشكلة والتي يكون بعضها خافياً على الفرد.

    ‌ه- يجب اختبار الاستبيان قبل تطبيقه على عينة محدودة من الأفراد (القرويات) حتى تعرف مشرفة الاقتصاد المنزلي الأسئلة ضعيفة الصياغة أو الصعبة غير اللائقة..الخ.وتعمل على تلافي عيوبها.



    ثالثاً: المقابلة:

    وهي أكثر الطرق شيوعاً لجمع البيانات، وتصلح هذه الطريقة في حال التعرف على مصادر الدخل أو طريقة الحياة في القرية أو المنزل ..الخ. وقد تكون المقابلة إما فردية أو جماعية حسب نوع المشكلة المراد دراستها.

    ومن الضروري إدراك العوامل المرتبطة بعادات وتقاليد الناس عند مقابلتهم بإعطاء بيانات عن أحوالهم الشخصية، فعلى سبيل المثال لا الحصر تحجم القروية (أو الريفي) عن إعطاء إجابات عن الدخل أو كمية الحليب الذي تنتجه حيوانات خوفاً من الحسد، وكذلك عدد الأولاد..الخ.

    يجب على مرشدة الاقتصاد المنزلي قبل الشروع في التحدث مع القرويات أثناء المقابلة أن تشرح الأغراض الرئيسية للمقابلة والدراسة حتى تبعد كل الشكوك التي تزعزع الثقة معهن، كما يجب أن تؤكد سرية تلك البيانات وخصوصيتها وعدم إذاعتها.



    أ - مرحلة الدراسة والبحث:

    وتشمل هذه المرحلة دراسة ما سبق جمعه من بيانات لإعطاء صورة كاملة عن القرية من نواحيها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتعد مرحلة الدراسة والبحث مرحلة هامة في بلورة حاجات القرية عموماً، وحاجات القرويات على وجه الخصوص. ويحسن تقسيم تلك الحاجات إلى : حاجات عامة وحاجات خاصة، في ضوء الوضع الراهن للقرية التي تم وضع إطارها في المرحلة السابقة. ويلي تحديد الحاجات الراهنة وضع تصور لما ينبغي أن يتحقق من حلول للمشكلات في ضوء الإمكانيات المتاحة، وبمعنى آخر لابد من تقرير دراسة وبحث أي خطة أن يشمل على تقدير الحاجات الراهنة (تقديراً استاتيكياً) وتقدير للحاجات المتطورة (تقديراً ميكانيكياً) وما يمكن أن يتحقق فيما بعد نتيجة التفاعل بين القطاعات والمؤسسات بعضها ببعض، ومن توضيح العوامل المؤثرة في تلك العلاقات والتفاعلات أو إيجاد العلاقات والارتباطات بين بيانات الدخل والمستوى التعليمي والحالة الاجتماعية وعدد الأولاد..الخ.



    ب - مرحلة التخطيط والتصميم:

    تعتمد هذه الطريقة على ما سبق التعرف عليه من الناس وحاجاتهم، وفي ضوء ذلك يمكن رسم صورة أو صور للمشروعات المطلوبة لمواجهة تلك المطالب والاحتياجات، وكذلك تحديد وسائل تحقيقها، ويجب عند تصميم خطة هذا التصور أن تكون واقعية يمكن تحقيقها. ومن الجانب الآخر يجب أن تتمشى الخطة الموضوعة على مستوى القرية مع الخطة العامة التي ترسمها الدولة في سياستها العامة لخطط التنمية الشاملة (الاقتصادية والاجتماعية) ، بل تكون الخطة على مستوى القرية فرعاً مكملاً من الكل العام لخطط الدولة.

    ولذا وجب دراسة الخطة الشاملة للدولة أولاً حتى يمكن تحديد الإطار أو الأطر التي يمكن أن تتحرك في نطاق الخطط الجزئية على مستوى القرية.



    الأسس العلمية الواجب توافرها عند التخطيط:

    وتتلخص أهم هذه الأسس فيما يلي:

    1- الواقعية

    2- الشمول

    3- التكامل

    4- ترتيب الأولويات

    5- المرونة الكافية

    6- توضيح الإمكانيات المتاحة

    7- توضيح مدى مساهمة الأهالي والقرويات في تحقيق أهداف الخطة

    8- عدالة الخطة.

    1- الواقعية: يعتبر منهج التخطيط نوعاً من التوقعات والتصورات الفرضية التي تحدد رسم لمطالب المجتمع واحتياجاته وكيفية الوصول إلى تحقيق هذه المطالب والوفاء بالحاجات عن طريق إمكانيات لازمة، ولكي يتم وضع خطة شاملة لتحقيق مطالب الجماعة، لابد من تقدير الواقع والممكن المعقول من تحديد الخطة وسبل الوصول إلى أهدافها المرجوة. وإذا لم تتم هذه الواقعية تصبح الخطة مجرد شعارات أو أمنيات عذاب يعيش عليها الناس ويصطدمون فيما بعد بالواقع المخيب للآمال.

    2- الشمول: وتعني عملية الشمول رسم الخطة في أوسع مدار ممكن بحيث يشمل جميع الجوانب المختلفة لخصائص المجتمع والنشاطات الموجودة لجوانب التنمية الاقتصادية والاجتماعية وكذلك لخصائص المجال البشري الذي يعمل لأجله. ويقتضي على واضع الخطة أن يكتب كل ما يمكن كتابته وأن يتصور كل ما يعن له من تصورات وأفكار. ويجب أيضاً أن يمتد شمول الخطة من الناحية الزمنية أيضاً بحيث يكون مداها أبعد من الحاضر بل تتضمن كل توقعات وتنبؤات عمليات النمو والمتابعة في المستقبل. فمثلاً تغطي البيانات كل اهتمامات وأنشطة الأسرة كوحدة بناء المجتمع، وبذلك يجب أن تكون البيانات وثيقة الصلة بالزراعة والصحة والتعليم الخ...

    3- التكامل: وتقتضي عملية تكامل الخطة احتوائها لجميع الظروف والعوامل والقوى التي قد تؤثر وتتدخل في أي مشروع من المشروعات. ولتوضيح هذه الحقيقة يمكن تصور تشابك الظواهر والعوامل والوظائف للمؤسسات المختلفة في الريف. فمثلاً صاحبت عملية تعميم نظام الري الدائم لتنمية الدخل القومي عن طريق زيادة الإنتاج الزراعي انتشار الأمراض الطفيلية التي أدت من الجانب الآخر إلى إنهاك صحة العاملين بالإنتاج القومي فقللت منه حوالي 33%.

    ولذا وجب التفكير في حل مشكلة من المشكلات ضرورة التفكير فيها من زوايا مختلفة، وبحيث لا يكون حل إحدى المشكلات على حساب مشكلة أخرى، كما يجب الاستفادة من كافة الخدمات التي تقدمها المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية لتحقيق عملية التكامل للخطة (مراكز إنعاش الريف، الوحدات الصحية، المدارس، الوحدات الزراعية).

    4- ترتيب الأولويات: من الضروري ترتيب عناصر الخطة ترتيباً حسب درجة الأولوية أو الأسبقية في التنفيذ، وهذا يتوقف على أهمية المشروعات وأهمية ألوان النشاط التي يراد القيام بها. وتتناسب درجة الأولوية تناسباً طردياً مع حاجات الناس الملحة والمشكلات التي تتطلب حلولاً سريعة.

    وللأولوية جانبان مهمان هما: جانب الزمن، وجانب الاهتمام والتمويل، فمن حيث الجانب الزمني لابد من وضع التوقيت المناسب والمحدد لبدء المشروع، وهكذا تكون الخطة مرتبة الترتيب الزمني لكل لون من ألوان النشاط في أي مشروع من المشروعات على سبيل المثال: فتح فصول تعليم الخياطة بين المواسم الزراعية حيث يكون لديهن وقت فراغ.

    وتوجد معايير لاختيار المشروع أو البرنامج منها:

    ‌أ- يجب أن يكون البرنامج أو المشروع من النوع الذي تظهر نتائجه بسرعة (مثل تعليم السيدات والفتيات التفصيل والخياطة نظراً لرغبة الناس الملحة لهذا النوع من التعليم).

    ‌ب- يجب أن يكون المشروع أو البرنامج بعيداً عن حساسيات أي مجموعة من الجماعات أو من النوع الذي يمس فكرة أو تقليد معين بسبب مقاومة فئة من الفئات. وبذا يمكن تأخير أولوية أحد المشروعات التي تولد حساسية عند بعض الناس، أو لكونها مثار نزاع شديد.

    ‌ج- أن يلقى البرنامج أو المشروع إقناعاً بقيمته وإلحاح الناس بسرعة المطالبة بالتنفيذ فيولى هذا المشروع أولوية التنفيذ ( مثل إنشاء مشغل).

    5- المرونة: عند وضع الخطة، يجب مراعاة المرونة الكافية في تحديد أولوياتها، والتعديل فيها حسب ما تظهره مصلحة الجماعة التي وضع من أجلها البرنامج أو المشروع. كذلك تعين مرونة وضع الخطة وتنفيذها على اختيار أنسب الظروف التي تتفق مع طبيعة المشروع, ومن الجانب الآخر لا تتأثر عملية تغيير وترتيب الخطة بأهواء ونزوات الناس الشخصية أو الطائفية، بل يكون أساس التعديل، إن لزم الأمر أي تعديل ، مراعاة مصلحة الجماعة والظروف التي تتفق مع خصائص المشروع أو البرنامج. (مثلاً يمكن تقديم برنامج في رعاية الطفولة بدلاً من برنامج آخر إذا دعت الضرورة لذلك).

    6- توضيح الإمكانيات المطلوبة: وتشمل هذه الإمكانيات تلك المتعلقة بالإمكانات المادية أو البشرية.

    7- توضيح مدى مساهمة الأهالي والقرويات على وجه الخصوص في تحقيق أهداف الخطة: وهذا يلزم مواجهة الأهالي والقرويات في عدة ظروف وبوسائل معينة كالمقابلة والزيارات والندوات ..الخ. لمعرفة مدى استعداداتهم بالمساهمة في تحقيق المشروع أو البرنامج، ويتطلب أيضاً معرفة مدى مساهمة القادة المحليين وإقناعهم بالمشروع وأهدافه وخطوات تنفيذه.

    8- عدالة الخطة: ويقصد بها تحقيق عدالة وديموقراطية الفكر والتصميم والتنفيذ بحيث لاتعطى لهم في صورة من صور الإجبار الآخر تحقق عدالة الخطة إتاحة الفرصة لأكبر عدد من أهالي القرية للاستمتاع بفوائدها ونتائجها دون قصرها على مجموعة محدودة من ذوي المصالح.



    ج - مرحلة التنفيذ:

    تعتبر مرحلة التنفيذ فرصة كبيرة لكسب الخبرات التربوية المطلوبة ولذا كانت لمرحلة التنفيذ أهميتها وخطورتها. ومن الجانب الآخر تعد مرحلة التنفيذ أكثر المراحل استثارة لشوق واهتمام جمهور الدارسين (القرويات) ، وفيها يمكن تحقيق إعادة الثقة بالنفس وتحقيق الذات للقرويات. على أنه لابد من توافر عدة شروط قبل البدء بمرحلة التنفيذ منها: الاستعداد باختيار المكان المناسب للتنفيذ، وتوافر المواد والمعدات اللازمة التي يمكن إعدادها من خامات البيئة وتحسين الأدوات الشائعة.

    ويحسن أن يكون دور المرشدة في مرحلة التنفيذ قاصراً على التوجيه بحيث تدع الفرصة للقرويات بممارسة النشاط بنفسها فتكتسب خبراتها بالطرق المباشرة التي فيها يتم تفاعل الفرد مع الموقف ذاته فتكتسب عن طريق هذا التفاعل السلوك المرغوب أو تعدل من السلوك الشائع إلى سلوك متطور, وكذلك تكتسب الاتجاهات العلمية السليمة مثل تقدير العمل، وإتباع الأسلوب العلمي في التفكير في حل المشكلات، وعقلانية التفكير..الخ.

    وفي مرحلة التنفيذ يجب أن تقوم المرشدة بتشجيع القروية وبعث حماسها ودوافعها للتعلم وإعطائها المجال للتدريب على الأسلوب العلمي في التفكير ومجالات الابتكار الذي يقوم على التحديد أو التعديل للطرق أثناء عملية الممارسة. وتجدر الإشارة هنا إلى ضرورة مراعاة الالتزام بالخطة التي سبق وضعها أثناء مرحلة التنفيذ. ولا تهجر الخطة إلى غيرها إلا في حالة إذا ما تراءى للمرشدة قصور تلك الخطة عن تحقيق الأهداف الواقعية وبحيث لا تهجر الخطة حينما يصادف المشتغلة صعب أو مشكلات.



    د- مرحلة التقويم:

    يعرف التقويم في أبسط معانية بأنه العملية التي تتبع لمعرفة مدى النجاح، أو الفشل في تحقيق الأهداف. وتؤدي عملية التقويم إلى أفضل الطرق والوسائل المستخدمة للوصول إلى أهداف الخطة للمشروع أو البرنامج، وقد تؤدي عملية التقويم إلى تعديل الأهداف ذاتها إذا انقشع أثناء عملية التنفيذ أن تلك الأهداف غير واقعية أو أنها فوق مستوى القرويات الريفيات أو أنها غير ملائمة لحاجات المجتمع.



    الأسس العلمية التي يبنى عليها التقويم:

    1- ضرورة شمولية عملية التقويم لجميع نواحي النمو المعرفي العقلي عن طريق سلوكه.

    2- استمرارية عملية التقويم أثناء تنفيذ البرنامج أو المشروع منذ البداية حتى نهاية المشروع أو البرامج. وقد تستخدم بعض الوسائل أو الأدوات التي منها الملاحظة ، المناقشة، عمل اختبارات مختلفة.

    3- أن تكون عملية التقويم اقتصادية في الوقت والجهد والتكاليف.



    خطوات التقويم:

    لما كان الغرض من عملية التقويم هو السعي إلى تحديد النتائج التي تجنيه برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية أو البرنامج الإرشادي، من تغيير شامل لسلوك القرويات، وكذلك لمعرفة مواقف الضعف والفشل أو النجاح والقوة في الخطة أو المشروع، لذا كان من الضروري القيام بالخطوات التالية:

    1- المسح القبلي: ويتم في هذه الخطوة تسجيل المعلومات عن مختلف الموضوعات التي يتطرق إليها البرنامج أو المشروع سواء كان لإكساب المرأة الريفية معلومات صحيحة، أو إكسابها اتجاهات سليمة وعادات صحيحة..الخ. وتتم هذه الخطوة باستخدام بعض الأدوات مثل المقابلة ، والملاحظة، والاستفتاء، بعض الاختبارات..الخ.

    ومن الجانب الآخر يمكن اللجوء إلى جمع الإحصاءات من السجلات الرسمية التي توضح نسبة الإصابة بمرض من الأمراض وغيرها من الأمور المتعلقة بالبرنامج أو المشروع.

    2- المسح البعدي: وتتم في هذه الخطوة إعادة جمع نفس الأفراد وبإتباع نفس الأسلوب المستخدم في المسح القبل وذلك بعد تنفيذ البرنامج وبمقارنة المسحين القبلي والبعدي يمكن تحديد نوع التغيير واتجاهه الذي حدث عند تنفيذ المشروع أو نتيجة له، ويحسن إجراء عدة مسوح دورية أثناء تنفيذ المشروع أو البرنامج لمعرفة مدى تقدم المشروع أو البرنامج وما يحيط بمرحلة التنفيذ من صعوبات حتى يمكن اتباع أصلح الطرق للتنفيذ. كما يجدر الإشارة إلى ضرورة إجراء المسح البعدي عقب الانتهاء من المشروع أو البرنامج مباشرة حتى يمكن تجنب تأثير التغييرات بفعل عامل الزمن بعد مرور فترة من الانتهاء من العمل أو المشروع أو البرنامج أو خوفاً من ضياع السجلات أو تغير الأشخاص الذي تم معهم العمل.



    خطة تقويم العمل:

    تتضمن خطة التقويم المراحل التالية:

    1- تحديد الأهداف أو الأغراض من المشروع أو البرنامج، يجب أن يتوفر في هذه المرحلة وضوح كل هدف وتحديده تحديداً مفصلاً.

    2- ترجمة كل هدف من الأهداف إلى مواقف سلوكية: تتم في هذه المرحلة تخير المواقف التي يمكن قياس مدى التغيير الحادث من تحقيق أهداف الخطة للمشروع أو البرنامج الإرشادي. فعلى سبيل المثال إذا كان من بين أهداف البرنامج هو اكتساب القرويات اتجاهات صحية نحو النظافة فلقياس هذا الهدف أو تقويمه لابد من ترجمة هذا الهدف إلى موقف سلوكي أو إجرائي مثل تكليف المرأة الريفية بإعداد الغذاء ثم ملاحظة سلوكها أثناء هذا الموقف والحكم على مدى ما لدى القروية من اتجاهات في النظافة...وهكذا.

    3- جمع الأدلة والبيانات المتعلقة بسلوك المرأة الريفية: وتتضمن هذه المرحلة جمع البيانات الخاصة بسلوك المرأة وتبويبها وتحليلها وعلى ضوء هذا التحليل يمكن تفسير الأدلة على مدى التغير الحادث في سلوك الفرد.

    4- تعديل البرنامج أو المشروع على ضوء ما أسفرت عنه نتائج التقويم .



    المبادئ الأساسية للعمل الإرشادي في الاقتصاد المنزلي الريفي:

    توجد مبادئ أساسية يجب على مرشدة الاقتصاد المنزلي مراعاتها عند قيامها بالعمل الإرشادي، ومن بين هذه المبادئ تلك التي تختص بإحداث التغيير في العادات المعيشية للناس، وفي طريقة تفكيرهم والأساسيات المرتبطة بالعلاقات الإنسانية التي تحكم طبيعة الحياة التي يعيشونها، والمتعلقة بالمهارات التي يمكن إنمائها واكتسابها عن طريق:

    أولاً: اعرف الناس الذين تقوم بتعليمهم:

    لا تقتصر العملية التربية على التدريس فقط أو تلقين الفرد للمعلومات فحسب بل تمتد أيضاً إلى دراسة الفرد ومعرفة حاجاته ومشكلاته وميوله وقدراته وبنفس الطريقة لا تحتاج المرشدة إلى معرفة المعلومات المتصلة بالاقتصاد المنزلي وإتقانها فقط بقصد توصيلها إلى الناس، بل يجب أن تلم بالمعلومات المتصلة بالناس المراد توعيتهم وتعليمهم، وكذا خلفيتهم الاقتصادية والاجتماعية، ميولهم ، حاجاتهم، مشكلاتهم، إمكانياتهم.

    وعند الشروع في دراسة القرية لابد من معرفة حاجاتهم الكثيرة، بعض هذه الحاجات تكون واضحة ويسهل التعرف عليها، بينما يكون بعض الحاجات خفي أو غير واضح بعض تلك الحاجات غير معروف وبعضها ليس بالإمكان الشعور به.



    ثانياً: تتطلب عملية معرفة الناس وقتاً قد يطول أو يقصر:

    وعلى ضوء هذه الحقيقة يجب أن تتذكر مرشدة الاقتصاد المنزلي أنها غريبة عن الناس الذين تعمل معهم ولأجلهم، وكذلك فإنها غريبة عن المجتمع، ولذا فإن عملية التعرف على الناس وتعريفهم بنفسها لهم قد يحتاج إلى وقت حتى تتم في هذه الفترة الاطمئنان إليها وغرس الثقة بينهما وبين من تعمل.

    وهناك في بعض القرى لا يستريح الناس لوجود غرباء بينهم وخاصة النساء اللائي يجئن إلى العمل ولا يثقون فيهن في بادئ الأمر. ولذلك فإنه يتعين على مرشدة الاقتصاد المنزلي أن تتقدم بإجابات لأسئلة كثيرة من أهل القرية تتعلق بنفسها مثل: من أنت؟ هل أنت متزوجة؟ ماعدد أطفالك؟ ...الخ. كما يجب أن تكون الإجابات بطريقة وأسلوب مهذب نابع عن سعة صدر حتى يرتاح الناس إليها، كما يجب أن تكون المرشدة، حسنة الاستماع إلى الجمهور الذي تعمل معه ولأجله.

    من الضروري أن تكون مرشدة الاقتصاد المنزلي مهيأة وعلى علم تام بحالة الناس : فقرهم، مشكلاتهم الصحية والتغذوية، ومشكلاتهم السكنية إلى غير ذلك من الأمور.

    وفي معرفتها بحالة الناس الاقتصادية والاجتماعية عليها أن تسلك معهم دون ترفع وكبرياء بل تحس معهم بنفس أحاسيسهم في مجاملة واقتناع.

    ومن هنا يجب أن تبدأ مرشدة الاقتصاد المنزلي برنامجها الإرشادي من حيث يعيش الناس ومالديهم من إمكانيات تحت ظروفهم الصعبة التي يعيشونها، وقد يتطلب ذلك من مرشدة الاقتصاد المنزلي أن تقوم بعدة زيارات للوقوف على طريق تفكير الناس وأن تكون صادقة عند قيامها بجمع البيانات وتحليلها لتخرج بتصور لخطة برنامج إرشادي للاقتصاد المنزلي الريفي يقوم أساساً على ميول وحاجات الناس الفعلية ورغباتهم، ومما لاشك فيه فإن صفات الإخلاص والشفقة والتضحية والرغبة الصادقة كلها أمور لازمة للمرشدة كي تتحلى بها وتساعدها على أداء عملها بإتقان وثقة.



    ثالثاً: عند تسجيل الملاحظات:

    تراعي مرشدة الاقتصاد المنزلي ضرورة تجنب عملية التسجيل أمام الناس الذين تشتغل معهم ولأجلهم حتى لا تثير الشك والريبة فيهم, بل يجب أن تعرف وقتها في التحدث مع الناس بأسلوب شيق وتستفسر عن كل مايهمها معرفته دون إثارة وساوس أو مخاوف الناس من هذه الأسئلة ثم في نهاية الزيارة عليها أن تتذكر كل ما صادفها من ملاحظات ومعلومات لتسجيلها بعد انتهاء الزيارة وبعيدة عن الناس.

    يجب تخصيص زيارة أو عدة زيارات لهدف أو غرض واحد، ولتوضيح ذلك نفرض أن المرشدة تريد التعرف على أي المحاصيل الحقلية أو الخضراوات المنزرعة تستخدمها ربة البيت الريفية، فعليها عمل بطاقة بسيطة تسجل فيها ما تحصل على معلومات خاصة بهذا الغرض وحده. ثم تقوم بزيارة الحقل أو الحديقة التي يزرع فيها مثل هذه المحصولات وتحدث ربة البيت عما تأكله وطريقة الطهي وغير ذلك ثم تقوم بتسجيل ماحصلت عليه من معلومات بفردها.



    نموذج مقترح لبطاقة تسجيل عن المساحة المزروعة

    اسم الأسرة: تاريخ الزيارة:

    هل لديهم مساحة تزرع خضراوات : نعم لا

    موقع الأرض : مساحتها تقريباً:

    أي الأسمدة تستخدم: صناعي طبيعي

    هل تستغل الحديقة جيداً: نعم لا

    المحاصيل أو الخضراوات التي تزرع فيها: فول جزر بندورة بامية سبانخ كرنب خس ذرة أشياء أخرى شتاءً صيفاً



    المحاصيل الغذائية التي تزرعها الأسرة في الحقل:

    محاصيل حبوب جذور وسيقان أرز بطاطا قمح ذرة أشياء أخرى



    رابعاً: تحليل سلوك الناس ومعرفة دوافع هذا السلوك:

    ويتطلب ذلك تحليل السلوك واستنباط الدوافع الحقيقية لمحركات هذا السلوك وما هي الثقافة التي من خلالها يفعل الناس هذه الأشياء، ومن الأمور الهامة ملاحظة ومحاولة معرفة لماذا يفعل الناس ما يقومون بفعله قبل اقتراح أي تغييرات مطلوبة. فقد تكون هناك أسباب معقولة خلف تصرف بعض أو كل الناس، أو ربما تكون هناك تقاليد وعقائد وغيبيات وراء رفض الناس للتغيير المطلوب.

    لكل مجتمع ثقافة تضم عناصر عامة مثل التقاليد والعرف والعادات والتقاليد واللغة ، والدين، واللباس...الخ، وتعتبر عموميات الثقافة صعبة التغيير بسبب تمسك الفرد بها وتعميمها في حياته. وترجع أسباب صعوبة التغيير إلى كونها تراثاً منقولاً من الأجيال السابقة إلى الأجيال الحالية. وعلى مرشدة الاقتصاد المنزلي إدراك هذه الحقيقة وخصوصاً وأن طبيعة الحياة في القرية لازالت متخذة طابع الأسر الممتدة أو المركبة التي فيها يكون للآباء والأجداد هيبة خاصة واحتراماً كبيراً لدى الأبناء والأحفاد. ويمتد تأثير كبار السن في العائلة على تربية الأجيال الصغيرة بما تتضمن عملية التربية من انتقال عنصر عموميات الثقافة من القديم إلى الحديث.

    تختلف القيم السائدة في قرية من القرى عن تلك الشائعة في قرية أخرى، بمعنى أن ما يفعله أفراد قرية من القرى أو ما يفكرون فيه يعتبر مقبولاً وهاماً جداً بحيث لايقبل التغيير فيه أو التعديل مالم يكن هذا التغير مقبولاً لدى الجميع. ولذا تتوقع مرشدة الاقتصاد المنزلي أن تصادف واحدة من القرويات تقول لها بخصوص أي موضوع في مجالات الاقتصاد المنزلي، إنني أحب ما تقولينه وموافقة عليه تماماً، ولكن الناس في القرية يقفون ضد هذا التغيير وأنا لاأستطيع أن أقف ضد القرية، وهنا يأتي دور القيادات في القرية لتسهيل عملية التغيير.

    ومن الجانب الآخر يمكن أن يكون التغيير الفردي هاماً ومقبولاً طالما كان طابع الحياة والقيم السائدة في تلك القرية تسمح بالحرية الفردية وتحترمها. وكذلك الحال بخصوص العادات التي يمارسها سكان أي قرية فمن المعروف أن العادات قد تدفقت إلى هذا الجيل عبر أجيال سابقة ومتعاقبة وهذه العادات والقيم هي التي تحكم وتسيطر على سلوك الأفراد بشأن الزواج والولادة والوفاة والمرض والتغذية وغيرها. ولذا فإن دراسة العادات السائدة من الأمور المهمة لمرشدة الاقتصاد المنزلي قبل بدئها في أي برنامج أو مشروع حتى يمكنها معرفة السبل التي لا تضايق الأفراد إذا ما حدث أي تغيير. ويجب إدراك مرشدة الاقتصاد المنزلي أن بعض تلك العادات تلقي أعباء ثقيلة على كاهل الأسرة.

    فمثلاً تستدين بعض الأسر كثيراً من أجل الإنفاق على الزواج، أو لإظهار بعض الكرم أمام لزائرين ...الخ. فإذا تمكنت مرشدة الاقتصاد المنزلي تجاه هذه العادة أو غيرها من العادات الأخرى، من جعل هذا الدين في أضيق الحدود، أو إذا نجحت في زيادة دخل الأسرة عن طريق بعض المشروعات في الصناعات الريفية وادخار العائد منها لمواجهة مثل هذه الظروف والمناسبات، إن حدث هذا التغيير نجاحاً لعملها.

    ويصدق ما سبق قوله في القيم والعادات على العقيدة والمعتقدات المحلية التي يتعصبون لها أو الأساطير التي يتناقلها أفراد المجتمع المحلي على الغيبيات وغيرها. إن هذه الأمور تشكل عموميات الثقافة كما سبق قوله ولها أعظم الأثر فيما يفعله الناس أو فيما يكتسبونه من اتجاهات نمو أي تغيير.

    فمثلاً يكون لدى كثير من الناس معتقدات دينية أو أساطير بشأن التغذية أو الأغذية أو الصحة والمرض وأسبابه وكيفية الشفاء منه وغيرها من تلك المعتقدات الراسخة في صدور الناس والتي تعتبر دستورهم غير المكتوب الذي يحرك سلوكهم. ويجب على مرشدة الاقتصاد المنزلي الإلمام بكل مكونات عموميات الثقافة للمجتمع المحلي وخصوصاً معرفة العادات الدينية قبل شروعها في إدخال عملية التغيير.

    كما يجب دراستها دراسة واعية فاحصة للوقوف على الأسباب التي تختفي وراء هذه الجوانب الحضارية أو الثقافية والغرض منها في حياة الناس. ثم بعد ذلك يمكن إبدال هذه الأسباب أو الأغراض بأخرى سليمة تؤدي نفس الأغراض السابقة بحيث تكون معادلة لها في الفاعلية ولكن بأسلوب وطريقة سليمة.



    خامساً: ضرورة احترام القرويين والقرويات ومعاملتهم الند للند:

    يجب احترام سكان القرية حتى يمكن اكتساب ثقتهم، وعلى مرشدة الاقتصاد المنزلي أن تتذكر دائماً بأن الذكاء الفطري موجود بنسبة كبيرة بين سكان الريف إن لم يعادل نسبة وجوده في أي مجموعة أخرى. إن التعليم أو عدمه لا يعد مقياساً للمقدرة. فإذا ما أتيحت الفرصة بتعليم الفتاة القروية فلا شك أن ذكاءها الفطري سينطلق انطلاقاً كبيراً لتعادل أو تفوق مثيلتها المرأة الحضرية المتعلمة.

    إن سكان القرية لديهم حاسة ممتازة ويحكمون بصدق مثل غيرهم من الناس، كما لديهم مهارات كثيرة وخبرات وقيم خلقية ولذا يجب على مرشدة الاقتصاد المنزلي أن تتعلم منهم بقدر ما تعلمهم فتكون مستمعة إليهم مهتمة بما يعرضونه عليها، وقد يتعرض الفرد أحياناً بأسئلة لا تكون إجابتها حاضرة فإذا صادفت مرشدة الاقتصاد المنزلي مثل هذه المواقف فعليها ألا تعطيهم أي إجابة ولكنها تعدهم بدراسة هذه الحالات لتفيدهم فيها فيما بعد، وفي هذه الحالة يجب الوفاء بكل وعد مقطوع لأن سكان القرية لا يحترمون ولا يثقون بأي شخص يتظاهر بالمعرفة كما لا يحترمون الفرد الذي لا يفي بوعده بهذه الأمور يمكن لمرشدة الاقتصاد المنزلي أن تكسب ثقة أهل القرية وخاصة الريفيات.



    سادساً: خلق الرغبة للتغيير:

    تعتبر عملية التغيير الاجتماعي أو تغير السلوك نحو الاتجاه السليم أحد الأهداف الرئيسية الهامة في عملية الإصلاح الاجتماعي أو تنمية المجتمع، ومن الضروري أن تعمد المرشدة إلى حفز رغبة الناس نحو هذا التغيير المطلوب. إلا أنه يجب أن تأخذ في حسابها عدة اعتبارات ضرورية بالحذر في عدم خلق رغبة ما نحو التغيير يكون من الصعب الوصول إليها أو الوفاء بسبب العادات الشائعة في أسلوب حياتهم أو بسبب عدم المقدرة الاقتصادية أو بسبب إمكانيات أخرى.

    يحدث القلق والضيق أحياناً بسبب عدم القدرة على تحقيق حاجات الفرد أو الوفاء برغباته، وقد يؤدي هذا الشعور إلى عدم الثقة بالمرشدة.

    ومن الجانب الآخر، يعيش الناس في القرية مدة حياتهم دون أن يشعروا بمشكلاتهم لأنهم يعيشون معها ، وقد لا يحاولون تغييرها لأنهم لم يجدوا من يعرض عليهم أسلوباً أفضل، ولذا فإن من أهم مسؤوليات عمل مرشدة الاقتصاد المنزلي مساعدة الناس على التعرف على مشكلاتهم وخلق الرغبة لديهم نحو حلول أفضل.

    غير أن عملية التغيير تمر بمراحل حتى يتم فيها تبني الأفكار الجديدة الداعية إلى إحداث التجديد في التفكير وأسلوب الحياة.



    عملية تبني الأفكار والأساليب التكنولوجية العصرية في الاقتصاد المنزلي الريفي:

    تختلف عملية ذيوع وانتشار الأفكار والأساليب الحديثة في مجالات الاقتصاد المنزلي وبين عملية تبنيها، فلا تتعدى عملية الذيوع والانتشار عن كونها عملية انتقال للفكرة أو الأسلوب الجديد من المصدر أو المصادر الأصلية لها إلى الناس أو الأفراد الذين يستعملونها.

    بينما تعرف عملية التبني بأنها عملية عقلية يمر بها الفرد بمفرده منذ الوقت الذي سمع عنه الفكرة الجديدة أو أدائها لأول مرة حتى يتبناها في سلوكه العادي اليومي، فهي عملية ذهنية تمر بمراحل زمنية مقرونة بأفعال محددة في السلوك، فقد تذاع إشاعة بين الناس دون أن يتبناها الفرد الذي يسمعها. غير أن الفكرة التي تلقى استجابة لدى الفرد ويقتنع أن يتبناها وتصير أسلوباً جديداً في حياته يستبدل بها فكرة أو أسلوباً قديماً ثبت خطاه أو قدمه.

    ولما كانت عملية التبني مهمة لإحداث عملية التغيير صارت دراستها واجبة ومهمة لمرشدة الاقتصاد المنزل الريفي.



    مراحل عملية تبني الأفكار:

    ‌أ- مرحلة الوعي للفكرة والانتباه لها: وتعتبر هذه المرحلة باباً تمر خلاله سلسلة المراحل للفكرة أو الأسلوب الجديد، وتبدأ هذه المرحلة من حيث يدرك أو يقابل الفرد بفكرة جديدة للتغلب على مشكلة من مشكلات الحياة التي يعيش فيها (مثل أداة جديدة للنظافة، طريقة مميزة في الطهي، دواء جديد..الخ) ، في هذه المرحلة ينقص الفرد الكثير من المعلومات عن تلك الفكرة الجديدة وأهميتها وفوائدها وطريقة تطبيقها، ويساعد استخدام وسائل الإعلام الجماهيرية كالراديو والتلفزيون والصحف إلى إثارة الوعي بالفكرة الجديدة.

    ‌ب- مرحلة الاهتمام والرغبة في معرفة التفاصيل عن الفكرة الجديدة: في هذه المرحلة يصبح الفرد راغباً ومهتماً بالفكرة متحمساً للتعرف على مضمونها بفضول بهدف الاستزادة بالمعلومات المتعلقة بالفكرة وكيفية تطبيقها تطبيقاً سليماً للحصول على فوائدها المرجوة . قد يحبذ الفرد الفكرة دون استطاعته الحكم على فوائدها، ولذا فإن وظيفة هذه المرحلة هي الرغبة في الاستزادة بالمعلومات عن الفكرة الجديدة. وتساعد وسائل الإعلام الجماهيرية والندوات والأخصائيين والقادة المحليين في إتمام هذه المرحلة.

    ‌ج- مرحلة التقييم والدراسة والمفاضلة: في هذه المرحلة يقوم الفرد بتقييم الفكرة الجديدة بدراستها ومناقشتها ومقارنتها بالأساليب المتبعة المتداولة في الحياة من قبل الأفراد, ومن خلال هذه الفترة يزن الفرد ما تجمع لديه من معلومات عن الفكرة الجديدة بين مختلف الاحتمالات في الموقف الراهن ليخرج من هذه المرحلة بقرار عن مدى صلاحية ومناسبة الفكرة الجديدة فيقدم على التنفيذ أو يتراجع عنها ويصرف نظره عن استخدامها.

    ومما يغذي مرحلة التقييم للوصول إلى قرار مدى ما يسهم به القادة المحليين والأصدقاء والمعارف والجماعات والأهل والأصدقاء.

    ‌د- مرحلة تجريب فاعلية الفكرة الجديدة: يقوم الفرد بعد مرحلة تقييمه الذهني للفكرة أو للأسلوب الجديد بمحاولة تجريبها بعد حصوله على كافة المعلومات المتعلقة بها، وقد يقوم الفرد بتجريب الفكرة الجديدة على نطاق ضيق في بادئ الأمر حتى يستوثق من صحتها وفائدتها وفعاليتها في تطوير أسلوب الحياة. ويساعد على إتمام هذه المرحلة الأخصائيون والأخصائيات في ميادين المعرفة المختلفة المتعلقة بالفكرة المراد تبنيها، كما يقول الأصدقاء والأهل والجماعات المرجعية والقادة المحليين بدور فعال في هذه المرحلة.

    ‌ه- مرحلة التبني: وتعتبر هذه المرحلة هي المرحلة التطبيقية والأخيرة في عملية التبني حيث يكون فيها الفرد مقتنعاً بأهمية وفائدة الفكرة الجديدة، وبذلك تصير هذه الفكرة الجديدة بعد عملية الاقتناع بها مستقرة ومستمرة في سلوك الفرد نحو هذا العمل وتعد هذه المرحلة خلاصة نتائجه وخبرته المباشرة ومحصلة تفاعله مع الموقف وتأثره به. ومما يساعد هذه المرحلة الخبرة الشخصية ومرور الفرد بخبرة مباشرة حيث يتفاعل مع الموقف بتجريبه للفكرة الجديدة.



    العوامل التي تساعد على تبني الأفكار والخبرات الجديدة:

    1- التأكد من أن هذه الأفكار أو الخبرات الجديدة هي خلاصة ما أسفرت عنه الدراسات والأبحاث العلمية.

    2- يمكن تطبيق هذه الأفكار الجديدة من خلال الإمكانيات المتاحة في المجتمع المحلي بكل ظروفه.

    3- سهولة تعلم هذه الخبرات أو الأفكار الجديدة وبدون تعقيد.

    4- أن تكون الخبرة أو الفكرة الجديدة رخيصة التكاليف عند تنفيذها.

    5- أن تكون نتائجها ملموسة وواقعية ومضمونة وفعالة.

    6- أن تكون هذه الفكرة أو الخبرة وليدة حاجة ملحة من قبل المرأة الريفية (أو الفرد).

    7- أن لا تتعارض هذه الفكرة الجديدة مع المعتقدات أو العادات السائدة أو لا تمس عقيدة أو حساسية فريق من الناس.

    8- أن تصاحب الفكرة الجديدة متابعة مرشدة الاقتصاد المنزلي ورعايتها طوال فترة التجريب والتنفيذ.



    دور القيادة في تطوير المجتمع وحل مشكلاته:

    مقدمة:

    يعتبر العمل الذي تقوم به المرشدة الاقتصادية الريفية من أعمال القيادة. فالإرشاد يحتاج إلى نوع من القيادة، ولذا فعلى المرشدة أن تعرف معنى القيادة وتطور مفهومها، والشروط الواجب توفرها في القائد الناجح، ثم الأسلوب الذي تتبعه المرشدة في اختيار من ستستعين بهن من نساء القرية ليقمن بدور القائدات المحليات اللاتي يساعدنها في عملها حيث لا يتسع لها الوقت في القيام بكل ما تريد القيام به، كما إنهن يعتبرن من أهل القرية فيمكن أن تثق بهن نساء القرية مما يساعد على نجاح مهمة المرشد.



    ونبدأ بالحديث عن القائد:

    يلعب القائد دوراً هاماً في مجتمع يعيش فيه حيث يعتبر العقل المفكر الذي يقود العمل الناجح لتحقيق أهداف ومصالح الجماعة التي يعمل لأجلها.

    ونظراً لأهمية دور القائد ، يجب أن تكون عملية اختيار القادة والتابعين عملية ديناميكية مبنية على منهج محكم يهدف إلى إيجاد قيادة خلاقة تمارس عملها بكل دقة وحيوية. وتعتبر عملية القيادة عملية متكاملة لكافة السلوك بين أفراد الجماعة. ويمكن ملاحظة تأثير أفراد الجماعة بعضهم على البعض الآخر إذا ماتوفرت لهم سبل الحرية والطلاقة في الموقف الذي يمارسون فيها نشاطهم. ومن البديهي أن تنعدم صفة ومفهوم القيادة عند مجموعة من الناس تحكمها الكثير من القوانين المقيدة لحريتهم وتجعلهم مسيرين لا مخيرين لسلوكهم الذي رسمه لهم الحاكم. وفي تلك الظروف الصارمة يصعب على القائد أو الرئيس أن يعرف متى أو كيف يقرر أو يتصرف وهو مقيد بقانون أو مجموعة من القوانين، ولذا تشير معظم الدراسات على أنه حيثما لا توجد حرية اختيار فإنه يوجد استعمار ذلك المفهوم الذي تنعدم فيه صفة القيادة ذاتها.



    تعريف مفهوم القيادة:

    اختلف تعريف مفهوم القيادة باختلاف الطرق المتبعة في الدراسة وباختلاف الأزمنة التي عملت فيها تلك الدراسة.

    أولاً: نظرية السمات في القيادة:

    ففي أوائل القرن الحال كانت الدراسات الخاصة بالقيادة متجهة نحو مفهوم السمات المرتبطة بالشخصية لكل من القائد والمتبوعين وقد أسفرت هذه الدراسات عن وجود عدة قوائم طويلة تعدد خصائص القيادة الناجحة لم يتضح منها إلا 5 % فقط تشتمل على صفة العمومية (الخصائص أو السمات مثل : السيطرة، ضبط النفس، المكانة الاقتصادية الاجتماعية، عراقة النسب والحسب، التكوين الجسمي ، الذكاء ، الطلاقة طول القامة، واتجه علماء النفس إلى تحليل صفات الشخصية لاستخلاص الصفات المرتبطة بالقيادة وعلقوا على ذلك بأن صفات القيادة جزء من صفات تحليل الشخصية ذاتها.

    غير أن هذا المنهج في الدراسة يشوبه عدة مآخذ منها:

    1- لم تكشف تلك النظرية والدراسات التابعة لها عن الصفات الهامة السابق ذكرها والأخرى التي تليها في الأهمية. كما لم تسفر عن ثبوت تلك الصفات.

    2- إن تحليل شخصية الفرد إلى عدد من السمات أو الصفات يجهل قدرتها على إحداث التكامل والتفاعل بين تلك الصفات. فمثلاً قد تتوفر لدى مجموعة من الأشخاص عدداً من السمات أو الصفات المميزة للشخصية. إلا أن وجود هذه الصفات المشتركة لايعني بالضرورة وحدة سلوك هذه الشخصيات، وإنما توجد هناك قدرة الفرد على تحقيق التكامل والتنظيم بين مختلف جوانب الشخصية مما يترتب عليه اختلاف السلوك من فرد إلى آخر.

    3- يختلف سلوك الفرد الواحد باختلاف الموقف نفسه، ويعتمد نجاح القائد على ما تتميز به صفاته التي تظهر في الموقف.

    ثانياً: نظرية المجال:

    كان هدف الدراسات العديدة في تحليل المجال هو السعي لاكتشاف المهام المطلوبة من أفراد الجماعة وكذا اكتشاف العوامل المحيطة والموجودة في المجال وتناولت بعض هذه الدراسات بالعوامل المختلفة التي تؤثر في الموقف أو المجال وكذلك تضافر جهود وأدوار أفراد الجماعة كطرفين مسؤولين عن نجاح عملية القيادة فتفاعل أفراد الجماعة مع قائدهم وعلاقتهم الوظيفية مع بعضهم البعض في موقف معين يتوقف عليها نجاح القيادة أوفشلها.

    ولذا قد تعرف عملية القيادة بأنها محصلة كل من خصائص القائد وعلاقته الوظيفية مع أفراد جماعته في موقف معين.

    ومما لاشك فيه، أن عملية مشاركة الفرد في نشاط معين مع أفراد جماعته وتحميله مسؤولية العمل في موقف معين لأجل تحقيق أهداف الجماعة إنما هو الواقع نوع من التربية وإعداد له لأخذ دور القيادة وتتطلب هذه العملية إيجاد علاقات بين أفراد الجماعة في العمل أو أثناءه، كما يكتسب فيها القائد مركزاً من خلال اشتراكه الفعلي وفي تعاون كامل مع جماعته للقيام بالعمل على الوجه الأكمل.

    ولكي يمكن تحقيق قيادة ناجحة لابد من مراعاة التالي:

    1- يتفاعل الفرد مع الموقف تفاعلاً ينتج عنه أنماطاً من السلوك تختلف عن تلك الناتجة من التفاعل في موقف آخر.

    2- لابد من إدراك العوامل ومختلف الظروف المحيطة بالموقف والمؤثرة فيه.

    3- لابد من توافق جهود القائد وتحقيق أهداف المجتمع والجماعة التي تعيش فيه.

    4- من الضروري للقائد تخير الزمن المناسب والمكان المناسب والحاجة إليه ليقوم بدوره في تحقيق أهداف الجماعة.

    تعتبر عملية القيادة إحدى أهداف الإصلاح الاجتماعي، وهي تتكون من عادات معينة ومهارات مكتسبة المران وليست وراثية كما يظن في الماضي. كما أنها تعتبر عملية تفاعل اجتماعي تتوقف على شخصية القائد والموقف الاجتماعي وعلى التفاعل بينهما.



    جوانب القيادة الناجحة:

    1- التأثير في الجماعة ودفع نشاطها لتحقيق أهدافها.

    2- التعاون الكامل كسبيل لتحقيق الأهداف المنشودة للجماعة.

    3- الديمقراطية كأسلوب في التعامل مع الآخرين وعند إنجاز الأعمال.



    الفرق بين القيادة والرئاسة:

    1- تقوم الرئاسة على وجود تباعد اجتماعي كبير يفصل بين الرئيس والمرؤوسين ويحاول الرئيس الاحتفاظ بهذه الهوة كوسيلة لإرغام الجماعة على تحقيق مصالحه هو، أما في القيادة فتنعدم شقة المسافة بين أفراد الجماعة بعضهم البعض وبينهم وبين القائد ويصير العمل من الجماعة إلى الجماعة ولأجل الجماعة.

    2- يستمد الرئيس المعين سلطته من وظيفته وليس عن طريق رضا أفراد الجماعة كما هو الحال في القائد المنتخب.

    3- يختار الرئيس أهداف العمل طبقاً لمصالحه هو ووفقاً لما يراه هو، بينما يكون الهدف في حالة القيادة الناجحة هو تحقيق أهداف الجماعة.

    4- قد يسوق الرئيس مرؤوسيه ويأمرهم لعمل ما، أما القائد فإنه يقودهم عن طيب خاطر وبديمقراطية.

    5- قيد يشيع الرئيس الخوف بين مرؤوسيه، بينما يعمل القائد ويشيع الرغبة في العمل من تابعيه.

    6- يستعمل الرئيس القوانين والعقوبات لتسيير أعماله بينما يستخدم القائد فن التعامل وديناميكية الجماعة مع أفراد جماعته.



    عناصر القيادة الناجحة:

    1- مجموعة من الناس.

    2- قائد أو قادة عن طريق الانتخاب ورضا الجماعة.

    3- مشكلة من المشكلات تواجه الجماعة وتكون مشتركة بينهم.

    4- وجود حل أو حلول ممكنة يراد التوصل إليها.



    ويجدر الإشارة إلى أنه كلما كانت المشكلة هامة جداً، وماسة لحاجات الأفراد الشخصية، ومعقدة الحل، كلما كان أفراد الجماعة أسهل قياداً وأكثر حاجة إلى وجود قيادة تنظم جهودهم التوصل إلى الحل المنشود. ومن هنا كانت أهم وظائف القيادة الناجحة هي معونة ومساعدة الجماعة للتعرف على المشكلة الحقيقية للإحساس والشعور بها.

    كما يجب على القائد الناجح أن يقوم بتحليل الموقف لتخير أنجح الوسائل للوصول إلى الحل، فمثلاً يسود الرجل المجتمع في جوانب معينة (خصوصاً المجتمع المحلي) ولذا يجب البدء بتغيير اتجاهات الرجل نحو مشكلة من المشكلات قبل الوقت الذي نحاول فيه تغيير اتجاهات المرأة نحو هذه المشكلة، أو على الأقل في نفس الوقت الذي يقوم فيه بمحاولات مع الرجل.

    وعند العمل في المجتمع الريفي، يجب على مرشدة الاقتصاد المنزلي تنمية قيادات عاملة من فتيات القرية وسيداتها بدراسة العوامل التي ترتبط بإدراك الأفراد للحاجات المشتركة للجماعة. وقد يمثل هذا الإدراك أول خطوة في تعاون أفراد المجتمع المحلي وجماعاته، كما يرتبط أيضاً بالمستوى التعليمي والسن وتوافر وسائل الاتصال الجمعي بين الناس، فمثلاً قد يرجع خوف الآباء من اشتراك بناتهم أو زوجاتهم إلى ظنهم بأن غيرهم من الآباء وأفراد المجتمع يمانعون ذلك.

    ولهذا يجب على مرشدة الاقتصاد المنزلي أن تقوم باستخدام مختلف الطرق لتقوية روح الجماعة بتعريف مشاعرهم المشتركة عن طريق الزيارات المنزلية، ثم الاجتماعات العامة لتصبح هذه الحاجات المشتركة حقيقة واقعة ملموسة.



    أنواع القادة في المجتمع:

    أ‌- قادة مهنيون متخصصون فنيون ويقومون بخدماتهم نظير أجر مادي مثل المرشدين الزراعيين ومرشدات الاقتصاد المنزلي...الخ.

    ب‌-قادة محليون وهم الذين
    avatar
    هناءاحمدحسن


    المساهمات : 19
    تاريخ التسجيل : 04/04/2011

    دليل الاقتصاد المنزلي الريفي Empty تابع

    مُساهمة  هناءاحمدحسن الثلاثاء أبريل 05, 2011 8:20 pm

    أنواع القادة في المجتمع:

    أ‌- قادة مهنيون متخصصون فنيون ويقومون بخدماتهم نظير أجر مادي مثل المرشدين الزراعيين ومرشدات الاقتصاد المنزلي...الخ.

    ب‌-قادة محليون وهم الذين تم اختيارهم بسبب من الأسباب أو لباقتهم وحازوا على قبول أفراد المجتمع، وهؤلاء القادة المحليون يقومون بخدماتهم متطوعين دون مقابل مادي.

    ولسهولة الدراسة يمكن تقسيم القادة المحليون إلى:

    1- قادة التنفيذ وهم الذين يمكن تدريبهم على القيام بتنفيذ وظائف وأنشطة معينة تتعلق بمراحل التخطيط والتنفيذ والتقييم لبرامج الإرشاد في مجالات الاقتصاد المنزلي الريفي. يصنف قادة التنفيذ إلى عدة فئات منهم:

    · قادة تنظيميين يمكن تدريبهم على تنفيذ الأعمال الإدارية والتنظيمية.

    · قادة متخصصون في مجالات معينة كالزراعة أو الاقتصاد المنزلي ويمكن الاستعانة بهم في إرشاد الآخرين كما في حالة ربات البيوت اللائي يجدن فن التفصيل والخياطة أو الطهي..الخ فيمكن عن طريقهن تعليم الأخريات.

    · قادة نشاط ويقومون بتنظيم مجالات النشاط، كما في حالة الحاجة إلى عقد اجتماعات أو رحلات أو معارض..الخ.

    · قادة يشتركون في تخطيط البرامج الإرشادية في مجالات الاقتصاد المنزلي.

    2- قادة الرأي وهو الذين يحتلون مركزاً ونفوذاً بالمجتمع المحلي والذين يكون لهم التأثير الكبير في الآخرين، مثل أصحاب المراكز الكبيرة : المختار، زوجة وابنة المختار، إمام المسجد ، شيخ البلد وزوجته وبناته، الخ... أو أصحاب السمعة العائلية لمكانتهم الاجتماعية ومستوى تعليمهم واتصالاتهم...الخ.

    يجب على مرشدة الاقتصاد المنزلي الريفي اكتشاف قادة الرأي الذين لهم التأثير السحري في تحريك وتغيير سلوك أفراد المجتمع بما يتمتعون به من مكانة ونفوذ في نفوس الناس، وبعد اكتشاف هذا النوع من القادة على مرشدة الاقتصاد المنزلي الريفي إشراكها (إشراكهن) والانتفاع بهم (بهن) في العمل الذي تقوم به لخدمة مجالات الاقتصاد المنزلي الريفي وتحقيق أهدافه. ومن الجانب الآخر يجب عليها تدريب وإعداد هذه القيادات.



    أولاً: خطوات التعرف على القادة:

    عند عملية التعرف واكتشاف القيادات في الاقتصاد المنزلي الريفي يجب على مرشدة الاقتصاد المنزلي مراعاة اعتبارين هامين: الاعتبار الأول يدور حول تحديد المعارف والمهارات اللازمة لأداء هذا العمل. ومن الجانب الآخر يجب على مرشدة الاقتصاد المنزلي إدراك الحقيقة التي تشير على أن القيادة تظهر نتيجة الحاجة، وأنه من الممكن خلق الفرص لنمو القيادات الريفية وتدريب القائمين بها تدريباً يناسب المهام المتوقع منهم أن يقوموا بها.

    ولذا يمكن حصر الخطوات التي يمكن التعرف واكتشاف القيادات في المجتمع الريفي في النقاط التالية:

    1- تحديد المشكلة أو العمل المطلوب إنجازه.

    2- تحديد أنواع المهارات والصفات التي يحتاجها هذا العمل أو المشكلة.

    3- البحث عن الأشخاص الذين تتوفر لديهم هذه الصفات والمهارات.

    4- التعرف على الأفراد الذين يميلون إلى تأييد الفرد القائد.

    5- نوع التدريب الذي يحتاجه الفرد القائد حتى يمكن أداء دوره بنجاح وهذا بالتالي يؤدي إلى ضرورة دراسة الفرد القائد لمعرفة ميوله واتجاهاته وجوانب شخصيته.

    6- وسائل إقناع أفراد الجماعة بالعمل الرشيد لإنجاح مهمة القائد وكذلك لإقناع القائد بدوره وطريقة أدائه الأداء السليم.



    الطرق المستخدمة في اختيار القادة:

    توجد عدة طرق يمكن لمرشدة الاقتصاد المنزلي من استخدامها لاكتشاف واختيار القادة أو القائدات المحليين ومن أهم تلك الطرق مايلي:

    1- المقابلة والمناقشة الفردية أو الجماعية، وعن طريق المناقشة يمكن التعرف على الشخص ومعرفة قدراته ومعارفه واتجاهاته وميوله المميزة.

    2- تقسيم المجموعة إلى مجموعات صغيرة وملاحظة الدور أو الأدوار التي يقوم بها كل فرد من أفراد الجماعة الصغيرة. وبهذه الطريقة يمكن لمرشدة الاقتصاد المنزلي من اكتشاف الأفراد الذين تقع عليهم مسؤولية اتخاذ القرارات والتأثير على الغير ومن المهم أن ينحصر دور مرشدة الاقتصاد المنزلي في عملية المراقبة عن بعد دون تدخل.

    3- الطريقة الاستكشافية عن طريق ملاحظة أفراد الجماعة أثناء العمل لمعرفة المهارات والقدرات والصفات المميزة لكل فرد.

    4- تطبيق بعض الأدوات مثل الاستبيان السوسيومتري (العلاقات الانفعالية).من المعروف أن العلاقات في القرية تقوم على نمط من العلاقات الانفعالية مثل (من هم الذين تحبهم في القرية) وتشير بعض الدراسات إلى أن هذا النوع من الأسئلة هو من الشبه سوسيومتري أن لا يطلب فيه من الشخص اختيار أشخاص يشاركهم نوعاً معيناً من النشاط في موقف من المواقف. ولكن يطلب من الشخص التعبير عن اتجاهه انفعالياً نحو الأشخاص الآخرين في المجتمع المحلي بالقرية.

    والعلاقات الانفعالية أساس في قيام الجماعات الريفية وتماسكها نظراً لأن هذه المجتمعات الريفية تكون فيها العلاقات من النوع (علاقات وجهاً لوجه) ولذا وجب على مرشدة الاقتصاد المنزلي أن تتعرف على خصائص هذا البناء محاولة اكتشاف مختلف العوامل التي تؤثر فيه أو ترتبط به.

    وتوجد بعض الأسئلة السيومترية التي يتم فيها مشاركة الشخص معهم لنوع النشاط في نفس الموقف ولمعرفة وتحديد العوامل التي تؤثر في جانب هام من جوانب النشاطات في القرية مثل: السؤال هل تحبين تعلم الخياطة مع من (مثلاً) ولماذا؟ أو من هي أكثر واحدة محبوبة من أغلبية السيدات هنا في هذه البلد، ثم تحدد للإجابة عدة خانات لأفراد تذكرها المبعوثة مع ذكر السبب وما هي مهاراتها وخصائصها..الخ.

    ويمكن من الاختبارات السوسيومترية محاولة التساؤل عن تأثير المكانة التي يحتلها الشخص في البناء السوسيومتري (العلاقات الانفعالية) على المكانات التي يحتلها في الأنواع الأخرى من البناء كبناء الاتصال، المستوى الاقتصادي، عضوية الجماعات، وغيرها بمعنى هل يزيد تأثير الشخص في نقل الفكرة لغيره من الناس أم في استجابتهم لدعوته وفي طلبهم لرأيه في مختلف المواقف. أو هل يزيد هذا التأثير بازدياد حب الناس له إدراكه على أنه موضع حب غالبية أهل القرية. ومثل هذه الأسئلة تساعد في العمل مع الجماعات وتحديد أنسب الطرق لنقل الفكرة للتأثير في الناس.

    وعند تحليل أنسب الاختبارات يمكن رسم العلاقات السوسيومترية (سوسيوغرام) لتوضيح من هم القادة الذي يقعون في الأطراف (أي غير القادة).

    فمثلاً إذا طلب من عدد من أفراد جماعة تحديد فرد بينهم يولونه حباً واحتراماً وتقديراً فعند رسم السوسيوغرام كما هو بالرسم كان الفرد الرابع هو أكثر الأفراد الستة التي تشكل الجماعة والذي حاز بحبهم وتقديرهم. كما في شكل (1).

    5- طريقة الانتخاب لمساعدة الجماعة على انتخاب من تراها مناسبة للقيام بالعمل المطلوب ويجب على مرشدة الاقتصاد المنزلي من توضيح نوع المهام والمسؤوليات المطلوب من أفراد الجماعة القيام بها وبذلك تتمكن الجماعة من انتخاب قادتها المحليين على أساس سليم وفي حرية وديمقراطية متاحة.



    ثانياً: مواصفات القائدة الناجحة في مجالات الاقتصاد المنزلي الريفي:

    يجب على القائدة المنتخبة الناجحة أن تتوافر بعض الشروط التالية فيها:

    1- أن تكون مؤمنة برسالة الاقتصاد المنزلي الريفي وأهميتها في تطوير الريف.

    2- أن تكون على استعداد تام للخدمة العامة متطوعة بدافع شخصي وعن رضا تام.

    3- أن تكون مؤمنة بالتغيير وتبني الأفكار والطرق والأساليب الجديدة التي تساعد على تطوير الحياة الريفية للريفيات.

    4- أن تكون واعية بخصائص المجتمع الريفي ومشكلاته، ومشكلات المرأة الريفية ومن الجانب الآخر متحمسة لتحمل المسؤوليات التي بها يمكن حل تلك المشكلات.



    5- أن تكون من الشخصيات المحبوبة والتي يكن لها أفراد القرية كل تقدير فهذا يساعدها على التأثير على أفراد المجتمع بما تتصف به سمعة طيبة وذكاء وحسن التصرف. كما يجب احترام الجميع وكذلك راغبة في مناقشة مشكلات الأفراد والجماعة.

    6- أن يكون لديها خبرات ومهارات خاصة في مجالات الاقتصاد المنزلي الريفي.

    7- أن تكون لديها رغبة في الاستماع والتعليم، وكذلك على استعداد للعمل.



    ثالثاً: إعداد وتدريب القيادات المحلية لمجالات الاقتصاد المنزلي الريفي:

    من الحقائق الهامة عن القيادة أن عملية القيادة عملية مكتسبة بمعنى أنه يمكن لأي فرد في القرية أن يتبوأ مركز القيادة طالما يستطيع أن يؤثر بأفكاره وأعماله على الآخرين وطالما كان يستطيع أن يسعى لحل مشكلات أفراد الجماعة التي يعيش معها.

    غير أن عملية إعداد القادة إعداداً يقوم على أسس علمية متنورة يتطلب إكسابهم وتزويدهم بالمعلومات عن مجالات الاقتصاد المنزلي (فمثلاً في الأطعمة تعطى لهم عرض طريقة صناعية الأطعمة والطهي، أو صناعات ريفية..الخ).

    كما يحتاج تدريبات على القيادة (للرجال أو النساء) أو إعطائهم طرق التدريس حتى يمكنهم عرض المعلومات بأسلوب شيق وكيفية استخدام العروض العملية، والمعينات السمعية والبصرية ، وأساليب قيادة المناقشات ، والزيارات المنزلية الهادفة، وطريقة إعداد الاجتماعات والندوات، وكذلك سيكولوجية الجماعات.

    وعن طريق التدريب السليم يمكن بجانب إكساب القادة معلومات صحيحة يمكن تزويدهم وإكسابهم بالاتجاهات العلمية السليمة في الصحة والتغذية وتربية الأولاد وغيرها في مجالات الاقتصاد المنزلي وما يخص الأسرة الريفية. كذلك يمكن عن طريق التدريب السليم في إعداد القادة إكسابهم المهارات الفكرية والعملية التي تعينهم على إحداث تغيرات مرغوبة بدل الأساليب والأدوات القديمة، وعند إعداد برامج التدريب يجب مراعاة أمرين:

    1- تختلف برامج التدريب تبعاً لطبيعة ونوع الوظيفة المتوقع أن تسند إلى هؤلاء القادة.

    2- مراعاة حاجات الجماعة وظروفها.



    رابعاً: الأسس الواجب مراعاتها عند وضع برامج إعداد القيادات النسائية الريفية:

    1- التعرف على المفاهيم الأساسية للسلوك الإنساني والعلاقات الإنسانية بطريقة وأسلوب سهل بسيط, ويتطلب هذا التعرف على تعداد وخصائص المجتمع الريفي المحلي وثقافة الناس فيه وتقاليدهم وعاداتهم ومعتقداتهم وغيرها.. وقد سبق الإشارة إلى هذه المرحلة فيما سبق.

    2- طرق وأساليب تحديد وتحليل المشكلات ودراستها.

    3- تزويد وإكساب القيادات بالمهارات الأساسية اللازمة في العمل التعاوني وتبادل الأفكار والحقائق ، والقدرة على إدراك أهداف الجماعة، وديناميكيات الجماعة وطرق احترام وتفهم الآخرين.

    4- اكتساب المهارات الأساسية الفنية الضرورية للقيام بالعمل مثل: تشخيص المشكلات والمواقف المختلفة ، طريقة حل المشكلات ، الأسلوب العلمي وخطواته، تخطيط الطرق التعليمية المختلفة المناسبة، كيفية عقد الاجتماعات وكيفية إدارة المناقشات والندوات وطرق تعليم الكبار.

    5- معرفة المبادئ الأساسية لسيكولوجية تعليم الكبار.



    خامساً: طرق التدريب على القيادة:

    تنقسم الطرق إلى:

    ‌أ- الطرق غير الرسمية: وفيها يلجأ الفرد في تنمية المهارات المستخدمة في القيادة وتنقسم إلى :

    1- الملاحظة: ( وسبق الإشارة إليها) بملاحظة الآخرين أثناء قيامهم بأداء مهامهم القيادية.

    2- القراءة : دراسة المطبوعات المتعلقة بالقيادة وأساليبها.

    3- التحدث مع الآخرين.

    ‌ب-الطرق الرسمية:

    1- المحاضرة: ومن مزاياها إعطاء معلومات كثيرة في فترة محدودة عن القيادة وأساليبها.. الخ على أنه يجب تدعيم المحاضرة بمعينات أخرى وطرق تعليمية أخرى.

    2- الندوات والنقاش: وفيها تقسم الجماعة إلى جماعات صغيرة تتكون من 3-4 أشخاص يقومون بمناقشة جوانب مشكلة من المشكلات أمام الجمهور.

    3- اجتماعات مداولة: وتقوم تحت إشراف أخصائي في التدريب لتدريب مجموعة من القادة لمناقشة وتحليل مشكلة من المشكلات.

    4- الرحلات الميدانية: لزيارة بعض المواقع ليتعرفوا عليها ويشاهدون فيها الطرق المختلفة الموجودة هناك بقصد زيارة معارفهم وجيرانهم.

    5- التدريب والتمرين : على أداء بعض المهام بغرض الإلمام بالأنشطة القيادية التي يقوم بها بعض الأفراد وكيفية تناولهم المشكلات.

    6- التدريب الجماعي: وفيها يقوم مجموعة كبيرة من القادة المحليين بعقد اجتماع تدريبي معين لتبادل الخبرات ووجهات النظر بينهم وبين بعض.

    7- التمثيل أو أداء الدور: فيقوم بعض الأفراد بتمثيل مواقف الحياة وإعطاء بعضهم الأدوار المختلفة ليقوموا بأدائها.



    سادساً: المجالات التي يمكن أن تسهم فيها القيادات النسائية الريفية للنهوض بالمجتمع المحلي:

    نعرض فيما يلي بعض المجالات التي يمكن للقيادات النسائية أن تسهم بنشاط فيها ويمكن لمرشدة الاقتصاد المنزلي أن تتخير المناسب منها للهيئة لتعمل مع القيادات فيها للنهوض بالمستوى الاقتصادي والاجتماعي والصحي والثقافي ..الخ للأسر في البيئة أو المجتمع المحلي.

    أ- المجالات الثقافية:

    · تجنب التقاليد والعادات الضارة (والوصفات البلدية في العلاج، ما يتبعه في الأفراح والمآتم، التشاؤم من بعض الأشياء والأيام والأوقات).

    · محو الأمية القرائية والفكرية والتغذوية إلخ بين سيدات القرية وفتياتها.

    · نشر الوعي الثقافي حول بعض المسائل والمشكلات الاجتماعية والصحية والتوعية عن طريق المحاضرات، والندوات، والعروض السينمائية..الخ.

    · تعريف الريفيات بالمؤسسات القائمة في البيئة وكيفية الإفادة من خدماتها.

    ب- المجالات الصحية:

    · نظافة المساكن وترتيبها ونظافة القرية.

    · أسس تربية الأطفال والعناية بصحتهم وتغذيتهم، والعناية بالحوامل.

    · التدريب على أعمال الإسعاف.

    · المشاركة في مكافحة الأوبئة والحشرات الضارة.

    · طرق التخلص من الفضلات ونشر المراحيض الصحية.

    · نشر العادات الصحية والتوجيه إلى طرق العلاج الصحيح.

    · استعمال المياه الصالحة للشرب والطريقة الصحية لتنقية المياه.

    · إزالة أكوام الزبالة.

    · عمل دعاية صحية مع عرض نماذج للأمراض وكيفية انتقال العدوى بها وطرق الوقاية منها والعلاج.

    · مقاومة الحفاء.

    ج- المجالات الاجتماعية:

    · تدريب السيدات على بعض الحرف المختلفة التي تمكنهم من استغلالها في أوقات فراغهن مع إيجاد أسواق لتصريف المنتجات.

    · إنشاء دور لرعاية الطفولة.

    · تبصير الزوجات بالعلاقات الزوجية السليمة.

    · معالجة أسباب الطلاق وتعدد الزوجات.

    · تنظيم الأسرة.

    ه- المجالات القومية:

    · نشر الوعي القومي وتبصير السيدات بالأهداف القومية والأحداث الجارية .

    · الاحتفال بالمناسبات القومية المختلفة.

    · تدريب الريفيات على القيادة وممارسة حقها الانتخابي ..الخ.

    و- المجالات الاقتصادية:

    · تدريب الأمهات والفتيات على أعمال الخياطة والتطريز.

    · تشجيع الصناعات المنزلية لزيادة دخل الأسرة بطرق عملية سليمة.

    · تنفيذ مشروعات اقتصادية عن طريق التعاون بين السيدات.

    · تشجيع الاهتمام بالصناعات الزراعية كتربية دودة القز ومنتجات الألبان وحفظ الفاكهة.

    · تشجيع العناية بتحسين وتربية السلالات الحديثة من المواشي والدواجن، والإفادة من خدمات مراكز الإرشاد الزراعي بالبيئة.

    · تصنيع الخامات المحلية مثل الليف، السماد والنسيج.

    · كيفية تربية الدواجن وتسمين المواشي وزيادة الثروة الحيوانية عامة.

    · كيفية تخزين الحبوب والقش.



    عملية الاتصال:

    طرقها ووسائلها:

    تعرف عملية الاتصال بأنها تلك العملية التي من خلالها يمكن لشخصين أو أكثر من تبادل الأفكار والحقائق والانطباعات والمشاعر لتحقيق فهم مشترك نحو موضوع معين تضمنها الرسالة.

    وتقوم عملية الاتصال بمهمة نقل وتحويل المعلومات إلى فرد أو مجموعة أفراد، كما تقوم أيضاً باستقبال انطباعاتهم نحو مضمون الرسالة.

    ونظراً لأهمية عملية الاتصال، فإنها تعتبر جوهر عملية الإرشاد المنزلي الريفي إذ لا تقف مرشدة الاقتصاد المنزلي الريفي عند مرحلة نقل المعلومات فحسب، بل تشتمل أيضاً وضع مضمون الموضوع أو الرسالة المراد توصيلها لجمهور ربات البيوت الريفيات ( أو غيرهن) في صورة تسمح باستقبالها منهن وتفسيرها بالمعنى المطلوب والمقصود.

    إن عملية الإرشاد لاتعدو أن تكون عملية تعليمية، فلابد من تهيئة الظروف المناسبة والحافزة لكي تحقق تلك العملية أهدافها المخططة من قبل، وتتطلب العملية الإرشادية أو التعليمية وجود محتوى معرفي يراد توصيله إلى جمهور المتعلمين، ومن الجانب الآخر تتطلب تلك العملية إيجاد طرق متبعة وخاصة عن طريقها يمكن توصيل ماتحتويه ذلك المحتوى أو المضمون المعرفي من حقائق ومعارف إلى الأشخاص أنفسهم.

    تتطلب العملية الإرشادية معرفة خصائص جمهور المسترشدين الاجتماعية والاقتصادية وخاصة مشكلاتهم وحاجاتهم ورغباتهم وميولهم، بجانب الإلمام بخصائص البيئة التي يعيش فيها هؤلاء الناس.

    ولما كان ميدان عمل مرشدة الاقتصاد المنزلي الريفي هو القرية، لذا فإن عملها ينحصر مع الريفيات، وطبيعي أن سكان الريف عموماً يتعلمون عن طريق المشاهدة والممارسة العملية المباشرة وعن طريق حاسة السمع. ولذا وجب على مرشدة الاقتصاد المنزلي من إعداد برنامجها الإرشادي وبلورة الأفكار والمعارف المراد توصيلها إلى الريفيات، بجانب حث الرغبة بين الريفيات نحو المطلوب تعليمه. ثم عليها (مرشدة الاقتصاد المنزلي الريفي) أن تتيح فرصاً للقرويات للممارسة الفعلية والتدريب العملي بهدف الاقتناع واكتساب المهارات وتحقيق الإشباع النفسي لذلك العمل المرغوب.



    عناصر الاتصال:

    توجد خمسة عناصر لعملية الاتصال وهي:

    1- عامل الاتصال

    2- الرسالة الإرشادية

    3- قنوات الاتصال

    4- معالجة أو معاملة الرسالة

    5- جمهور المسترشدين

    1- عامل الاتصال: ويقصد بعامل الاتصال مرشدة الاقتصاد المنزلي الريفي التي تقوم بمهمة تخطيط وإعداد وتفسير البرنامج الإرشادي أو الرسالة الإرشادية. ومما لاشك فيه أن نجاح البرنامج الإرشادي وتحقيق أهدافه متوقف أولاً وأخيراً على مدى كفاءة المرشدة في أداء دورها لتنفيذ محتويات الرسالة أو البرنامج مع أهداف مرغوبة.

    وأولى هذه الواجبات المطلوبة في مرشدة الاقتصاد المنزلي الريفي أن تكون ملمة بمفهوم ومضمون الرسالة من معلومات وحقائق يراد توصيلها إلى القرويات. وكذلك يجب أن تنال احترام وثقة أهل القرية بالتزامها واحترامها للتقاليد والعادات التي ترسم أسلوب الحياة في القرية بجانب احترامها لمن تعمل معهن ولأجلهن.

    وعلى مرشدة الاقتصاد المنزلي الريفي أن تكون ملمة بمفهوم ومضمون الرسالة من معلومات وحقائق يراد توصيلها إلى القرويات، وكذلك يجب أن تنال احترام وثقة أهل القرية بالتزامها واحترامها للتقاليد والعادات التي ترسم أسلوب الحياة في القرية بجانب احترامها لمن تعمل معهن ولأجلهن.

    وعلى مرشدة الاقتصاد المنزلي الريفي كعامل الاتصال أن تكون مقتنعة أولاً بما تقوم به من أعمال وأن تكون اتجاهاتها نحو الرسالة عالية، وكذلك طريقة نقلها وتفسيرها تكون في صورة مفهومة وبإخلاص وحماس مما يبعث القرويات إلى الرغبة فيها وفي النهاية تبني ما تحتويه الرسالة من أشياء وأهداف.

    ويجب على مرشدة الاقتصاد المنزلي أن تختار قنوات الاتصال التي تسلكها لتوصيل الرسالة بفاعلية وإتقان.

    2- الرسالة الإرشادية: يجب على مرشدة الاقتصاد المنزلي تحضير مواضيع معينة تضمنها في رسالة تحملها إلى من تعمل معهن ولأجلهن. ولابد أن تحتوي تلك الرسالة على أدلة مدعمة ومؤيدة للحقائق التي تتضمنها الرسالة نفسها. إن من أسباب إخفاق عامل الاتصال أو مرشدة الاقتصاد المنزلي الريفي هو أن تكون المعلومات ناقصة أو يكون في تفسيرها لبس أو سوء فهم يعوق تحقيق الأهداف المرغوبة.

    ولذا يجب على مرشدة الاقتصاد المنزلي الريفي من تحديد الغرض من الرسالة المراد نقلها إلى القرويات. وكذلك يجب عليها تحديد نوع التغييرات المراد إدخالها على سلوك القرويات بصفتهن جمهور المسترشدات. ويتطلب هذا التحديد إما أن يكون في المعلومات أو المعارف، أو الاتجاهات أو المهارات أو في طرق التفكير أو في الميول..الخ وعن طريق هذا التحديد يمكن من اختبار طرق الاتصال المطلوبة بسهولة ويسر.

    ومن المسلم به أنه كلما كانت الرسالة بسيطة ومفهومة وفي مستوى قدرات القرويات الذهنية والاجتماعية والاقتصادية، وكذلك كلما كان البرنامج أو الرسالة يقابل مشكلات وحاجات القرويات ورغباتهن وقيمهن، كلما توفرت عوامل النجاح بمهارات وإتقان.

    3- قنوات الاتصال: وتعرف قنوات الاتصال بالمسالك التي تصل بين عامل الاتصال أو مرشدة الاقتصاد المنزلي كباعثة للرسالة. وبين القرويات بصفتهن الجمهور الذي تعمل لهن ولأجلهن ويمكن تقسيم تلك القنوات على حسب عدة اعتبارات أهمها:

    1- عدد الأفراد الذين يشكلون جمهور المسترشدين.

    2- طبيعة التأثير

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 6:24 am